صبحي زعيتر

قد تكون الحروب الطائفية من أسوأ الحروب التي يشهدها العالم، خاصة إذا كانت هذه الحروب داخلية وبين أبناء شعب واحد أو أمة واحدة.
بالأمس، كانت تجليات ذلك في مصر، وهي الدولة الراسخة منذ آلاف السنين التي لا تهزها أنواء المذاهب، والطوائف، بالرغم من المحاولات الكثيرة لافتعال مثل الأحداث التي حصلت في نجع حمادي.
لا نتمنى لأي دولة عربية أن تهزها الأحقاد الطائفية فهي مدمرة أكثر من أية حرب، وتترك في الجسم الوطني جروحا لا يمكن أن تندمل، لا بل تلتهب وتحمل كل أنواع الجراثيم لتوزعها كيفما تشاء وفي كل الاتجاهات.
تعالوا ننظر إلى لبنان، وكيف كاد يمحى عن الخريطة بسبب حرب، بدأت مطلبية وانتهت طائفية واستمرت إلى يومنا هذا، وإن بأشكال مختلفة مذهبية.
تقاتلت الطوائف، ثم تقاتلت المذاهب داخل كل طائفة وهو أصعب الأمرين.
وليس بعيدا عن لبنان، العراق شاهد آخر، تحول من بلد كان الكلام ممنوعا فيه عن الدين أو الطائفة أو المذهب، إلى ساحة لاقتتال الطوائف والمذاهب، ناهيك عن الاقتتال الإثني الذي مازالت ناره تحت رماد الاحتلال.
استفاد الاحتلال الأمريكي من الاقتتال المذهبي في العراق، كما استفادت إسرائيل من الاقتتال الطائفي في لبنان في سبعينات القرن الماضي، وطالما أننا شعوب لا نحاول أن تقرأ حتى التاريخ القريب، فإننا سنبقى مفيدين لكل من يريد أن يستفيد في العالم سوى أنفسنا.