عمر عدس

ما كادت بوادر نتائج انتخابات التجديد النصفي الأمريكية تظهر، وما كادت نشوة الجمهوريين بانتصارهم في هذه الانتخابات تهدأ، حتى بدأت صيحات الحرب تتعالى . ومعلوم أن التهديد بالحرب، والترويج لها، لم يبدآ مع الانتخابات، ولكنهما باتا واضحين الآن، وبصوت عالٍ ومسموع، ويتركزان في أوساط الحزب الجمهوري، وإن كانا غير مقصورين عليه .

ومع أن بيت القصيد في ذلك، هو ضرب إيران، إلاّ أن هنالك مَن يطالب بمواجهة الصين اقتصادياً، وتعديل جداول الانسحاب من أفغانستان والعراق .

في صحيفة ldquo;واشنطن بوستrdquo;، (31/10/2010)، يرى ديفيد برودر (الذي يوصف بأنه ldquo;عميد السلك الصحافي في واشنطن) . . أنّ الحرب هي المخرج الوحيد للولايات المتحدة من أزمتها الاقتصادية الحالية، وهي السبيل إلى فوز أوباما في ولاية ثانية .

يقول: إنّ الولايات المتحدة تعاني ارتفاع البطالة وإلحاحها، وتباطؤ الاستثمار، والدّيْن الهائل، سواء منه العام والخاص، والنظام الضريبي الذي يفتقر إلى الكفاءة . . ولم تفعل الخطوات التي اتبعتها واشنطن حتى الآن، أكثر من وضع الكوابح في طريق الانحدار الجامح . ولم تفلح في حفز أي نمو جديد . .

ويمضي الكاتب قائلاً: ولكنْ إذا لم يستطع أوباما أن يحفز ذلك النمو من الآن إلى سنة ،2012 فليس من المتوقع أن يعاد انتخابه . لأن آثار الركود الاقتصادي التي رافقته إلى البيت الأبيض، ستقضي على إدارته .

ويتساءل الكاتب: هل يستطيع أوباما أن يشحذ القوى التي يمكن أن تحفز النمو؟ ويضيف: هذا هو السؤال الرئيسي على مدى السنتين القادمتين .

ويقول الكاتب إن تلك القوى تتلخص في اثنتين: الأولى قوة الدورة الاقتصادية، وهي القوة المهيمنة التي أمْلت على مدى التاريخ الأمريكي متى يتوسع الاقتصاد ومتى ينكمش . ويبذل الاقتصاديون قصارى جهدهم في تحليل تلك القوة . . . وفي هذا الصدد، لا يتميز أوباما عن غيره من الساسة الآخرين، حتى وإن كان يحلل القوة الاقتصادية بصورة سليمة، فإنه لا يستطيع أن يسيطر عليها .

ويسأل الكاتب: ما الأمر الآخر الذي يؤثر في الاقتصاد؟ ويقول: الجواب واضح، ولكن ما ينطوي عليه يثير الذعر . . . ويضيف: الحرب والسلام يؤثران في الاقتصاد . .

ويمضي قائلاً: عُدْ بالذاكرة إلى الوراء وانظر إلى فرانكلين روزفيلت . ما الذي حلّ الأزمة الاقتصادية في عهده في نهاية الأمر؟ الحرب العالمية الثانية .

ويضيف الكاتب: هنا يكمن تفوق أوباما المحتمل . فمع الدعم الجمهوري القوي في الكونغرس لتحدّي طموح إيران إلى أن تصبح قوة نووية، يستطيع أوباما أن يقضي جُل سنتيْ 2011 و،2012 في تنسيق مواجهة حاسمة مع قادة طهران . وسيساعده ذلك سياسياً لأن حزب المعارضة سوف يشجعه ويدعمه . ومع تصاعد التوترات، ومع تسارع استعداداتنا للحرب، سوف يتحسن الاقتصاد .

ويتابع الكاتب قائلاً: سوف تلتف الأمة حول أوباما، لأن إيران هي أعظم خطر يتهدد العالم في أوائل هذا القرن . فإذا استطاع أن يواجه هذا الخطر، ويحتوي طموحات إيران النووية، فسوف يجعل العالم أكثر أمناً، وسوف يكون أحد أنجح الرؤساء في التاريخ .

