داود الشريان


الاعتراف بدولة فلسطينية بحدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بتأييد أميركي، أو اللجوء الى مجلس الأمن لتحقيق هذا الهدف، أو طلب فرض وصاية المجلس على الأراضي المحتلة، أو دعوة إسرائيل الى احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة مجدداً، وتنازل الفلسطينيين عن تزيين الاحتلال بكذبة السلطة الفلسطينية.

هذه البدائل طرحها الرئيس محمود عباس على لجنة متابعة مبادرة السلام العربية، في اجتماعها بمدينة سرت الليبية، في حال أصرت إسرائيل على استمرار بناء المستوطنات، وهو تعبير عن ضيق الفلسطينيين بمبدأ المهلة. فالعرب أمهلوا إسرائيل كثيراً، بل أصبحوا يتعاملون مع مبدأ المهلة باعتباره خياراً استراتيجياً، مثلما السلام. بعضهم بات يتصرف على أساس أن لا خيار أمامه سوى استبدال مهلة بأخرى. الخيارات الثلاثة الأولى، التي طرحها laquo;أبو مازنraquo; ليست جديدة، وإن صيغت على نحو مختلف هذه المرة، فمضمونها سبق تداوله في مناسبات سابقة، لكن الجديد هو البديل الرابع المتمثل بدعوة إسرائيل الى إعادة الاحتلال. انه اقتراح مبدع، خلاّق وشجاع، وإن شئت هو أكثر الاقتراحات التي يطرحها العرب شجاعة منذ بداية عملية السلام. لذلك، يجب التمسك به من دون بقية الاقتراحات، والعمل لتنفيذه بدعم عربي.

الاقتراح الشجاع بحاجة الى تنفيذ بمستوى شجاعته وتفرده. لا بد أن تغلق السلطة الفلسطينية في الضفة والقطاع مقارها، وترحل الى إحدى الدول العربية، من دون مشاورات، ومداولات، وترك إسرائيل تتولى المهمة الامنية التي تنفذها السلطة نيابة عنها منذ أوسلو. فتنفيذ الاقتراح الشجاع ليس بحاجة الى إطناب سياسي، وأحاديث عن ترتيب البيت الفلسطيني، والمصالحة، وبقية الكلام الذي مللناه وضيّعنا. لا بد من الكف عن الشروحات والبدائل هذه المرة، وتنفيذ هذا الحل بطريقة فوضوية تكون سابقة.

الفوضى هي البديل المنتظر، هي الحل. اتركوا إسرائيل تواجه الفوضى التي ستنشأ بسبب رحيل السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وقطاع غزة. اتركوا الشعب الفلسطيني ينفذ شعار laquo;الفوضى الخلاّقةraquo; التي اخترعها الأميركيون. لا تزيّنوا الوضع الفلسطيني البائس... أتيحوا الفرصة للمحبطين والمظلومين والجائعين للتعبير عن أنفسهم. اتركوا إسرائيل تواجه ألف سلطة ومنظمة.