منصور الجمري

اختتم رؤساء البرلمانات الخليجية بدول مجلس التعاون الخليجي اجتماعهم الرابع في أبوظبي أمس، وأعرب المجتمعون عن تطلعهم إلى لقائهم في دورتهم الخامسة العام المقبل (2011) في مملكة البحرين تلبية لدعوة رئيس مجلس النواب خليفة بن أحمد الظهراني الذي رأس وفد مملكة البحرين إلى الاجتماع الرابع لرؤساء البرلمانات الخليجية.

والبرلمانات الخليجية تتكون من مجالس منتخبة وأخرى معينة، يجتمع قادتها لمناقشة أفضل سبل التعاون فيما بينهم بحثاً عن السبل الأفضل لزيادة نفوذ المجالس التشريعية في صنع القرار، ويأتي الاجتماع قبل انعقاد قمة دول مجلس التعاون الخليجي في أبوظبي الشهر المقبل إذ من المتوقع أن تهيمن القضايا الاقتصادية مثل مشروع العملة الخليجية الموحدة، والسوق الخليجية المشتركة، والأمن في المنطقة، والوضع في اليمن... وقد تدارس المجتمعون فكرة إنشاء وفد خليجي برلماني يمثل دول التعاون يقوم بزيارات للبرلمان الأوروبي والكونغرس الأميركي، وذلك بهدف تعزيز مصالح دول الخليج.

إن إنشاء وفد برلماني خليجي فكرة جيدة، ولكن لكي تستمع البرلمانات الدولية للوفد الخليجي، فإنه من المفترض أن تقترن المقومات بين البرلمانات الخليجية، وتلك التي تتواجد في مناطق أخرى في العالم. فالمجالس لدينا هي استشارية في الغالب، والحكومات ليست ملزمة بالأخذ بما تقوله، وإذا كان الوضع كذلك، فإن برلمانات أوروبا وأميركا وغيرها قد لا تأخذ بما يقوله الوفد البرلماني الخليجي، وربما تفضل الاجتماع مباشرة بوفد حكومي.

مع كل ذلك، فإن انعقاد الاجتماع تحت عنوان laquo;البرلمانات الخليجيةraquo; يعتبر خطوة إلى الأمام، ويمكن لهذه الاجتماعات أن تلعب دوراً أكبر في تنسيق الجهود المشتركة في الخليج، وأن تطرح قضايانا في العالم من منظور الخليج... ولكن هذا سيتطلب أن تتطور المجالس التشريعية بما يتواكب مع حركة العصر، بحيث تكون البرلمانات منتخبة، ولديها صلاحيات فاعلة في الجانب التشريعي والرقابي، وأن تكون على تواصل مباشر ومؤثر مع مؤسسات المجتمع المدني.

وفي العام الماضي، قبيل انعقاد قمة التعاون في الكويت (ديسمبر/ كانون الأول 2009)، وقّعت نحو 80 شخصية خليجية من الأكاديميين والمثقفين والصحافيين على بيان laquo;مؤتمر مؤسسات المجتمع المدني الخليجي الموازي لمؤتمر القمة الخليجية، دولة الكويت، ديسمبر 2009raquo;، قالت فيه: laquo;لقد جرت العادة منذ ثلاث سنوات أن تقوم مؤسسات المجتمع المدني في الخليج بعقد مؤتمرها الموازي لمؤتمركم وإصدار بيان تُعبِّر به عن رأيها ورؤيتها لمسيرة مجلس التعاون الخليجي وما يتخذه من قرارات، لذا نعرب لكم في هذا البيان عن رؤيتنا التي لا تختلف عن الإطار العام لرؤيتكم وحرصكم على تنمية وتطوير العلاقة الخليجية الخليجيةraquo;.

حبذا لو أن الأصوات الخليجية يفسح لها بالانطلاق للتفاعل إيجابياً، بثقة تامة، ومن خلال ذلك، فإن الوفود الخليجية التي ستذهب لزيارة مناطق العالم ستكون مدعومة برأي عام يتشكل بصورة فاعلة ومماثلة لما يحدث في تلك البلدان التي نستهدف التأثير عليها.