سمر المقرن
أصعب شيء في الحياة أن تصوغ سؤلاً يستعصي عن الحل، أو أن تخلق أسئلة لم تُخلق إجاباتها. ففن الأسئلة أصعب من فن الإجابة، والمرأة والأسئلة أصدقاء، والمرأة الخليجية وتحديداً ndash;السعودية- والأسئلة أصدقاء أيضاً، والمرأة السعودية والأسئلة المستعصية أصدقاء إذا شئتم. وأضف إلى ذلك هنا أسئلة في المرأة وحول المرأة في المجتمع الخليجي تنتظر الإجابة عليها، ولن أجيب عليها، بل سأكتفي بالأسئلة لعلها تحرك الراكد في دواخل النساء (النساء اللاتي يحببن الحرية للنساء، والنساء اللاتي يكرهن الحرية للنساء) والرجال أيضاً (الذين يحبون الحرية للمرأة والذين يكرهون الحرية للمرأة) والمرأة التي ما زالت بلا رأي، والرجل الذي لا يزال حليما حيرانا!
هل صحيح أن المرأة لا تأخذ شيئا بقوتها وحولها، بل تأخذه من رجل يجامل المرأة؟
هل المرأة لم تعد بتلك القوة التي تنال فيها حقوقها فتحتاج الرجل؛ كي يساعدها لتنال حقوقها؟
هل لا تزال المرأة لدينا أسيرة للرجل، وهي تحتاج الرجل لتتحرر من سلطة الرجل؟ هل المرأة لا تزال قضية، ولا يحل قضيتها إلا رجل؟ لماذا حقوق المرأة مهضومة؟ وأول من هضم المرأة وحقوقها هي المرأة نفسها، ولماذا تم إقحام الدين في معركة الصراع مع الجنسين مع أن نصوص الشريعة جاءت للجنسين بلغة واحدة إلا فقط ما يجب أن تختص به المرأة؟ ولماذا عمم بعض رجال الدين والمشايخ والدعاة بعض النصوص العامة ليجعلوها لكل شيء يخص المرأة؟ ومتى تم تقييد المرأة رغم أنها حرة قبل أقل من ثلاثين عاماً، ولماذا تزداد القيود مع تزايد انفتاح العالم، ولماذا يغيب القانون عن حماية التعرض للمرأة ولا يغيب عن الأراضي والممتلكات والسرقات؟ لماذا المرأة صورة للعورة والشيطان بينما الرجل هو الملاك رغم أنه يعتدي بحكم القوة على الجنس الآخر؟ ولماذا الرجل الشرقي ndash;بشكل عام- مزدوج في نظرته للمرأة، فهي لطيفة وجميلة وطيبة إذا كانت هي أمه أو أخته وربما في أحيان زوجته، لكنها في الآخر هي صورة للجريمة والإغواء والشيطان إذا كانت تسير في الشارع؟
أسئلة أخرى تأتي ملحة: لماذا المرأة هي الفتنة رغم أن الرجل هو الآخر فاتن ndash;في بعض الأحيان- ومفتون دوما، رغم أنه راكض خلف الفريسة؟ لماذا نلوم الباب المفتوح ولا نلوم اللص؟ لماذا نتحدث عن المرأة على أنها ستر ولا نتحدث عن الرجل كهاتك للستر؟ لماذا لا تدان الجريمة باعتبار أنها جريمة بل يتم تقسيم الجريمة باعتبار الجنس؟
أسئلة كثيرة تأتي في عالم المرأة تصعب الإجابة عليها، فالإجابة عليها شوك، والإجابة عليها في مجتمع متشنج quot;جنونquot; وهاوية لا تعرف لها آخر. وهناك من يريد أن تقع في الشوك والهاوية حتى يجهز عليك لأنك فقط تقول رأيك وتطالب بالعدالة!
التعليقات