أوباما أكد laquo;استمرار دعم المحكمة ولبنان خال من الإرهابraquo;
بيروت
خلافاً لكثير من مظاهر التهدئة التي رافقت احياء لبنان لذكرى استقلاله، فإن معالم تصاعد الأزمة الداخلية بدت واضحة سواء عبر استمرار الفراغ الذي يضرب دورة المؤسسات لا سيما مجلس الوزراء، او عبر غياب اي معطيات حول الجهود الخارجية المبذولة لا سيما على مستوى المساعي السورية ـ السعودية لايجاد مخرج للأزمة عشية الموعد المفترض لصدور القرار الاتهامي في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في النصف الاول من ديسمبر المقبل.
واذا كانت الزيارة المفاجئة لرئيس وزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني لبيروت في يوم عيد الاستقلال باغتت الجميع وأشاعت انطباعات عن امكان حمله معطيات او اقتراحات معينة للمساهمة في كسر المأزق اللبناني، فإن ما تبين لاحقاً زاد الغموض والبلبلة، ولا سيما مع اعلان الدوحة ان المسؤول القطري كان في زيارة خاصة لبيروت وشاء ان يجري جولة على الرؤساء الثلاثة للإطلاع على آخر مجريات الوضع. لكن بعض المطلعين لم يستبعد ان تكون قطر قد وضعت نفسها في اطار التأهب للعب دور جديد وفعّال في لبنان في ضوء تطورين برزا اخيراً هما الوضع الصحي للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي ربما يؤثر على فرملة المساعي السورية ـ السعودية، خصوصاً في ضوء التقارير عن ان نجله الامير عبد العزيز لم يزر دمشق بل سافر الى واشنطن لمتابعة وضع والده. اما التطور الثاني فهو اقتراب صدور القرار الاتهامي للمحكمة الخاصة بلبنان.
وفيما ذكرت laquo;وكالة الأنباء المركزيةraquo; ان رئيس وزراء قطر التقى خلال زيارته لبيروت الأمين العام لـlaquo;حزب اللهraquo; السيد حسن نصرالله، اشارت تقارير الى ان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني شدد خلال لقائه الرئيس اللبناني ميشال سليمان في الدوحة أمس، على laquo;اهمية اتفاق الدوحة كخريطة طريق للمرحلة لا سيما في ظل الاوضاع الراهنة على الساحة المحلية وكإطار لتعزيز الاستقرار انطلاقا من ارتكازه الى الحوار كسبيل لحل الخلافات ونبذ العنف واللجوء الى الشارعraquo;. واوضحت المعلومات laquo;ان الشيخ حمد اعتبر ان الحاجة ماسة اكثر من اي يوم مضى للاتفاق اللبناني الداخلي في ضوء المرتقب من تطورات جراء القرار الظني والسيناريوات المطروحة قيد التداول كردات فعلraquo;، وهو ابدى استعداده في حال لزم الأمر لزيارة لبنان اذا كان من شأن الزيارة المساهمة في تعزيز الاستقرار.
إلى ذلك، تتجه الانظار اليوم وغداً الى المحادثات التي سيجريها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في بيروت حيث كان لافتاً موجة نشر لافتات ترحيبية بأردوغان على غرار ما يقام من استعدادات لاستقبال كبار الزوار الأجانب والعرب.
ويدل ذلك على الاهمية التي يعلقها بعض الافرقاء على زيارة اردوغان في المساعدة على تخطي الازمة الداخلية فضلاً عن الدور الذي تضطلع به تركيا في اقامة عدد من المشاريع الانمائية في مناطق لبنانية كالجنوب والشمال.
في موازاة ذلك، اتّجهت أنظار بيروت الى مجموعة من المواقف والتحركات المتصلة بالوضع اللبناني والتي عكست انه بات تحت معاينة على أعلى المستويات، ومن أبرزها:
* laquo;اكتمال نصابraquo; الموقف الأميركي الداعم للبنان وللمحكمة الدولية، بإعلان الرئيس باراك اوباما في رسالة نشرت يوم عيد استقلال لبنان، عزمه laquo;القيام بكل ما يمكنه كي يكون لبنان خاليا من الارهاب ومن تدخلraquo; الدول الاجنبية فيه.
