علي عواض عسيري لـquot;السياسةquot;: يجب تشكيل لجنة لبنانية لاحتواء نتائج وإفرازات القرار الظني أياً يكن

السفير السعودي علي عواض عسيري متحدثا إلى quot;السياسةquot;المملكة تسعى مع سورية إلى تأمين مناخ إيجابي يساعد اللبنانيين على التوصل إلى حلول


على اللبنانيين التوصل إلى تفاهمات والدور السعودي يقتصر على تشجيع المصلحة الوطنية


التقينا مع وفد quot;حزب اللهquot; على نقاط عدة وموقفنا من المحكمة منسجم مع موقف الحكومة اللبنانية


خادم الحرمين لن يتوانى عن القيام بما يساعد على تحسين العلاقات بين الأشقاء العرب


زيارة خادم الحرمين والرئيس الأسد معاً إلى لبنان خطوة تاريخية ستساهم إلى حدٍّ كبير بالتهدئة


المملكة تطلب من الولايات المتحدة أن تقوم بدور وسطي وعادل وفعال في مفاوضات السلام


بيروت - عمر البردان


أكد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان علي بن سعيد بن عواض عسيري ثقته بحكمة القيادات اللبنانية في التوصل إلى مخرج يمنع تفاقم الأمور على خلفية أزمة المحكمة الدولية, مشدداً على أن اللبنانيين هم الذين يجب أن يجدوا الحلول ويتوصلوا إلى تفاهمات مرضية.
وأوضح عسيري في حديث إلى quot;السياسةquot; أن الدور السعودي يقتصر على تشجيع وتغليب المصلحة الوطنية, مشيراً إلى أن المملكة تسعى مع الدول العربية, وفي مقدمها سورية, لتأمين مناخ إيجابي يساعد اللبنانيين على الحل, معتبراً أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد معاً إلى لبنان خطوة تاريخية ستساهم إلى حدٍ كبير في التهدئة.
وأعرب السفير السعودي عن سعادته لاستقباله وفداً من quot;حزب اللهquot;, مشيراً إلى أنه تم الالتقاء بينه وبين الوفد على نقاط عدة أبرزها ضرورة إيجاد تصور لبناني-لبناني, لمواجهة إفرازات أي قرار يصدر عن المحكمة الدولية.
وأكد أن المحكمة في عهدة مجلس الأمن, وأن موقف المملكة ينسجم مع موقف الحكومة اللبنانية, كما شدد على أن لا مصلحة لأي فريق لبناني بتعكير الأمن لأن الجميع سيخسر, مقترحاً تشكيل لجنة لبنانية من القوى كافة مهمتها وضع تصور لمرحلة ما بعد القرار الظني لاحتواء ما يصدر عن المحكمة أياً يكن.
وفي ما يلي نص الحديث:
كيف تنظرون إلى طبيعة التطورات في لبنان, وهل تخشون من عودة الأمور إلى الوراء?
هناك تجاذبات سياسية كثيرة على الساحة الداخلية تتصل بملفات حساسة في مقدمها المحكمة الدولية والقرار الظني, لكنني أثق ملء الثقة بحكمة القيادات السياسية اللبنانية كافة وبالمسؤولية الوطنية التي يتحلى بها الجميع, لذا أعتقد أن سعاة الخير قد يتوصلون إلى مخرج يمنع تفاقم الأمور ويعيد الأمور إلى نصابها.
هل تقوم المملكة العربية السعودية باتصالات محددة لمنع تفاقم الأمور, وذهابها إلى الأسوأ?
المسائل المطروحة هي مسائل لبنانية بحتة والأخوة اللبنانيون هم الذين يجب أن يجدوا الحلول ويتوصلوا إلى تفاهمات مرضية. أما الدور السعودي فيقتصر على تشجيع وتغليب المصلحة الوطنية, كما أن المملكة تسعى مع الدول العربية الشقيقة وفي مقدمها سورية إلى تأمين مناخ إيجابي يساعد الأشقاء اللبنانيين على التوصل إلى الحلول المطلوبة.
هل هناك خطوات ملموسة بين المملكة وسورية لتفادي انزلاق لبنان إلى الهاوية?
إن الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله إلى سورية ثم اصطحابه شقيقه الرئيس السوري بشار الأسد إلى لبنان, كانت خطوة تاريخية انعكست إيجاباً على الوضع الداخلي, لأنها جاءت في ظرف حساسة جداً وأدت إلى تراجع التوتر إلى أدنى مستوياته. وجميع الأخوة في لبنان ينظرون إليها بارتياح وقبول, وأعتقد أنها ستساهم إلى حدٍ كبير في التهدئة, لأنها تهدف إلى تحقيق مصلحة لبنان وشعبه وتعمل على عدم إعطاء العدو الإسرائيلي فرصة للنفاذ إلى الداخل اللبناني والإمعان في التخريب.
