علي أحمد البغلي
يثور في اسرائيل جدل سياسي وقانوني وحقوقي انساني حول تعديلات تقدمت بها الحكومة الاسرائيلية على قانون الجنسية المعمول به حالياً في اسرائيل.
التعديلات الجديدة تنص على يهودية دولة اسرائيل وعلى ضرورة قسم الولاء لها والاعتراف بيهوديتها قبل نيل جنسيتها، اما اخطر تعديل مقترح على قانون الجنسية، فهو سحب الجنسية الاسرائيلية كعقاب لمن يقوم بأعمال تهدد أمنها وبقاءها.
اقتراحات التعديل أثارت ضجة واعتراضات داخل اسرائيل نفسها، حيث وصف البعض هذه التعديلات بانها تطبع اسرائيل بطابع عنصري، كما قال البعض ان جل هذه التعديلات يستهدف المتجنسين العرب الجدد الطالبين نيل الجنسية الاسرائيلية بالزواج من عرب اسرائيل على سبيل المثال.
التعديلات المقترحة من نتانياهو وليبرمان وزير خارجيته، موجودة في دساتير أغلب الدول العربية وقوانين الجنسية فيها، وعلى رأسها الكويت! فالدستور الكويتي ينص في مادتيه الاولى والثانية على عروبة دولة الكويت، وان شعبها جزء من الامة العربية، وان دين الدولة هو الاسلام، والشريعة مصدر رئيسي للتشريع، هذه المواد لم يقل عنها احد انها احالت دولة الكويت الى دولة عنصرية، بل ان البعض يفخر بوجودها، ويريد مزيدا من هذه المواد لتكريسها، مثل المزايدين الطالبين تعديل المادة الثانية من الدستور لتصبح الشريعة المصدر الرئيسي للتشريع، جاعلين الكويت وقوانينها تماثل دولة طالبان وجمهورية ايران الاسلامية، اما قانون الجنسية الكويتي، فيجيز للدولة اسقاط وسحب الجنسية في احوال كثيرة مطاطية ذكرتها المادة 13فقرة 4 ــ 5 من قانون الجنسية.. وقد تم تطبيقها على ياسر الحبيب أخيراً كعقوبة على جريمة ارتكبها يعاقب عليها قانون الجزاء.. ولكن لانصياع الدولة لأصوات المزايدات، طبقت قانون الجنسية بدل قانون الجزاء في ايقاع العقوبة.. ويظهر ان اسرائيل سمعت عن الجدل الثائر في الكويت حول الموضوع، فجعلت الكويت قدوة لها في تطبيق نصوص قانون الجنسية، بدل قانون الجزاء لمن يهدد امنها!
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
هامش:
زميلتنا العزيزة مها البرجس أرسلت رسالة نصية هاتفية من مقر اقامتها في لندن، ملازمة لوالدها العزيز برجس البرجس عافاه الله وشافاه، مصححة ما ورد في مقالي برثاء المرحوم محمد مساعد الصالح.. بالقول ان وزير المواصلات الأسبق الذي أشرت اليه في المقال هو المرحوم سليمان الزيد الخالد (ابو هيثم).. اما laquo;ابو الحارثraquo; فهو المرحوم خالد الزيد الخالد. شكراً يا مها، وبانتظار عودتك والوالد العزيز.
التعليقات