إسحاق الشيخ يعقوب

الجنوب اللبناني يرفع صوته مجلجلاً بالفارسية laquo;خوش آمديد احمديraquo; في السماء اللبنانية وعلى شاشات الفضائيات وخطب المرّحبين بزيارة رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية محمود احمدي نجاد.. وكان استقبالاً حاشداً غير مسبوق شكل فتحاً سياسياً للجمهورية الاسلامية الايرانية على الارض اللبنانية.. هكذا يُقرأ الحدث من عنوانه.. فما بعد هذا الحدث...؟!
وكان اجماعاً تركياً وسورياً وسعودياً وايرانياً ومصرياً بجانب ارادة عقلانية لبنانية في العمل على كبح جماح الانفلات الغرائزي الطائفي في تفتيل العضلات في اجتياح لبنان عن بكرة ابيه واحتلاله من حزب الله.. وهو ما تكرر على لسان السيد حسن نصر الله: بانه لو كان لدى حزب الله هاجس احتلال لبنان لقام باحتلاله في مناسبات قادر عليها.. وحدد تواريخها اكثر من مرّة.. وفي ذلك تهديد سياسي ضمني ونوايا مبيِِِِته... فالذي يستطيع ان يحتل لبنان في الامس فانه الاكثر قابلية وجاهزية في احتلاله اليوم... الا ان حزب الله يُدرك تماماً ان الاشكال لا يقع في الاحتلال بقدر ما يقع في كيفية استمرار المحافظة على الاحتلال.. وفي ظروف داخلية واقليمية وعالمية.. من الصعب على حزب مدجّج بالظلام والمليشيا يمكن ان يُهيمن وحده على لبنان حتى ومن خلال دعم سوري وايراني على حدٍٍ سواء.. لقد كانت الايدي الايرانية كريمة بعطائها ومساعدتها المالية والعسكرية لحزب الله.. وهو ما تكرر ويتكرر بامتنان وعرفان بالجميل على لسان زعيم وقائد حزب الله السيد حسن نصر الله.. وفي زيارة احمدي نجاد قرأ رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان سلسلة من المشاريع الاقتصادية التي تأخذ طريقها في هذه الزيارة الميمونة لاحمدي نجاد.. ولا يمكن لاحد ان ينكر ان الزيارة اخذت طابعاً... في دلالته تكريس ومساندة لحزب الله وتأييد لسياسته ومواقفه تجاه رفض المحكمة الدولية.. والذي وصفها احمدي نجاد تحت تهليل وتصفيق وهتاف جماهير غفيرة: بان المحكمة الدولية تُثير الفتنة في لبنان..
وينفي السيد حسن نصر الله ان يكون هناك مشروع ايراني في لبنان او المنطقة العربية.. ويرى ان كل ما تقوم به ايران من انشطة سياسية في المنطقة هو ما ينسجم مع عقيدتها وديانتها في ممارسة واجباتها الالهية: وهو ما يُريده الشعب اللبناني وهو ما يأخذ بالهواجس الطوباوية في التشديد على ثقافة ولاية الفقيه.. وطمس الهوية اللبنانية المتعددة الديانات والقوميات والاعراق والمذاهب والطوائف.. والعمل على تسييد ليس هويّة حكم الحزب الواحد.. وانما على ديانة وعقيدة الحزب الواحد في الواجبات الالهية التي يريدها الشعب اللبناني على حد تعبير السيد حسن نصر الله!!
ويغلظ السيد حسن نصر الله وبأغلظ الشهادة قائلاً: laquo;ان ايران التي كانت دائماً تدعمنا.. ما زالت لم تطلب مني في يوم من الايام موقفاً.. ولم تصدر امراً ولم تتوقع منا شكراً مع اننا نفتخر بايماننا العميق بولاية الفقيه العادل والحكيم والشجاعraquo; وهو بهذا يُشكل انسجاماً مع العقيدة والدين يؤدي بها حزب الله كما تؤدي بها ايران واجبها الالهي في انسجام ابدي طائفي ومذهبي مع العقيدة والدين.. وهكذا يستمرء الدين السياسة.. وتستمرء السياسة الدين.. وكما يقول السيد حسن نصر الله laquo;لا يوجد مشروع ايراني في لبنان.. بل واجب الهي.. وهكذا يصبح الوطن اللبناني في مهب رياح دين ولاية الفقيه... العادل والحكيم الشجاع!!
وليس هناك اردى من زمن... يُدفع فيه لبنان على وجهه في دوّامة الواجب laquo;الالهيraquo; لولاية الفقيه!!