هجوم صحافة يمنية على السعودية لماذا؟!
فارس بن حزام
الرياض السعودية
فجأة، انقضت الصحافة اليمنية على السعودية تشنيعاً. والسبب المعلومات المقدمة إلى أميركا عن الطرود المفخخة.
انشغلت الصحف عن الخلل الداخلي، وتمدد quot;القاعدةquot; إلى خارج الحزام الصحراوي في اليمن، وذهبت إلى العمل الأمني السعودي، المتمثل باختراق التنظيم، اختراقاً وصف بأنه بلغ quot;العظمquot;، متجاوزاً القدرة الأمنية اليمنية.
الهجوم هذه المرة، ومثل مرات عديدة، جاء متنوعاً في مصادره؛ صحف حزبية، مستقلة، مواقع إلكترونية حزبية وأخرى مستقلة أيضاً. والتقى الجميع عند نقاط محددة؛ المعلومات السعودية كانت بهدف الاستعراض، ومغازلة أميركا، واستعراض العضلات أمام اليمن، وتشويه سمعته، وصولاً إلى القول إن العلاقة بين البلدين بعد الحادثة أصبحت هشة ومضطربة، لكن التهمة الأطرف كانت بالزعم أن المساعدات السعودية المستمرة منذ عقود عملت على إيجاد الحراك الجنوبي وصنعت لquot;القاعدةquot; وجوداً لم يكن سلفاً.
الواضح أن المهاجمين لا يقرأون الأحداث جيداً، ويعملون على البحث عن التفسيرات السيئة وتغليبها. فالقرار السعودي يؤمن جيداً، وفق المعطيات الواضحة أمام أي مراقب، أن الهمّ اليمني حاضر في السعودية بتفاصيله، فالمملكة لا تريد لها خاصرة رخوة ينفذ منها الخطر، ولذا نجدها شريكة صريحة في محاربة أشياء سيئة عدة في اليمن؛ كالبطالة والجهل والسلاح، لإيمان تام عند أي عاقل بأن اجتماع هذا الثلاثي كفيل بتشكيل أكبر خطر على اليمن أولاً والسعودية ثانياً.
توفر فرص العمل وتنظيم وجود السلاح بين المدنيين ومكافحة الأمية من الواجبات السعودية كما اليمنية، ولذا لابد أن القارئ اليمني قد لفت انتباهه تصريح وزير التعليم المهني اليمني قبل أيام قليلة عن بدء السعودية تأسيس ورعاية 18 معهداً مهنياً وتقنياً في مختلف المحافظات، والتكفل بجميع مصاريفها، والهدف واضح؛ تدريب وتأهيل الشباب اليمني لسوق العمل.
فعل سعودي، كهذا، يحمل هدفاً واضحاً لا يتجاوز الحد من انحدار الشباب العاطل إلى الجريمة. ومثله مشروعات عدة تصب في هذه الخانة؛ كإنشاء المصانع والدفع بالمزيد من الاستثمارات، التي توفر فرص عمل مناسبة.
فالتنمية اليمنية مكسب سعودي، وبلد مستقر كالمملكة، استقرار اليمن من استقراره، وقلقه من قلقه، ولا مجاملة في قولٍ كهذا، فالحقيقة تقول إن فوضى السلاح وانتشار العصابات والتنظيمات المسلحة، مع حدود وعرة تتجاوز الألف وخمسمائة كيلو متر، تسمح بتهريب السلاح والمخدرات والمتسللين وكل الأشياء السيئة، التي لا تجعل من السعودية بلداً مستقراً، لذا تطلب العلاج الشامل.
اللافت في هجمة الصحافة اليمنية على السعودية، أنها مررت إشارات عدة إلى أن الرياض لو أبلغت صنعاء بالطرود سلفاً، لما تم إحباط العملية في الوقت المناسب، وربما، بذلك، تكون قد ساعدت القارئ اليمني على تفهم التصرف السعودي في إيصال المعلومة إلى أميركا مباشرة.
محمد صالح المسفر
اليمن والقاعدة والطرود المفخخة
القدس العربي
سؤال أتوجه به إلى كل صاحب رأي في جمهورية اليمن الشقيق، هل اليمن شعبا وجغرافيا مستهدفان من أي قوى خارجية معادية؟ هل النظام السياسي في اليمن مستهدف من قبل قوى خارجية لإسقاطه والإتيان بنموذج النظام الذي أوتي به في العراق عام 2003؟ والحق إنني رحت اقلب في الأسباب والدواعي التي لم تجعل اليمن واحة استقرار. الشعب اليمني شعب حضاري تغوص حضارته وثقافته في أعماق التاريخ الإنساني، وحدوي حتى النخاع، كريم في عطائه، أمين على ما يؤتمن عليه، راض بجغرافيته وما أعطته من خيرات، صديق وفي لكل من يصادقه، شجاع في مواجهة أعداء الأمة العربية والإسلامية، لا يقبل الظلم ولا الهوان. هذا حال الشعب اليمني العظيم.
