حسن مدن

نحن بانتظار اللمسات الأخيرة على نتائج الانتخابات النيابية والبلدية في البحرين التي ستتضح في نهاية هذا اليوم، حيث سيجري الإعلان عن أسماء الفائزين في الدوائر القليلة المتبقية التي لم يُحسم أمرها في الدور الأول الذي جرى السبت الماضي .

ومع ذلك، فإن الصورة شبه النهائية للمجلس النيابي البحريني قد باتت واضحة، ويمكن إيجاز ملامحها في النقاط التالية أدناه:

تفكك هيمنة جمعيات الإسلام السياسي السني، السلف والإخوان المسلمون، على أغلبية الدوائر ذات الأغلبية السنية، والتي استحوذت عليها في الفصل التشريعي السابق، لمصلحة وجوه مستقلة، بعضها ذو نزوع ليبرالي من رجال الأعمال والتكنوقراط .

المحللون يعزون ذلك إلى أن ذلك عائد بدرجة أساسية إلى رفع الدولة غطاءها عن هذه الجمعيات، وهو الغطاء الذي شكل رافعة لها في الانتخابات الماضية لتحرز نجاحاً ساحقاً، حين أرادت الدولة موازنة هذه الجمعيات بنفوذ جمعية الوفاق الشيعية في المجلس المنتخب .

هذه المرة أيضاً انتزعت ldquo;الوفاقrdquo; كامل الدوائر ذات الكثافة الشيعية، والبالغ عددها ثماني عشرة دائرة من أصل أربعين دائرة، ورغم أن الإعلام الخارجي يصف ذلك بفوز للمعارضة، لكن الأمر بحاجة لشيء من التدقيق .

ففضلاً عن كون ldquo;الوفاقrdquo; لا تمثل إلا جزءاً من المعارضة، وليس كلها، على الرغم من أنها الجمعية السياسية الأكبر بينها، لكنها تظل محكومة بقرار وتوجيهات المرجعية الدينية الشيعية التي وقفت بكل ثقلها مع كتلة الوفاق الانتخابية، موظفة ما لديها من نفوذ ديني قبالة منافسي ldquo;الوفاقrdquo;، بمن فيهم المنافسون الشيعة، خصوصاً منتسبي الجمعيات الديمقراطية والوطنية والشخصيات الليبرالية .

في النتيجة، جاءت نتائج الدوائر ذات الكثافة السنية لتعكس مقادير من التنوع الموجود فيها، فيما أدى الفوز الساحق لrdquo;الوفاقrdquo; في دوائرها إلى طمس التنوع، السياسي والاجتماعي، الموجود في هذه الدوائر، لمصلحة هيمنة لون واحد، مذهبياً وسياسياً .

إذا لم تحصل مفاجآت في نتائج ما تبقى من دوائر اليوم، يمكن القول إن الغائب الأكبر هذه المرة أيضاً، كما كانت الحال في المجلس السابق، هو المعارضة الوطنية والديمقراطية، وبشكل خاص المنبر الديمقراطي التقدمي وجمعية ldquo;وعدrdquo;، رغم الأصوات المرتفعة التي نلناها، كما حدث في الدائرة التي ترشحت فيها وأحرزت فيها نحو خمسة آلاف صوت من مجموع أقل من أحد عشر ألف صوت هو عدد المشاركين، ولكنها لم تكن كافية للفوز .

يظل أن هذه النتائج بحاجة لبعض التحليل .