وقال اوباما في تصريح مكتوب: laquo;انا عازم على القيام بكل ما يمكنني القيام به لدعم لبنان والتأكد من انه خال من اي تدخل اجنبي ومن الارهاب ومن النزاعات المسلحةraquo;، مضيفاً: laquo;لبنان يستحق السلام والازدهار. اولئك الذين يفكرون بشكل مختلف ليسوا اصدقاء لبنانraquo;.
وتابع: laquo;كما أؤكد الاستمرار في دعم المحكمة الخاصة من اجل لبنان التي ستضع حدا لعهد من الاغتيالات السياسية التي ترتكب من دون عقابraquo;.
* تشديد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امس على أن laquo;باريس تقف إلى جانب الدول العربية وفي مقدمها لبنان في كافة قضاياه المحقة على كافة الصعدraquo;.
* الجولة الخليجية التي بدأها الرئيس المصري حسني مبارك، وتشمل الإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين، والتي سيتطرق خلالها الى الأوضاع في المنطقة كما الى الملف اللبناني.
* تحذير الأمين العام للجامعة العربية عمر موسى من مغبة ان ينتهي laquo;الموقف السياسي اللبناني الهش بتفجير انتحاري يأخذ الكل بقدميْهraquo;.
* ادانة وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، كل الأعمال التي أدت إلى laquo;عرقلة وتعطيلraquo; عمل المحكمة الخاصة بلبنان، وإعرابهم عن laquo;قلق أوروباraquo; بسبب هذا الأمر.
ودعوا في بيان أعقب مناقشتهم الوضع في لبنان، كل الأطراف إلى laquo;التعاون بشكل بناء مع المحكمة من أجل وضع حدّ لسياسة الإفلات من العقاب وتأمين الاستقرار للبنانraquo;، مشددين على دعم الاتحاد الأوروبي لحكومة الوحدة الوطنية في لبنان برئاسة سعد الحريري، من منطلق كون laquo;الجهود المبذولة دولياً لتحقيق العدالة في قضية اغتيال رفيق الحريري وأشخاص آخرين تتكامل مع العمل الرامي إلى تحقيق الاستقرار في لبنانraquo;.
وإذ طلب وزراء الخارجية من laquo;جميع الأطراف اللبنانية والإقليمية الامتناع عن التدخل في عمل المحكمة أو إطلاق أحكام مسبقة على نتائج أعمالهاraquo;، أكدوا laquo;تصميم أوروبا على العمل من أجل تعزيز استقرار لبنان واستقلاله والمحافظة على وحدة أراضيهraquo;.
في هذه الأثناء، تركّزت المواقف على المساعي لايجاد حلّ للأزمة اللبنانية، وقد لفت النائب عقاب صقر (من تكتل رئيس الحكومة) الى laquo;المواكبة الإيرانية للجهود العربية وللاتصالات السعودية - السورية من خلال حركة السفير الإيراني في لبنانraquo;.
وقال: laquo;نحن أمام اسبوعين حاسمين لبلورة مؤشرات واضحة حول التسوية، ورجاؤنا الخروج بتسوية مشرفة للجميعraquo;. واكد أنَّ laquo;هذه التسوية لبنانية ـ لبنانية اتخذت غطاء عربياً بمباركة إيرانيةraquo;، وأضاف: laquo;الكل يعرف أن الغاء القرار الظني والمحكمة الدولية من المستحيلاتraquo;، لافتاً إلى أنَّ laquo;ما يعمل عليه هو شبكة أمان تفرض على العالم كله رؤية واضحة في كيفية التعاطي مع التحديات من خلال معادلة تحفظ العدالة والاستقرارraquo;، ومشدداً على أن laquo;التسوية ستنضج في القريب العاجل وربما قبل صدور القرار الاتهامي، فخريطة الطريق أصبحت واضحة والهدف منها حماية بعضنا البعضraquo;.