تنبت الأرض اليمنية من كل ما لذ وطاب على مدار العام لتنوع مناخ ذلك القطر العزيز، غني بمعادنه التي ما برحت بعيدة عن يد العابثين إلا ما نتج منها من بترول وحتى الان لم يصل إلى مرحلة إنتاج يعتد بها لأسباب وأسباب، عنده ثروة سمكية تعيش في بحرين مختلفين في مناخهما وشعابهما المرجانية.
إذا كان هذا حال الشعب اليمني وتلك هي جغرافيته فلماذا لا يخرج من ربقة التخلف والانطلاق في معراج التقدم والازدهار؟ الرأي عندي أن هذا الشعب العظيم لم يوفق بقيادة وطنية تنهض به ومعه إلى السمو والازدهار، جثم على صدره حكم إمامي متخلف لحقب من الدهر حرمه من كل مظاهر التقدم. جاء بعده حكم العسكر عام 1962 وخرج الناس يكبرون ويهللون في كل مدن وقرى وبوادي اليمن ترحيبا بالثورة التي خلصت اليمن من الحكم الامامي المتخلف. ودبرت المكايد للشعب اليمني من خارج الحدود ومن داخله امعانا في إبقائه في ربقة التخلف والعبودية والتبعية، وتتابعت الأحداث في اليمن انقلاب عسكري، يتبعه انقلاب عسكري اخر، وجر هذا الشعب العظيم إلى حروب داخلية وخارجية لم يتفرغ للبناء واللحاق بمتطلبات العصر.
اقفز عن تداول السلطة في اليمن من عام 1962 إلى 1978 وهو العام الذي وصل فيه الرئيس علي عبد الله صالح إلى قمة هرم السلطة في اليمن ولن أتحدث عن الكيفية التي وصل بها، لكنه الرئيس الوحيد الذي بقي في السلطة لقرابة ربع قرن من الزمان، في عهده تمت الوحدة بين الشمال والجنوب رغم محاولة الانفصال عام 1994 وبقي على رأس الوحدة. في عهده تمت الخطوات الأولى نحو الديمقراطية والمشاركة السياسية، وبقي في الحكم رغم المحن .في عهد الرئيس عبدالله صالح ينحرف اليمن نحو التجزئة والتفكك، أربع قوى تتنازع اليمن اليوم، وحراك فاعل ومؤثر يدعو للانفصال، وإصرار من النظام بان ما يجري في الجنوب هو اعمال حفنة من الانفصاليين فقدت امتيازاتها وهذا كلام يخالف الواقع، والثانية ما يجري في فضاء صعدة، الثالثة عدم الصدق، الرابعة ما يسمى بالقاعدة .
ما يهمني اليوم في هذه الزاوية هو 'القاعدة' وندين ما تفعل ابتداء، إن القاعدة في اليمن هي من نتاج النظام السياسي القائم في صنعاء فهو الذي روج وسوق إعلاميا وسياسيا لوجود القاعدة في اليمن بهدف استجداء العون المالي والمدد السياسي والعسكري من الخارج لمواجهة معارضي الممارسات والتوريث، إنها لا تحتاج إلى إرسال طرود مفخخة تمر عبر مطارات العالم لتستهدف 'كنيس يهودي' في أمريكا، كان بإمكانها تفجير تلك الطرود على متن الطائرات الناقلة، والحق أنني لم أجد أحدا يصدق تلك الانباء عن الطرود المفخخة. يقول السيد القربي وزير الخارجية اليمنية ' إن بلاده في حاجة إلى دعم المجتمع الدولي لمحاربة الجماعة الإرهابية 'القاعدة' وأنحى باللائمة على وسائل الإعلام الدولية. وهنا اذكر بان الكاتب قد أشار إلى أن الإعلام الرسمي اليمني هو الذي ضخم دور القاعدة هناك بحجه استجداء العون، وهنا يقول الوزير القربي 'اننا في حاجة لمزيد من المساعدات الدولية لمواصلة مكافحة الإرهاب'.
وزير الدفاع الأمريكي (غيتس) يقول: بوسعنا أن نعمل الكثير لمساعدة اليمنيين وتقوية قدراتهم، وفعلا عززت أمريكا مساعداتها لمكافحة 'إرهاب' من 6. 4 مليون عام 2006 إلى 155 مليون دولار عام 2010، واندفعت بريطانيا تعرض مساعداتها لليمن في مواجهة المعارضة بكل أطيافها تحت ذرية 'محاربة القاعدة'. والحق أن اليمن لا يحتاج إلى هذه الفزعة الأمريكية البريطانية ولا حتى العربية. انه يحتاج إلى ترشيد الإنفاق، وعدم تبذير المال العام، وتحريم الفساد والظلم، ورد الحقوق إلى أهلها من اجل المحافظة على الوحدة ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وتسييد دور الدولة لا دور القبيلة ثم العائلة. وكان الله في عون اليمن .
التعليقات