نيويورك

كتب نيكولاس كريستوف مقالاً مطولاً نشرته صحيفة نيويورك تايمز، رأى فيه أنه في الوقت الذي تعتمد فيه الولايات المتحدة، المعتمدة على إطلاق النيران لسحق المتطرفين في أفغانستان وباكستان واليمن، عليها أن تتعلم من تجربة سلطنة عُمان العربية.
فمنذ 40 عاماً، كانت عُمان واحدة من أكثر المجتمعات محافظةً في العالم، حيث كان يمنع التلفاز والأثير، كما لم يكن هناك تمثيل دبلوماسي للبلاد في الخارج.
وكان معظم سكان عُمان أميين وقبليين متعصبين، ولم يكن هناك تعليم للفتيات. هذا، وكان يحيط بالعاصمة مسقط سور تقليدي يتم إغلاقه من قبل السلطات عند الغروب، ومن يحاول الخروج من دون كشاف بيده يكون معرضاً لإطلاق النيران. هذا، وقد كانت عُمان تاريخياً أشبه لجارتها اليمن، التي أصبحت الآن بؤرة لـ laquo;القاعدةraquo;، بيد أن عُمان اتخذت مساراً آخر منذ 1970.
فعُمان الآن مختلفة تماماً، حيث توجد الطرق السريعة والمطارات والجامعات العامة والخاصة كما يشمل التعليم البنين والفتيات حتى انتهاء المدارس الثانوية على الأقل. والكثير من الغربيين الذين يدرسون اللغة العربية في اليمن سينتهي بهم المطاف إلى عُمان نظراً الى ما تتمتع به من هدوء.
والتحول الكبير طرأ ايضا على دور المرأة، حيث تقول رحاب أحمد الرحابي، وهي طالبة جامعية إنها مهتمة بإدارة الأعمال، على الرغم من أن جدتها أمية وتزوجت في التاسعة من عمرها ولديها 10 أبناء، وهو ما جعلها رافضة للزواج الآن خشية رفض تعليمها في الخارج، وحتى عند زواجها ترجح أن تكتفي بإنجاب طفل واحد.
وقد نالت الرحابي الميدالية الذهبية في المسابقة التي تقيمها مؤسسة إنجاز، التي تذهب إلى المدارس لتدريب الشباب على إدارة المشاريع الصغيرة. وتوضح المسابقة مدى إقبال الإناث على إدارة المشاريع في عُمان.
الدرس الذي يمكننا تعلمه هو أن تعزيز التعليم هو الوسيلة المؤثرة للقضاء على التطرف، حيث أثبتت الأبحاث أيضاً العلاقة بين التعليم وتقليل الصراع. والحديث عن التعليم يبدو تقليدياً، بيد أن الرئيس أوباما أعلن إبان حملته الرئاسية تخصيص ملياري دولار لتمويل التعليم العالمي، لكن النتائج لم تظهر، وبدلاً من ذلك بات ينفق 50 ضعفاً على القوات في أفغانستان. وسبب ذلك أن الجميع يشارك في دعم التعليم شفهياً من دون تمويل فعلي.