إعداد: عدنان ابو زيد


فيكتور بوت تاجر حرب، أسلحته نافقةٌ في التجارة والسوقِ. زود الجيش الاميركي بالسلاح أثناء غزو العراق، لكنه في الوقت ذاته متهم من قبل الولايات المتحدة بتسليحه إرهابيين في مناطق مختلفة، وإبرام صفقات مع القاعدة.

وبوت مثال لشخصية تاجر آلة الحرب الدولي المحتال الذي لايمكن الامساك به، لعب على حبال الشرق والغرب، مستفيدا من العولمة وانهيار الاتحاد السوفياتي من اجل زيادة نفوذه، لكنه كان متهما دائما بانتمائه الى المخابرات السوفياتية السابقة التي استخدمت المعهد العسكري للغات الذي تخرج فيه بوت من اجل ضم عملاء جدد بين صفوفها.

في إحدى مقابلاته النادرة مع مجلة quot;نيويورك تايمزquot;، اكد انه دخل عالم الاعمال في 1992 حين اشترى وهو في ال25 من عمره ثلاث طائرات شحن quot;انتونوفquot; بقيمة 120 الف دولار، واستفاد من انهيار جدار برلين ليشتري وبأسعار متدنية جدا، قواعد عسكرية مهجورة إضافة الى اسلحة وعتاد سوفياتي. ونجح بوت بذكاء في نقل الاسلحة سرا عبر إنشاء اسطول جوي من خمسين طائرة تعمل في انحاء الارض بقيادة اشخاص لا يردعهم رادع لنقل هذه الاسلحة الى مناطق النزاعات.


واعتبر الصحافي الاميركي دوغلاس فرح الذي شارك في كتاب quot;تاجر الموتquot; بوت مسؤولا سوفياتيا عرف كيف ينتهز ثلاث فرص توفرت مع انهيار الاتحاد السوفياتي وهي طائرات متروكة على مدارج بين موسكو وكييف، ومخزون هائل من الاسلحة والعتاد بحراسة الجيش لم يود احد دفع ثمنها وتصادف ذلك مع ارتفاع الطلب على الاسلحة بشكل كبير.


ولعل ما فعله بوت بديهي وصعب في ان واحد.. أخذ الطائرات بأسعار رمزية وملأها بالسلاح الرخيص الثمن وارسلها الى الذين لا يستطيعون شراء اسلحة.
ومذاك لم ينفك يبدل لوحات التسجيل وخطط الطيران، منكبا على تجارة السلاح في افريقيا ومن مرفأ استاند البلجيكي ثم في الامارات العربية المتحدة حيث قطن مع عائلته منذ سنوات.
ويمكن رصد طائرات وأسلحة شبه رسمية في افريقيا وافغانستان واميركا الجنوبية ودول الاتحاد السوفياتي السابق، خزنها بوت وكأنه دولة لا شخص، مهما بلغت قدرته، فان امكانيته تبقى محدودة.


وفي quot;كتاب الموتquot; ورد أن بوت اسهم في نقل اسلحة الى العراق لحساب تجار يعملون للجيش الاميركي.


ومهما ناور بوت، وأضفى على أعماله صفة الشرعية، واستعان بتغطية خاصة من استخبارات دول استفادت منه فانهظل مطلوبا للعدالة بحسب الكس فاينز، مسؤول برنامج quot;افريقياquot; حيث يرى ان شهرة بوت الدولية هي ما سيؤدي الى توقيفه.


والمهم من سيرة رجل مثل بوت، ان قوانين العالم مازالت تسمح لشخص مثله أن يمارس تجارة تنتهك الاعراف، وتؤثر في الشعوب، وتسفك الدماء. حتى اصبح مثلا سيئا في أفلام مثل quot;لورد او وورquot;. مصادر) الصحافة الفرنسية ، وكالات).


أقرأ المزيد.. إسم في الحدث

[email protected]