تل ابيب


وقف المستوطنات لإرضاء أميركا، وانتظار نتنياهو وعود أميركية مكتوبة، وإعلان الحكومة الإسرائيلية عن استقبال فوج جديد من اليهود الفلاشا، ثم ظهور تقرير يربط بين حزب الله واغتيال رفيق الحريري... قضايا نعرض لها ضمن جولة سريعة في الصحافة الإسرائيلية

عدم إحراج أميركا

يربط المحلل السياسي الإسرائيلي، quot;زفي بارئيلquot;، في مقاله المنشور بصحيفة quot;هآرتس يوم الأحد الماضي بين موافقة الحكومة الإسرائيلية بوقف الاستيطان انسجاماً مع المطالب الأميركية مقابل حزمة من التحفيزات، وبين احترام مكانة أميركا العالمية وعدم استفزازها أكثر، فحسب الكاتب لم تعد مسألة وقف الاستيطان في الضفة الغربية التي ينادي بها المجتمع الدولي بأكمله وليس فقط الولايات المتحدة مسألة مرتبطة بعملية السلام، إذ معروف صعوبة رجوع الدولة العبرية إلى حدود 67، كما أن أميركا لن تذهب إلى حد دفع إسرائيل إلى داخل تلك الحدود بالنظر إلى مستوطناتها العديدة في الضفة، بل تكمن أهمية وقف الاستيطان في تفهم المصالح الأميركية في المنطقة وعدم معارضتها. وفي هذا السياق يُذكِّر الكاتب إسرائيل بأنها تعيش على الدعم الأميركي، لا سيما السياسي منه، لذا من غير المعقول التسبب في إحراج أميركا خلال هذه الأوقات العصيبة، التي يعاني فيها اقتصادها، ومن غير الحكمة، يقول الكاتب، إضافة متاعب استراتيجية للولايات المتحدة وهي تستعد للانسحاب من العراق وتتعامل مع التعنت الإيراني على حد قوله، غير أن الكاتب لا يوفر الفرصة لانتقاد أميركا رغم دعوة بلاده لرعاية مصالحها وعدم إحراجها أكثر فهو يرى أن مطالب واشنطن بوقف الاستيطان كانت في غير محلها منذ البداية، ولم تساهم سوى في استنزاف جهد كبير من أجل مسألة لا تدخل في إطار الحل النهائي، أو التوصل إلى اتفاق شامل للسلام، كما أن المستوطنات التي تحتج عليها اليوم أميركا كانت تجري على مدار السنوات السابقة تحت أعين الإدارات الأميركية المختلفة فما الذي جرى اليوم يتساءل الكاتب حتى تصر واشنطن على وقف الاستيطان؟

الوعد المكتوب

يبدو نتنياهو هذه الأيام مشدوهاً إلى صندوق البريد في انتظار رسالة مكتوبة من الإدارة الأميركية، هذا ما رآه الكاتب يوسي ساريد في مقاله بـquot;هآرتسquot; يوم الأحد الماضي، فنتنياهو منذ أن عاد من زيارته الأخيرة لواشنطن ولقائه بوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وهو في حالة ترقب تنتظر الصفقة الأميركية التي تحدثت عنها وسائل الإعلام باستفاضة، لا سيما بعدما اكتشف شركاؤه في الحكومة احتمال مبالغة نتنياهو في بنودها لإقناعهم بوقف الاستيطان، وفي هذا الإطار يطرح الكاتب مجموعة من الأسئلة التي تثبت في نظره سوء الفهم الذي أتى به نتنياهو من واشنطن يستبعد الوعود التي حملها معه، فهل يعقل مثلا أن تستثني أميركا القدس من وقف الاستيطان، وهي التي لم تعترف قط بها كعاصمة للدولة اليهودية، هذا ناهيك عن القدس الشرقية التي تعتبرها واشنطن منطقة متنازع عليها سيُبت في مصيرها من خلال المفاوضات؟ وهل من المنطقي أيضاً أن نصدق بأن أميركا مستعدة للتخلي عن مواقفها المبدئية ومواقف المجتمع الدولي بأسره بالتوقف عن مطالبة إسرائيل بتجميد الاستيطان بعد انقضاء مهلة 90 يوماً، وكأن المبادئ مرهونة بالوقت والزمن؟ ولو كانت أميركا مستعدة لذلك لاعترفت منذ البداية بالقدس كعاصمة لإسرائيل وقضت على دورها كوسيط نزيه، ويتابع الكاتب تساؤلاته المشككة في ما حمله نتنياهو من وعود أميركية من خلال تساؤله عما إذا كان رئيس الوزراء جاهلاً بآليات صنع القرار في واشنطن هو الذي يعرفها جيداً فحتى لو تعهد البيت الأبيض بعشرين طائرة شبح ألا يعرف نتنياهو أنه لا بد من تأمين موافقة الكونجرس على ذلك؟ ليخلص الكاتب في النهاية أنه كان الأفضل لنتنياهو الموافقة المباشرة على المطالب الأميركية لأن الحفاظ على العلاقات المميزة بين البلدين تبقى أهم من أية صفقة.

