عبدالله الهدلق
ضعف نفوذ قادة الجيش التركي في ظل حكم رجب طيب اردوغان
عكست افتتاحية laquo;الأهرامraquo; عودة التوتر بين القاهرة ودمشق على خلفية الخلافات بينهما بشأن ملفات المنطقة، وشنت صحيفة الاهرام المصرية الواسعة الانتشار هجوما لاذعا على الرئيس السوري بشار الأسد ndash; المتحالف مع ايران والداعم لها لبسط نفوذها وهيمنتها في العراق ولبنان ومنطقة الخليج العربي وشتات مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وغزة ndash; ووصفته بـlaquo;المتقاعسraquo; عن تحرير الجولان، واضافت ان على سورية ان تكف عن محاولات التوفيق بين المتناقضات وتسويق الوهم في المنطقة، وذكرت الصحيفة ان دمشق دأبت على ألاعيب سياسية اقليمية تقتات على القضايا القومية العربية، وتتستر باستخدام قضايا العرب وهمومهم عبر التاريخ لحساب ايران ومصلحة الاستئثار بالسلطة وتمكين المد الفارسي الشيعي من تحريض الاقليات الشيعية في دول الخليج العربي لزعزعة امن واستقرار منطقة الخليج العربي، ودول الشرق الاوسط، وطالبت الصحيفة الرئيس السوري بتغيير سلوكيات سورية في المنطقة وفك تحالفها مع ايران. أليس عجيبا ان ترتمي سورية ndash; حاملة لواء القومية العربية ndash; في الاحضان الفارسية مغلبة المصالح على المبادئ؟!
وفي اطار السجال الاعلامي بين القاهرة ndash; مركز ثقل العالم العربي وقلبه النابض ndash; ودمشق المتحالفة مع ايران الفارسية رددت صحيفة laquo;الوطنraquo; السورية شبه الرسمية مزاعم عن دور مصر السياسي في معرض ردها على الحقائق التي اوردتها laquo;الاهرامraquo; القاهرية حول تخلي سورية عن مبادئها القومية العربية طمعا في مصالحها مع ايران الفارسية، ومن جملة الافتراءات والمزاعم التي تعكس حالة العزلة والتهميش التي تعاني منها دمشق محاولة التنفيس عنها بالهجوم على مصر العظيمة والرائدة ما يلي:
lt; لا دور للقاهرة في القضايا العربية!! ولا حاجة لنا في مصر في السراء ولا في الضراء!!
lt; مصر وراء كل المصائب التي حلت بسورية والسوريين!!
lt; العداء المصري لدمشق!! سببه laquo;دور سورية الصاعد والشعبية التي يحظى بها الرئيس الاسد!!!raquo;.
lt; لا هدف لمصر سوى خدمة مصالح إسرائيل وامريكا!!
حقا شر البلية ما يضحك، وهل هناك ما يضحك اكثر من ان تقف سورية الفارسية الهوى والولاء ندا لمصر العملاقة والعظيمة والرائدة في خدمة القضايا العربية؟! واذا كانت سورية تقول انها ساندت laquo;المقاومة!raquo; laquo;حماس!raquo; وlaquo;حزب الله!raquo; فأين مقاومتها لتحرير واستعادة الجولان؟! واذا كانت سورية قد تخلت عن مبادئها طمعا في المصالح الفارسية فان مصر تبقى عظيمة بمبادئها الراسخة وعروبتها.
٭٭٭
خاسر
تدهورت العلاقات التركية الاسرائيلية بشكل واضح مع وصول حزب العدالة والتنمية الى الحكم وضعف نفوذ قادة الجيش التركي laquo;اهم حلفاء اسرائيلraquo; في ظل حكم رجب طيب اردوغان، وكانت مؤشرات ذلك التدهور قد طفت على السطح منذ حرب اسرائيل على laquo;حزب الله!raquo; الارهابي الموالي لايران عام laquo;2006raquo;، وظهور التدهور بشكل اقوى خلال الحرب الاسرائيلية على laquo;حركة حماس!raquo; الارهابية الموالية لايران ايضا، كما ان تركيا التي بدأت تتقارب مع ايران بعدما كانت تصنف على انها حليف اسرائيل الوحيد في المنطقة اضرت بشكل كبير بمصالحها العسكرية والاستخباراتية والاقتصادية فقد كانت تركيا اكبر واهم المستفيدين من مبيعات الاسلحة الاسرائيلية ومن التقنيات العسكرية واستخداماتها في محاربة المتمردين الاكراد (PKK).
تعتمد اسرائيل بشكل كبير على قواتها الجوية المتطورة، ولكن مجالها الجوي لا يسع تدريباتها ومناوراتها لذا كانت تعتمد على تركيا ورومانيا في استخدام مجاليهما الجويين، ولكن وبعد ان سعى laquo;رجب طيب ارودغانraquo; الى توتير علاقات بلاده مع اسرائيل، اتجهت اسرائيل الى اليونان لتجد فيها حليفا استراتيجيا جديدا في المنطقة يمكن ان يملأ الفراغ الذي قد يتركه استمرار تدهور العلاقات الاسرائيلية ndash; التركية، كما ان تمكين اليونان لسلاح الجو الاسرائيلي من اجراء مناورات فوق اراضيها عوض قدرا كبيرا من خسارة عدم التدرب في الاجواء التركية، وقد اثارت التدريبات التي اجراها سلاح الجو الإسرائيلي اخيرا مع نظيره اليوناني تكهنات عن مدى تأثير ازدهار العلاقات بين اثينا وتل ابيب على عدوتهما المشتركة أنقرة، وما اذا كان التقارب اليوناني الاسرائيلي مؤشرا على تغير الجغرافيا السياسية في منطقة حوض البحر الابيض المتوسط.
لقد حلت اليونان محل تركيا كحليف عسكري وصديق استراتيجي ولوجستي لاسرائيل في المنطقة يقدم مميزات اقتصادية وتجارية وعسكرية ومخابراتية لتل ابيب، كما ان تل ابيب ستعمل على تشجيع السياحة الاسرائيلية في اليونان اذ سيتحول اكثر من laquo;350raquo; الف سائح اسرائيلي سنويا ndash; ممن اعتادوا على قضاء اجازاتهم في تركيا ndash; سيتحولون الى اليونان للمساهمة في احداث تحسن ولو طفيف في الاوضاع الاقتصادية السيئة التي تعانيها اليونان، وستشكل اليونان شريكا استراتيجيا لاسرائيل في مجال الطاقة لاسيما بعد الكشف عن كميات هائلة من الغاز الطبيعي في المجال البحري بين قبرص واسرائيل مما يجعل من البلدين مزودين محتملين للغاز الطبيعي الى اوروبا عن طريق الالتفاف على تركيا وتقصير المدى بين حقول الغاز والمستهلك الاوروبي.
التعليقات