وفي موقع ldquo;وورلد سوشياليست ويبrdquo;، (8/11/2010)، يسخر بيل فان اوكن، ممّا كتبه برودر، ويصفه بأنه وصفة ldquo;متواضعةrdquo; للانتعاش الاقتصادي، وإعادة انتخاب أوباما، من خلال قتل مئات الألوف من الناس، إن لم يكن الملايين منهم .

ويقول: إن ما يكمن وراء مثل هذه الاقتراحات المتعطشة إلى الدماء، ليس مجرد حسابات سياسية قائمة على الارتياب في نوايا الآخرين، من قِبل هذا الحزب أو ذاك، من الحزبين الأمريكيين اليمينيين، المواليين للامبريالية، بل هو الانحطاطُ التاريخي للرأسمالية الأمريكية، وأعمقُ أزمة للنظام الرأسمالي العالمي، منذ الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي .

ويضيف الكاتب قائلاً: إن كِلا الحزبين الأمريكيين يتبنى النزعة العسكرية . . وهذا يعكس الإجماع في أوساط النخبة الحاكمة على أن الرأسمالية الأمريكية تستطيع تخطي انحطاطها الاقتصادي من خلال استعمال القوة العسكرية، لكي تبسط الهيمنة الأمريكية على منطقتيْ الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، الغنيتيْن بالنفط، واللتين تتمتعان بأهمية حاسمة من الناحية الجيوستراتيجية .

ومن الأصوات الأخرى التي لفتت الأنظار في دعوتها الصارخة إلى الحرب، السناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، الذي قال، كما ذكرت وكالات الأنباء، (7/11/2010) . إن زملاءه المحافظين الذين لا يزالون منتشين بفوزهم في الانتخابات هذا الأسبوع، يؤيدون القيام بعمل ldquo;جريءrdquo; للتعامل مع إيران .

وقال في منتدى الأمن الدولي في هاليفاكس، كندا: إذا قرّر الرئيس أوباما أن يكون حازماً مع إيران إلى درجة تتجاوز العقوبات، فأعتقد أنه سيشعر بالكثير من الدعم الجمهوري، للفكرة التي تقول إننا لا نستطيع أن ندع إيران تطوّر سلاحاً نوويا .

وأضاف: إن آخر ما تريده أمريكا هو صراع عسكري آخر، ولكن آخر ما يحتاجه العالم، هو دولة إيرانية مسلحة نووياً . . وقال: ldquo;إن الاحتواء ليس وارداًrdquo; .

وتحدث النائب الجمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية عن حرب تشنها الولايات المتحدة ضد الجمهورية الاسلامية ldquo;لا لتحييد برنامجها النووي وحسب، بل لإغراق أسطولها، وتدمير قوتها الجوية، وتسديد ضربة قاصمة إلى الحرس الثوري، وبكلمات أخرى، لتحييد ذلك النظامrdquo; .

كما حثّ السناتور الديمقراطي، مارك اودال، الذي انضم إلى غراهام أثناء حلقة نقاش في المنتدى في هاليفاكس، على مواصلة العقوبات على إيران، ولكنه أضاف، أن ldquo;كل الخيارات واردةrdquo;، في إشارة مكشوفة إلى احتمال اتخاذ عمل عسكري .

وقد سخر وزير الخارجية الإيراني، منوشهو متكي، من تصريحات غراهام، فقال- كما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، (7/11/2010): إنّ السناتور الجمهوري الأمريكي، ليندسي غراهام، كان يمزح عندما تحدث عن احتمال الحرب مع إيران، وأن مثل تلك الملاحظات جديرة بالإهمال . وأضاف: إن الولايات المتحدة لم تحقق شيئاً من خلال مثل تلك التهديدات . وقال مخاطباً الأمريكيين: ldquo;إنكم لم تحققوا أي شيء بتنفيذ تهديداتكم في أفغانستان والعراق . ويجب على رجال الدولة الأمريكيين أن يتعلموا من الماضي، ويحللوا سياساتهم، ويسعوا إلى تصحيحهاrdquo; .