ما حصيلة الاجتماع الذي جرى بين سعادتكم ووفد من quot;حزب اللهquot;, وهل هناك إمكانية للقاءات مستقبلية?
أود التأكيد أن أبواب السفارة السعودية في لبنان مفتوحة للجميع من جميع القوى والتيارات السياسية, وquot;حزب اللهquot; هو أحد مكونات السياسة اللبنانية وقد سعدت باستقبال وفد قيادي منه, وكان اللقاء إيجابياً وسادته أجواء المصارحة والتقينا خلاله على عدد من النقاط أبرزها ضرورة إيجاد تصور لبناني-لبناني موحد لمواجهة إفرازات أي قرار يصدر عن المحكمة الدولية أكان هذا القرار سلبياً أم إيجابياً. أما بالنسبة لمواصلة الاتصالات فلا شيء يمنع حدوث ذلك, وبالإضافة إلى ذلك فلا مانع لدي من لقاء قيادة quot;حزب اللهquot; في أي وقت إذا كان هذا اللقاء يؤدي إلى نتيجة إيجابية على مستوى الوضع الداخلي اللبناني.
ما هو رأيكم في مخطط المعارضة لإسقاط المحكمة? وما هو موقف المملكة منها, وهل ستلتزم الاستمرار في تمويلها?
كما هو معروف إن المحكمة الدولية هي بعهدة مجلس الأمن, أي أنها خارج كل هذا الصراع وهذه المواقف, وبالنسبة لموقف المملكة فهو ينسجم مع موقف الحكومة اللبنانية.
كيف ستتعامل المملكة مع أي توجه من جانب quot;حزب اللهquot; لتعكير صفو الأمن في لبنان, إذا ما صدر القرار الظني واتهم عناصر من الحزب المذكور باغتيال الرئيس رفيق الحريري?
حتى الآن لم يصدر أي قرار عن المحكمة الدولية وكل كلام عن ما سيصدر عن المحكمة هو كلام غير دقيق ومجرد تكهنات واستباق للأحداث. وفي رأيي أن لا مصلحة لأي فريق في لبنان بتعكير الأمن لأن الجميع سيخسر لا سمح الله, والمنطق هنا يقضي بأن يتكاتف جميع الأفرقاء لاحتواء أي قرار يصدر عن المحكمة كما أشرت آنفاً وذلك عبر تشكيل لجنة لبنانية من جميع القوى السياسية, تضم اختصاصيين, مهمتها وضع تصور لمرحلة ما بعد صدور القرار الظني أياً يكن, والعمل على احتواء نتائجه وقطع الطريق على فكرة أن يتم أخذ البلد إلى صراع أو نزاع أو ما شابه.
كيف تنظرون إلى الأوضاع في المنطقة, وهل تتوقعون عملاً عسكرياً ضد إيران إذا فشل الحل الديبلوماسي لمعالجة ملفها النووي?
حتى الآن يبدو أن هناك استعداد للعودة إلى مفاوضات بين الأطراف المعنية نأمل أن يتم التوصل خلالها إلى مخارج تبعد شبح الحرب عن المنطقة.
هل تقوم المملكة بأي دور وساطة بين سورية ومصر لتطبيع العلاقات بينهما?
السياسة التي تتبعها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الحكيمة تجاه الأشقاء العرب, تسعى دائماً إلى إرساء المصالحات وتعزيز التواصل وتوحيد الرؤى بما يخدم المصلحة العربية والشعوب العربية. وخادم الحرمين الشريفين بما عرف عنه من عمل دؤوب مخلص وصادق في سبيل القضايا العربية والأشقاء العرب لن يتوانى عن القيام بما يساعد على تحسين العلاقات بين الأشقاء ومن هنا جاءت مبادرته الكريمة في الكويت.
هل تتوقعون نجاح المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية, وماذا يمكن للرياض أن تقوم به لدفع الخيار السلمي في المنطقة?
لا شك أن الجميع ارتضى خيار السلام والمفاوضات الجارية حالياً بين الفلسطينيين والإسرائيليين هي فصل من فصول عملية السلام, لكن الموقف العربي العام والسعودي بشكلٍ خاص هو التمسك بمبدأ الأرض مقابل السلام واستعادة الحقوق العربية كاملة, والمملكة العربية السعودية بما لها من حضور دولي فاعل وعلاقات بالولايات المتحدة الأميركية, تعمل على تحقيق الأهداف العربية وتطلب من الولايات المتحدة أن تقوم بدور وسطي وعادل وفعال, لأن المطلوب من إسرائيل إذا كانت تسعى للسلام فعلاً, أن تعيد للفلسطينيين حقوقهم وجميع الحقوق العربية لكي تنعم شعوب المنطقة بسلامٍ فعلي وحقيقي.