طهران

انتقدت صحف المعارضة الايرانية زيارة نجاد للبنان وصرفه اموال ايران على laquo;حزب اللهraquo; ودول ومنظمات اخرى في وقت شعبه فقير ويعاني. كما سلطت الضوء على خلافات بين اركان النظام ومراجع دينية في قُم، بسبب مزاعم ان المرشد خامنئي هو الامام المهدي، وان لم يكن كذلك فهو نائبه الخرساني. في المقابل، اشادت صحف النظام بكلام شيخ الازهر حول علاقة السنة بالشيعة وأثنت على توجهاته الدينية، كما ألقت الضوء على زيارة نجاد للبنان فوصفتها بالتاريخية والناجحة، في حين أبرزت زيارة رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته نوري المالكي لطهران ولقائه المرشد خامنئي.


على أعتاب الزيارة العلنية التي يود مرشد الثورة الايرانية علي خامنئي القيام بها الى قم، معقل رجال الدين، لاجبار المراجع الدينية على الانضواء العلني تحت سلطته والترويج لنجله الشيخ مجتبى للامساك بزمام الامور في حال وفاته، اندلعت خلافات شديدة بين مراجع دين غير رسميين مع اركان النظام، حيث دعت هذه الأركان من مراجع الدين الى الذهاب الى استقباله علانية والترحيب به.
غير ان معظم المراجع رفضوا الامر، ما دفع بممثل المرشد في صلاة الجمعة في قم الشيخ سعيدي الى التصريح بان المرشد خامنئي يعتبر بمنزلة الامام المهدي laquo;الغائبraquo;، وكل من يرفض استقباله انما يقف ضد الامام المهدي، الامر الذي أثار سخط واستغراب مراجع الدين ومعظم المواطنين.
الى ذلك، أنفق النظام ملايين الدولارات لطبع الإعلانات والصور وكتابة الشعارات وشراء ذمم المشاركين في مراسم استقبال خامنئي لدى زيارته إلى قم، وقالت بعض الشعارات ان خامنئي ان لم يكن هو الامام المهدي فهو قطعاً السيد الخراساني نائب المهدي الموعود الذي سينزل الهزيمة بأميركا وإسرائيل والغرب وسيسطر على العالم ويمهد لظهور المهدي الذي لا يظهر نفسه الا بعد هزيمة وفناء قدرة الولايات المتحدة وإسرائيل!
في السياق ذاته، تصاعدت الخلافات العلنية بين النواب المحافظين والمستقلين في مجلس الشورى، واكدت تقارير رسمية هجوم عدد من النواب المحافظين على نواب مستقلين وضربهم وطردهم من المجلس لمجرد ان المستقلين رفضوا التوقيع على وثيقة رسمية يتم فيها رفع شأن المرشد من درجة آية الله العظمى الى درجة امام، اي انه سيصبح الامام رقم 14 حسب المعتقد الشيعي، في حين ان النواب المستقلين أكدوا في اعترافهم ان كتب الشيعة تؤكد ان اي شخص يعلن نفسه اماماً بعد الامام المهدي فانه كاذب ودجال، وان عدد أئمة الشيعة 12 اماماً فقط لا اقل و لا اكثر.
وجاء في بيان للكتلة الإصلاحية في مجلس الشورى ان فاقدي العقل والحكمة والدين من المتطرفين ينوون إشاعة الأفكار المنحرفة، والزعم بأن خامنئي هو امام الزمان، في حين ان مثل هذا الادعاء يتعارض مع الفكر الشيعي وأصول الدين.
واعترفت أوساط نيابية بتعرض السيد احمد دستغيب لضرب مبرح على يد عدد من نواب المجلس، لكن هذه الأوساط ادعت ان دستغيب كان يستحق الضرب لانه عارض ولاية الفقيه علانية.
في هذا المنحى ايضاً زعمت أوساط حكومية وشخصيات دينية رسمية من التلفزة الحكومية أن كل من يعارض او لا يعترف بولاية الفقيه كافر وملحد ودمه مهدور! وهذا يعني بكل بسطة ان اكثر من %80 من مسلمي العالم هم من هذا النوع، حسب وجهة نظر أنصار خامنئي.
هذا وترفض الكتلة الإصلاحية في مجلس الشورى الاعتراف بضغوط ومواقف وادعاءات أركان نظام علي خامنئي بشأن ولاية الفقيه مطلقة الصلاحيات.