ولعل ذلك لا يعني الاستهانة بمثل تلك التصريحات . . ففي موقع ldquo;هفنغتون بوستrdquo;، (5/11/2010)، كتب روبرت نيمان (ضمن تعقيب على تصريحات مشابهة، ولكنْ بخصوص أفغانستان، أطلقها السناتور الجمهوري، جون ماكين، بعد الفوز في الانتخابات): ثمة أمران بَدَهِيّان في السياسة الأمريكية: الأول: أن المرء لا يَجدُر به أن يتجاهل ادعاءً سياسياً خطيراً، لمجرد أنه هُراء وكلام فارغ، والثاني: أنه لا يجدُر به أن يصبر على ادعاء سياسي تافه وخطير حتى يكتسب قوة وزخماً، قبل أ ن يتحرك لسحقه وتفنيده، لأنه كالوباء السريع الانتشار، الذي عليك أن تخمده على الفور، قبل أن يتفشّى ويتجذر بين الناس . .

وقد أثارت تصريحات غراهام ردود فعل كثيرة، ومن ذلك، ما كتبه بيل فان اوكن، في موقع ldquo;وورلد سوشياليست ويبrdquo;، (8/11/2010)، حيث قال: إن ليندسي غراهام، دلّل على انعطاف في أعقاب انتخابات التجديد النصفي، باتجاه تصعيد التهديدات الأمريكية ضد إيران، حين دعا علناً إلى حرب شاملة ldquo;تحيّدrdquo; طهران، وتدعها عاجزة عن المقاومة .

ويشبّه الكاتب خطاب غراهام، بحديث ألمانيا عن الحرب الشاملة في ثلاثينيات القرن الماضي .

ويشير الكاتب إلى قول وزير دفاع الكيان الصهيوني، ايهود باراك في المؤتمر ذاته ldquo;إن إيران تهديد عظيم جدّاً لأي نظام عالمي معقولrdquo;، واتهامه طهران بأنها عازمة على الوصول إلى كفاءة نووية عسكرية، ستكون ldquo;نهاية لأي نظام لمنع الانتشار النوويrdquo; .

ويُذكّر الكاتب بأن الدولة الصهيونية، الممعنة في تحدي جهود الأمم المتحدة الرامية إلى منع الانتشار النووي، والتي هي القوة الوحيدة المسلحة نووياً في المنطقة، ما فتئت تكرر تهديداتها بتوجيه ضربات عسكرية إلى إيران، وقد طالب وزير ماليتها في الشهر الماضي، بضرب حصار بحري على إيران إذا رفضت الانحناء لمطالب واشنطن . .

ويقول الكاتب، إن الفوز الجمهوري في الانتخابات النصفية سوف يدفع السياسة الخارجية الأمريكية للإيغال في اليمينية، ويعزز التهديد بحرب ضد إيران .

ويضرب مثالاً على ذلك، قائلاً: إن رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب في يناير/ كانون الثاني، ستكون ايلينا روس- ليتينين (وهي جمهورية من فلوريدا) . وهي معروفة بمعارضة اتّباع الدبلوماسية مع إيران، وتأييد فرض حصار اقتصادي عليها كالحصار المفروض على كوبا . . كما أنها شديدة التأييد لمنظمة مجاهدي خلق، التي تبنت المسؤولية عن شن هجمات إرهابية داخل إيران، والتي تعتبرها وزارة الخارجية الأمريكية ldquo;منظمة إرهابية أجنبيةrdquo; .

ldquo;إسرائيلrdquo; المنتصرة في الانتخابات الأمريكية

قوبلت الهزيمة التي مُني بها الحزب الديمقراطي الأمريكي في انتخابات التجديد النصفي، والتي أسفرت عن هيمنة الجمهوريين على مجلس النواب، بابتهاج في أوساط اليهود داخل الكيان الصهيوني وخارجه . . وذلك انطلاقاً من ldquo;دور الكونغرس في رسم السياسات الأمريكية، الداخلية والخارجية، وهو الحصن المنيع الذي يساند الكيان الصهيوني على الدوامrdquo; . .

ولكن بعض المراقبين يرون أن انتكاسة ادارة أوباما، لا توحي بتغيير كبير في سياسة أوباما في الشرق الأوسط، لأن ldquo;تلك السياسة، لا تُتخَذ داخل الكونغرس، بل في البيت الأبيضrdquo; .