وفي السياق نفسه، اعتبر النائب عمار حوري (من كتلة الحريري)، ان زيارة رئيس الوزراء لبيروت laquo;ربما كانت مفاجئة للبعض، لكنها مقررة سلفا وقد حملت ثلاث رسائل: الأولى دعم لبنان واستقراره، والثانية دعم حكومة الرئيس الحريري، والثالثة التكامل مع الجهد السوري - السعوديraquo;
وأعرب حوري عن ثقته بأن laquo;الجهد العربي السعودي - السوري سيصل الى نتائج طيبة، وان اللبنانيين سيصلون في لحظة الحقيقة الى اقتناع بأن هذا الوطن لهم جميعا، وان النظام الذي تم التوافق عليه في الطائف هو الامثلraquo;. داعياً الجميع الى laquo;متابعة النتائج الايجابيةraquo;.
في المقابل، رأى وزير الزراعة حسين الحاج حسن (من laquo;حزب اللهraquo;) laquo;اننا نعيش مرحلة ضغط اميركي غربي على كل المستويات لإصدار قرار ظني يتّهم المقاومة باغتيال الرئيس الحريريraquo;، وقال: laquo;ما تداولتْه صحف غربية وعربية وما صرّحه اسرائيليون ألا يدّل على تدخّل في التحقيق الدولي وتسييسه؟raquo;، مضيفاً: laquo;المطلوب اميركياً اليوم ضرب المقاومة وحصارها، لكن السؤال هو ما المطلوب لبنانياً من الكثير من المعنيين في بلدنا؟ هل المطلوب ان يكون احدنا اداة بيد الأميركي او ان نجنّب البلد مؤامرة اميركية واسرائيلية جديدة؟raquo;.
ووسط هذا المناخ، برز المؤتمر الصحافي الذي عقده امس وزير الاتصالات شربل نحاس (من فريق العماد ميشال عون) ورئيس لجنة الإعلام والاتصالات البرلمانية نائب laquo;حزب اللهraquo; حسن فضل الله وتطرقا فيه الى موضوع الخروق الاسرائيلية لشبكة الاتصالات اللبنانية.
واكتسب هذا المؤتمر الصحافي دلالاته، لأنه يأتي حسب اوساط مراقبة، استكمالاً لمحاولة فريق 8 مارس ضرب صدقية القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الحريري باعتبار انه يرتكز، أقلّه في شق منه، على البيانات الهاتفية وlaquo;خريطة الاتصالاتraquo;.
واعلن نحاس laquo;أن تقنيات الاتصالات الحديثة معرضة للاختراق بوسائل مختلفةraquo;، مشددا على laquo;أن لا مجال للنظر الى قطاع الاتصالات في بلد يواجه عدوانية دولة (اسرائيل) هي من الأكثر تقدما في العالم في مجال حماية الاتصالات وفك الشيفرات وأنظمة الحماية، على أنه مجرد قطاع تجاري أو ريعي واحتكاري، بل هو أيضا قطاع تقني وأمني ومن الواجب أن نتعاطى معه على هذا الأساسraquo;.
واعتبر laquo;أن المسؤولية العامة أكيدة في وضع شروط تسمح بتوفير الخدمات التي يطمح اليها اللبنانيون أفرادا ومؤسسات وبتحصين أمان شبكات الاتصال لحماية الحريات الشخصية وبشكل أخص حماية الأمن الوطنيraquo;.
وذكّر بالقرار الذي صدر أخيراً عن المؤتمر الدولي للاتصالات laquo;والذي نصّ على أن مرافق الاتصالات في لبنان تعرضت ولا تزال للقرصنة والتعطيل وبث الفتنة من اسرائيل على الشبكات الثابتة والخلوية، وبحق لبنان الكامل بالحصول على تعويض عن الأضرار التي لحقت بشبكته للاتصالاتraquo;.
من جهته، أكد فضل الله أن laquo;الرأي العام سيطلع على معطيات فنية واسرار تكشف للمرة الاولى حول الخروق في قطاع الاتصالاتraquo;، ولأخطر عملية تجسس وهذا الانجاز هو حقيقة مرةraquo;.