استيعاب الفلاشا:

خصصتquot;جيروزاليم بوستquot; افتتاحيتها ليوم الإثنين الماضي للحديث عن إعلان الحكومة الإسرائيلية الأخير عزمها استقبال فوج جديد من اليهود الفلاشا الإثيوبيين، مشيدة بالقرار ومدرجة إياه في إطار ما اعتبرته الصحيفة quot;جهوداً محمودةquot; للحكومة الإسرائيلية في استضافة يهود العالم الراغبين في إنهاء مرحلة الشتات والعودة إلى أرض quot;صهيونquot;، كما عبرت عن ذلك quot;جيروزاليم بوستquot;، لكن العودة ليست سوى الخطوة الأولى التي يتبعها تقول الصحيفة مجهود من نوع آخر يتمثل في استيعاب المهاجرين الذين يصل عددهم هذه المرة وفقاً للإحصاءات الرسمية 7846 إثيوبي يتعين السهر على حسن إدماجهم في المجتمع وتوفير الخدمات الأساسية من تعليم وصحة وغيرهما، وتشير الصحيفة في هذا الإطار إلى المؤسسات الحكومية المسؤولة عن هذه العملية مثل وزارة الهجرة والاستيعاب، فضلًا عن منظمات المجتمع المدني التي توفر لتلك الشريحة الدعم والمساعدة، وحتى لا يبقى المهاجرون القادمون من بلدان العالم الثالث عرضة للعزلة والتمييز أحياناً، تدعو الصحيفة إلى تبديد الصور النمطية حول المهاجرين واستيعابهم في مؤسسات الدولة مع السعي إلى حل مشاكلهم المتراكمة التي ترصدها الدراسات والمتمثلة في الهدر المدرسي والفقر الذي ترزح تحته العديد من الأسر الإثيوبية المهاجرة إلى إسرائيل.

اتهام لـquot;حزب اللهquot;

نشرت quot;يديعوت أحرنوتquot; تقريراً يوم الإثنين الماضي نقلًا عن تحقيق قامت به هيئة الإذاعة والتلفزيون الكندي، خلص إلى وجود أدلة كشف عنها محققون أمميون وضابط لبناني سابق اغتيل بعد أيام عن كشفه لمعطيات مهمة تربط بين حزب الله واغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري في 14 فبراير 2005، فحسب التحقيق الذي قام به التلفزيون الكندي اعتمدت لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة على تحليل مكثف لسجل المكالمات الهاتفية، ذلك التحليل الذي يشير إلى أن رجال quot;حزب اللهquot; تواصلوا مع أصحاب الهواتف النقالة التي استُخدمت في التفجير الذي أودى بحياة الحريري، وقد تمكنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الكندي من الحصول على تلك التحليلات التي أجراها المحققون على المكالمات الهاتفية، وهي اكتشافات من المتوقع حسب quot;واشنطن بوستquot; التي نقلت هي الأخرى ما جاء في التحقيق، أن تضيف إلى القرار الظني المرتقب والذي يعتقد أنه يدين quot;حزب اللهquot;، فوفقاً للوثائق التي كشفت عنها الهيئة تمكن المحققون الأمميون من الربط بين الضابط اللبناني، العقيد وسام الحسن، الذي كان مكلفاً بالإشراف على حماية الحريري وبين اغتيال هذا الأخير، حيث تغيب الضابط خلال اليوم الذي وقع فيه الانفجار بدعوى حضور امتحان جامعي كان سيجريه في نفس اليوم، وهي الذريعة التي اعتبرها المحققون الأمميون هشة، فدعو إلى فتح تحقيق مع الضابط المذكور، وهي المطالب التي لم تتحقق أبداً، لكن الهيئة كشفت أيضاً تقصير الأمم المتحدة في التعامل مع ما كشف عنه ضابط آخر هو وسام عيد كان قد كشف الصلة بين مكالمات أجراها عناصر حزب الله وبين اغتيال رفيق الحريري ووصل في رصده للمكالمات إلى خط هاتفي ثابت يقود إلى موقع معروف تابع لحزب الله، غير أن تقرير الضابط أُدخل إلى قاعدة بيانات الأمم المتحدة دون إدراك لأهميته، بحيث لم يظهر التقرير إلا بعد سنة على يد محققين بريطانيين يعملون مع الأمم المتحدة، وعندما اتصلوا به لاستكمال المعلومات اغتيل وسام عيد بعد ذلك الوقت بثمانية أيام.