كتبت مجلة ldquo;نيوزويكrdquo; (3/11/2010): ليس من الشطط افتراض أن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني المتطرف، مبتهج بالمكاسب الجمهورية الضخمة في انتخابات التجديد النصفي الأمريكية خلال هذا الأسبوع . فنتنياهو يعتبر الكونغرس مرتعه في واشنطن، الذي يفزع إليه طلباً للحماية عندما يضغط البيت الأبيض عليه لكي يتخذ خطوات يودّ تجنبها .

وعلى الرغم من أن عدداً كبيراً من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين أصدقاء لrdquo;إسرائيلrdquo;، إلاّ أن الأرجح أن يكون الجمهوريون أشد استعداداً لمساندة حكومة الليكود من دون أي انتقاد . وحيث إن أوباما كان أبدى رغبة في الضغط على ldquo;إسرائيلrdquo; أكبر من رغبة بعض الرؤساء الأمريكيين الذين سبقوه، فإن ضعفه، سوف يعني في ظاهر الأمر، انخفاض الضغط على رئيس الوزراء ldquo;الإسرائيليrdquo; .

ولكن نتنياهو قد يجد نتائج الانتخابات النصفية، أكثر تنوّعاً وتعقيداً . . فقد أثبتت التجربة أن تكوين الكونغرس لا يحدد بالضرورة نهج واشنطن إزاء الشرق الأوسط . وأقرب مثال على ذلك، مداولات الرئيس كلنتون مع ldquo;إسرائيلrdquo; أثناء فترة ولايته الثانية . فعلى الرغم من أن الجمهوريين كانوا يملكون أغلبية في كل من مجلسيْ الشيوخ والنواب، أفلح كلنتون في إرغام زعيمٍ ldquo;إسرائيليrdquo; عاصٍ، على الانسحاب من أجزاء من الضفة الغربية بموجب صفقة انتقالية مع الفلسطينيين . وكان اسم ذلك الزعيم: بنيامين نتنياهو، كما تقول المجلة .

وتنقل المجلة عن جوناثان رينهولد، خبير العلاقات ldquo;الإسرائيليةrdquo; الأمريكية في مركز بيسا للدراسات الاستراتيجية في تل ابيب، قوله: صحيح أن الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون سوف يرفع التكلفة السياسية المحلية لمواجهة ldquo;إسرائيلrdquo;، ولكن هنالك طرقاً عديدة للضغط على ldquo;إسرائيلrdquo; من دون الكونغرس .

وترى المجلة أن أوباما قد يكون الآن أكثر ميلاً نحو مواجهة ldquo;إسرائيلrdquo; . . لأن الأغلبية الجمهورية في الكونغرس، تستطيع أن تكبحه عن تحقيق إنجازات محلية عظمى، ما يدفعه إلى السعي نحو تحقيق إنجازات على صعيد السياسة الخارجية . . وما مِن إنجاز يمكن أن يكون أكبر من دفع عملية السلام في الشرق الأوسط قُدُماً .

أمّا بالنسبة إلى مسألة إيران، فإن ldquo;الإسرائيليينrdquo; يعتبرون السنة القادمة حاسمة الأهمية في الحملة الرامية إلى وقف برنامج إيران النووي . وتقول المجلة، إن أعضاء الكونغرس الجمهوريين، أكثر امتثالاً لأخذ الخيارات العسكرية بعين الاعتبار، في حال عدم تأثير العقوبات . وسوف تصبح فكرة مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، أكثر ترداداً في البرامج الحوارية التلفزيونية، وفي قاعة مجلس النواب .

وتستدرك المجلة قائلة، ولكن السياسة الخاصة بإيران تتقرّر في البيت الأبيض، لا في الكونغرس . ومن الصعب تصور أوباما متأثراً بثلة من المشرّعين المبتدئين، في حين أن وزير دفاعه، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، وكبار المسؤولين في اجهزة الاستخبارات، قد حذروا علناً وبصراحة من عواقب عمل عسكري ضدّ إيران .

