واشنطن
أعد بوبي غوش تقريراً نشرته مجلة تايم تحت عنوان laquo;نوعان من الأميركيين في ساحة الحرب العراقيةraquo;، استهله بالإشارة إلى ما سبق أن شهدته محافظة الأنبار من معارك دامية بين القوات الأميركية والمسلحين العراقيين. ولكن الجانبين تعاونا في نهاية المطاف لدحر تنظيم القاعدة، ومن ثم دفعت الولايات المتحدة إلى المحافظة ملايين الدولارات للمساعدة في إعادة إعمارها. ويشير التقرير إلى أن سكان الأنبار يفخرون بمقاومتهم للقوات الأميركية، وتفخر كل أسرة بأن لديها شهيدا أو جريحا من أبنائها. ويشير إلى أن المتمردين كان يقودهم ضباط جيش سابقون في حزب البعث، ولكن بعض أولئك المتمردين انضموا أيضاً إلى تنظيم القاعدة المتطرف، وقدموا المأوى لمقاتليه الأجانب الذين ينتمون إلى أماكن أخرى من العالم الإسلامي. ومع الوقت بدأ ضباط البعث في الاختفاء عن الساحة، في حين كثف laquo;القاعدةraquo; تواجده ونشاطه الذي وصل إلى ذروته في نهاية عام 2005. وبدأ التنظيم فرض تفسيره المتطرف للإسلام على سكان المحافظة، فأغلق المدارس وحرم السجائر والخمر، وألزم كل الرجال بحلف يمين الولاء للتنظيم. ووسط هذا القمع الذي شهده السكان، وحد زعماء العشائر - الذين فقدوا أحبابهم على يد تطرف القاعدة ndash; كلمتهم على التصدي للتنظيم. وكون الجيش الأميركي البرنامج المعروف باسم laquo;مجالس الصحوةraquo; والذي استثمر فيه أموالاً كثيرة، أصبح بفضلها بعض شيوخ القبائل أشبه برجال الأعمال الذين يتمتعون بغنى فاحش. وبحلول نهاية عام 2006، تأسست قوات الشرطة وتمت هزيمة القاعدة. ومن جانبهم يصر بعض زعماء القبائل على أنهم قد تلقوا فقط بعض الأسلحة والذخيرة من الجيش الأميركي، وأنهم لم يأخذوا أي أموال. وقد ركز زعماء العشائر طاقتهم على مناهضة تنظيم القاعدة، ولكن ذلك لم يغير شيئاً من حقيقة كرههم للأميركيين، الذين يصفهم أحد أولئك الزعماء ويدعي عبد الجبار الفيدوي بـlaquo;القتلة القذرينraquo;، وأضاف مشيراً إلى أنه سواء طال الزمن أم قصر وأيا ما كان ما سيفعله الأميركيون هناك فإن ذلك لن يُمحى من أذهان سكان المحافظة بشاعة ما فعله أولئك الأميركيون. ولكن البعض الآخر من أولئك الزعماء لا يضع كل الأميركيين في سلة واحدة، ومن بينهم الشيخ داهر السحار، أحد أوائل زعماء العشائر ممن انضموا إلى برنامج الصحوة. ففي حين يرى السحار أن الولايات المتحدة قد أخطأت كثيراً في حق شعب العراق، إلا أنه لا ينظر إلى كل الأميركيين بنظرة واحدة، بل يفرق بينهم. إذ يرى أنهم ككل الأعراق والأجناس، فيهم الصالح وفيهم الطالح. ومن بين أولئك الصالحين النقيب ترافيس باتريكوين من الفرقة المدرعة الأولى، والذي منحه السحار اسما عربياً laquo;الكابتن هشامraquo;، لدماثة خلقه. وقد لقي النقيب باتريكوين مصرعه في أواخر عام 2007 في انفجار بعبوة ناسفة. ومن ثم أطلق شيوخ العشائر اسمه على إحدى مراكز الشرطة قرب الرمادي تخليداً لذكراه.
التعليقات