ولفت الى laquo;اننا اليوم امام قضية وطنية تتعلق بالامن القومي الذي من المفترض أن يكون محفوظا، وهذه قضية تتعلق بامن القوى السياسية على مختلف انتماءاتها وأمن كل مواطن لان ما اصاب قطاع الاتصالات اصاب كل شيءraquo;.
فجّر قنبلة حول فضائح سجن رومية
شكور: دار الفتوى تعامل
سجناء laquo;فتح الإسلامraquo; برفاهية
وصف قائد الدرك العميد انطوان شكور، الوضع في سجن رومية بـ laquo;المزريraquo;.
وتطرق في اتصال مع قناة laquo;او تي فيraquo;، الى اوضاع سجناء laquo;فتح الاسلامraquo;، مؤكدا ان laquo;هناك سياسة تقول باستيعاب عناصرهم لأسباب طائفية، وطلب منا إعطاؤهم فرصة في العديد من الامور ما خلق حالة فوضى داخل السجنraquo;، مؤكداً انه ضد تلك السياسة التمييزية لتلك العناصر.
وكشف شكور ان laquo;دار الفتوى تعامل سجناء فتح الاسلام بالرفاهية وتؤمن لهم يومياً المأكولات الساخنة والحلوى وغيرها من الرعاية المميزةraquo;، معتبراً انهم laquo;ليسوا سجناء عاديين انما مقاتلون وجهاديون وهم على اتم الاستعداد للجهادraquo;.
واشار في هذا الصدد، الى ان laquo;معركة نهر البارد انتقلت من مخيم البارد في الشمال الى سجن رومية، فوجودهم غيّر سياسة السجن بالكاملraquo;.
وتطرق شكور الى موضوع الهواتف الخلوية التي تدخل الى السجناء، واكد laquo;ان العديد من الهواتف الخلوية تضبط يوميا انما في المقابل يدخل غيرها بطريقة غير شرعيةraquo;.
والقى شكور الضوء على الخلل الإداري في الدولة لناحية التجهيزات والعتاد، مشيراً الى ان هناك 900 عنصر فقط انما السجون في لبنان بحاجة الى اكثر من 12 الفا.
وختم بالقول انه يخاف من هروب جماعي لعناصر laquo;فتح الاسلام، لان هناك اشياء تدخل الى السجن تنذر بأن امراً ما يحضر، وبانه لا يعلم متى تنفجر الامور في السجن والمطلوب حل فوريraquo;.
أبو جمرا laquo;ظهرraquo; مع سليمان
في الدوحة
laquo;صراع الميشاليْنraquo;
دخل... مرحلة جديدة
laquo;ظهرraquo; نائب رئيس الحكومة السابق اللواء عصام ابو جمرا في عداد الوفد الذي رافق الرئيس ميشال سليمان الى الدوحة في زيارته التي أنهاها امس.
وقد قرأت دوائر مراقبة سفر ابو جمرا مع سليمان، من دون ان تكون له اي صفة رسمية، على انه في إطار laquo;الرسائل المتبادلةraquo; بين الـ laquo;ميشاليْنraquo;، ولا سيما انraquo;جنرال الرابيةraquo; النائب ميشال عون، قاطع حفل الاستقبال الذي اقيم اول من امس في القصر الجمهوري لمناسبة ذكرى الاستقلال، كما انقطع عن حضور اجتماعات هيئة الحوار الوطني لمرتين متتاليتين، قبل ان يعلن انه لن يشارك في اي من جلساتها ولن يحضر وزراؤه جلسات الحكومة ما لم يتم بتّ ملف شهود الزور، وهو الأمر الذي اعتُبر انه موجّه في أحد وجوهه ضد laquo;جنرال بعبداraquo; (حيث مقر سليمان) في إطار laquo;الصراع المكتومraquo; بينهما والذي يبدو انه انتقل الى مرحلة اكثر laquo;مباشرةraquo;.
التعليقات