وترى المجلة ان نتائج الانتخابات سيكون لها أثر أكبر في طهران نفسها- وينبغي أن يكون ذلك، الهم الرئيسي لrdquo;إسرائيلrdquo; . فمن المؤكد أن إيران ستشعر بثقة وجرأة أكبر، إذ تدرك أن أوباما بات أضعف . وذلك الإدراك، سوف يعسّر على واشنطن إجبار إيران على وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم .

وأهم ما في الأمر، كما تقول المجلة، هو أن السياسية الأمريكية، لن تتغير كثيراً في ما يتعلق بrdquo;إسرائيلrdquo; . فقد يكون نتنياهو مغتبطاً بنتائج الانتخابات الآن، ولكنْ عندما ينجلي الغبار، يستطيع أن يتوقع تجدد الضغط عليه من أجل استئناف تجميد الاستيطان في الضفة الغربية، والتحلي بالجدية في المحادثات مع الفلسطينيين .

وكتبت صحيفة ldquo;كريستيان ساينس مونيتورrdquo;، (3/11/2010)، عكست معظم التغطية الإعلامية ldquo;الإسرائيليةrdquo; لما بعد انتخابات التجديد النصفي، الأمل، بل الثقة، في أن تركيب الكونغرس الجديد- الذي أبرز ما فيه أرجحية أنْ يتسلم النائب الجمهوري اليهودي، إريك كانتور، منصب زعيم الأغلبية- يمكن أن يؤدي إلى تحول أكثر موالاةً لrdquo;إسرائيلrdquo; في سياسة الولايات المتحدة وتصرفاتها . وكان كانتور قد قال لإحدى الصحف ldquo;الإسرائيليةrdquo; الكبرى الأسبوع الماضي، إن وجود كونغرس يهيمن عليه الجمهوريون، سيكون له تأثير ايجابي في العلاقة الأمريكية -rdquo;الإسرائيليةrdquo; . وتنقل الصحيفة عن أحد المعلقين في دولة الكيان قوله: إن الكونغرس ldquo;موالٍ لrdquo;إسرائيلrdquo; بانتظام، وأن نتائج الانتخابات أكّدت من جديد، أن الولايات المتحدة هي بالفعل أمة يمين الوسط الموالية لrdquo;إسرائيلrdquo; على الدوام . . وتوجِب نتائج انتخابات نوفمبر على ldquo;إسرائيلrdquo;، أن تعيد تقويم سياستها إزاء واشنطن، إذ كانت تفترض خطأ أن الرؤساء الأمريكيين، يملكون السلطة الملطقة في شؤون الأمن الخارجي والوطني، وأن دور الكونغرس هو دور المُسانِد .

ويتابع المعلق قائلاً: ينبغي على السياسة ldquo;الإسرائيليةrdquo; إزاء واشنطن أن تأخذ في الاعتبار سلطة المشاركة في رسْم السياسة، التي يملكها الكونغرس، وهو أصدق المؤسسات تمثيلاً للشعب الأمريكي، ولذا، فهو حصن الدعم المنيع للدولة اليهودية .

ولكن المراسل الدبلوماسي لإحدى الصحف ldquo;الإسرائيليةrdquo; الكبرى، قال إن هزيمة الديمقراطيين في الانتخابات النصفية، لن يكون لها تأثير كبير في سياسة أوباما إزاء الشرق الأوسط، وقال: إن أوباما ثابت على مبدئه في ما يتعلق بفهمه للصراع في الشرق الأوسط، وطريقة حلّه . . وليس من المتوقع أن يتغير التزامه بالمشاركة الفاعلة في العملية الدبلوماسية، والعمل على تحقيق حل الدولتين، والمعارضة العلنية للبناء في المستوطنات، نتيجة للانتخابات، أو الهزيمة المدوّية التي مُني بها حزبه . . ولن يَعتبِر تلك الهزيمة تصويتاً على سياساته في الشرق الأوسط .

وكتب جوستين ريموندو في موقع ldquo;أنتي وورrdquo; (3/11/2010)، ldquo;إن نتائج الانتخابات التي كانت متوقعة، تشكل كارثة بالنسبة إلى المناوئين للنزعة التدخلية الأمريكية . وتتمثل هذه الكارثة في فوز العديد من المتنطعين الجمهوريين للحرب، الذين سيحتلون مناصب أساسية في الكونغرسrdquo; .