بيروت - محمد حجازي

لم ينف المطرب ملحم زين أن الأجواء السائدة في الوسط الفني دفعته أكثر من مرة الى التفكير جدياً في الاعتزال، لأنه لا يعرف الكذب، ولا يمارس الخداع، ولا يحب أن يسمع كلاماً عنه قيل في غيابه، فهو ابن ريف يعنيه كثيراً الصدق في التعامل ولم يفكر يوماً إلا في الخير للآخرين .
ملحم زين، الفنان الشاب ابن ال 27 عاماً، عرف الشهرة قبل سبع سنوات من خلال أكثر البرامج جماهيرية: ldquo;سوبر ستارrdquo; وإن كان خرج من إحدى التصفيات ما قبل النهائية مما أحدث ثورة شعبية واسعة، فتظاهر المئات من أجله . وعندما أعطي الفرصة، أثبت على الأرض انه من أقوى وأجمل الأصوات الحاضرة، سواء غنى البلدي (علَّواه) أو العاطفي المؤثر (ناهي) . معه هذا الحوار:

ما صحة ما تردد بقوة أخيراً عن تفكيرك في الاعتزال؟

خلال سبع سنوات في هذا الوسط لم أستطع التكيف مع الغدر والكذب واللامبالاة وانعدام الصداقات، لذا وجدت نفسي غريباً في الميدان، مما استدعى إعلاني بصراحة أنني أفكر جدياً في الاعتزال .
متى فكرت؟

الأمر ممتد معي منذ عدة أشهر .
هل النية لاتزال موجودة؟

لم أستطع الانسجام . قمت بعملية استدارة على القرار، ولم أعد أتواجد كثيراً في أجواء الفن والفنانين .
هل يعني ذلك تخلياً عن الكفرة؟

وجدت طريقة تقلل من انزعاجي، فأنا رجل ريفي صادق، لا أطيق أن يكذب عليّ أحد، فيما كل المناخ كذب، وعدم وفاء .
والاعتزال، الى أية مهنة بديلة يأخذك إن حدث؟
عندي ldquo;بزنسrdquo; خارج نطاق الفن .

ما نوعه؟
أتعامل مع أجانب وليس مع عرب، يعني لا يوجد سمسرة . . بل قانون يسري على الجميع . الحمد الله عندي ما يكفيني، ولن أنقطع، يعني ستتوفر كل متطلباتي، بأبسط السبل إن اعتزلت .

وماذا ستفعل بهذه الموهبة الغنائية الكبيرة التي تتمتع بها؟

سألت نفسي: ماذا عن الغناء الذي يسري في عروقي؟ ماذا أفعل به؟ كيف أتصرف؟ لذا وجدت أهون الأمرين .

هذا الموقف من الغناء هل يسري على ابنك علي (8 أشهر)؟
سأحاول أن أوجهه أكاديمياً وأن يتابع تعليمه، ويكون خير سفير ثقافي لبلده، سأحاول منعه من الفن، أو أن يبتعد عنه قدر الإمكان .

ألا ترى أن هذا التوجه يمكن أن يتغير في الفترة المقبلة؟
في المستقبل المنظور، طبعاً لا . ولا حتى في المدى غير المنظور .

هل هذا تشاؤم؟

مطلق .
ألا ينعكس هذا على طبيعة عملك؟
إطلاقاً . لا أسمح لشيء أن يؤثر في عملي، وهذا معروف عني عندما أُقرر .

أنت تشتغل الآن على إتمام أُغنيات ألبومك الجديد .
نعم، وهو الثاني مع ldquo;روتاناrdquo; وسيطرح نهاية العام .
وهل يبقى ثلاثة؟

نعم، وهذا يعني أن العقد طويل .
هل من إزعاجات؟

لا، الأمور تسير .

هل العقد مستمر؟

نعم .

لكن الكليبات قليلة .
المشكلة أنني لست متحمساً كثيراً لتصوير الأغنيات، وعندما أقبل تكون الأغنية ناجحة جداً والأفضل ان نصورها، فأفعل .
لا أحب أن أتصنّع أمام الكاميرا . صدقي في حياتي اليومية هو الذي يمنعني . لا أعرف أن أكون شخصاً آخر أبداً . ولا حتى لدقيقة واحدة .
وحين تجبر على التصوير ماذا تفعل؟

أطلب ألا تأخذني الكاميرا كثيراً وأعتمد على الأغنية وقدرتها على العيش والاستمرار .

من الذين تأخذ برأيهم حتى تقول نعم أو لا لأي مشروع؟

هناك العديد من الأصدقاء الذين أستمع إلى رأيهم، لكن الرأي النهائي لي . أنا من يعرف ماذا يلائمني ويفيدني أكثر، وماذا أقدر عليه .
هل من صعوبة معك غالباً؟

لا، أنا واضح جداً . وهذا يريح الآخرين الذين يكونون عادة غير مريحين .

الموسيقار ملحم بركات يخوض حملة منذ سنوات ضد غناء المطربين اللبنانيين بلهجات عربية أخرى، ما رأيك؟
أنا ضد هذه الحملة . لغتنا عربية وكل ما فينا عربي . هل تصبح مشكلة إذا ما تبدلت اللهجة بين بلد وآخر . لا . هذا غير لائق، فلندع من يجيد الغناء بلهجة معينة أن يتابعها تماماً . والمطرب الجيد هو الذي ينجز أغنية متكاملة بأي لغة كانت، المهم أن تنجح .

على ذكر ملحم، الرغبة في التعاون معلنة من قبلكما لكن لم يحصل تعاون لماذا؟

المشكلة ليست عندي أبداً . أبديت كامل الرغبة في التعاون والتقيته مرتين . لكن يبدو أنه يحب أن يطرق المطرب بابه مرات كثيرة حتى يستجيب . لن أطرق الباب مجدداً .
يبدو أنك غاضب .
هو يرمي بآراء ضد كل الزملاء المطربين، لا يعجبه أحد . أعرف أنه مزاجي، وأنا أيضاً . وليست عندي أدنى فكرة عن الفائدة من طريقته المتعالية في التعاطي معي .

ألم تعد معنياً بالتعامل معه؟

السوق فيه من كل شيء . وفي كل الحالات لن أغني إلا ما قدّر لي وأجده مناسباً .

كأن أغنية ldquo;علَّواهrdquo; قصمت ظهر البعير .
هي كلمة . فهل تستأهل كلمة موجودة في أغنية أن تعتبر تعدياً على زميل آخر لأسباب كيدية . أنا لست كذلك . ولا أجد نفسي معنياً بالدفاع عن الأغنية .
متابع مسيرتك يستوقفه صوتك الأقوى في البلدي والأكثر رخامة وتأثراً في طبقة ال (سسء) .

إنها القدرة على تكييف الحنجرة لكي تؤدي كلا اللونين بأسلوب مناسب ومؤثر، وأدَّعي أنني قادر على الأعلى والأخفض .

هل تدرب صوتك؟

لا .
هل تتناول أطعمة خاصة لتغذيته؟
عادة ما أحاول تغذيته بإعطائه فرصة للراحة لكي يعطي أفضل، أما الأكل فطبيعي .
تبدو مطمئناً إلى صوتك .
جداً .
ماذا عن ldquo;اللوكrdquo;؟
لا يعنيني كثيراً . يكفي أن أكون مرتباً بملابسي وطلتي .
أنت لا تحب الحركة على المسرح؟
أغني ولا أرقص، الذي يريد مطرباً يرقص هناك العشرات منهم وهناك مقربون يقولون لي، لو تتحرك سيكون حضورك أفضل . عندما أتحرك لن أعود أنا . لا أعرف مغنياً يقفز على المسرح ثم يغني . كيف يغني وهو يلهث أو يحاول التقاط أنفاسه؟

مع روتانا

ldquo;ابو عليrdquo; . تُنادى به أكثر من أستاذ ملحم، كم يعنيك؟

يساوي الدنيا . طبعاً . مثل كل أولاد الناس الابن غال خصوصاً عندما يكون بكراً . وعندما ينادونني ldquo;أبو عليrdquo;، أحس بنفسي ldquo;أبو عليrdquo; .

ما الذي تغير فيك وأنت أب في السابعة والعشرين من عمرك فقط؟

أبداً هذه نعمة ربانية رائعة . أشكر ربي عليها، والتغير يحصل في كل شيء كما عند الأم . أنا سعيد بأبوتي مثل سعادتي بزواجي .
هل تكيفت زوجتك مع المجتمع في لبنان؟
مجتمعها متحفظ، مثل مجتمعي، لم يكن هناك أي تغيير .