عبدالله بن حمد العذبة

على هامش استقباله حكام الولايات في البيت الأبيض، سأل الصحافيون فخامة السيد باراك حسين أوباما رئيس الولايات المتحدة الأميركية عن رأيه في نتائج انتخابات الفيفا، والتي أسفرت عن اختيار حُر وديمقراطي لدولة قطر لتستضيف مونديال 22، فكان رده بأن اختيار دولة قطر بدلا من أميركا ما هو إلا قرار خاطئ!.
من حقنا أن نسأل ونحن جزء من الأمة العربية الإسلامية العظيمة، ألا يؤمن رئيس أميركا بالديمقراطية وهو المرشح الفائز للحزب الديمقراطي بالديمقراطية، أم أنه يجهل أن التصويت والاقتراع هو أحد أهم آلياتها؟
هل يعتقد السيد أوباما أن العالم العربي والإسلامي لا يصلح إلا أن يكون مسرحاً دائماً لتجربة أسلحة أميركا المُحرمة دولياً التي تستعملها في حروبها غير الأخلاقية وغير المبررة، كالتي حدثت في العراق الشقيق، والتي تحدث الآن في أفغانستان المسلمة؟! والتي أدت إلى قتل وتعذيب الملايين من المدنيين دون ذنب.
ولماذا يعتقد الساسة الأميركيون أن دول العالم الإسلامي والعربي، شريك استراتيجي ومهم في حروبهم، وليست بشريك مهم في المناحي الأخرى الإنسانية، كاستضافة مونديال كرة القدم؟
لقد تابعنا جميعاً وسائل الإعلام بعد فوز قطر المستحق لاستضافة مونديال 22 من هذا القرن، وتابعنا الجزيرة الرياضية وسؤال مذيعها لسمو الأمير -حفظه الله- عن شعوره بعد الفوز، وماذا لو خسرت قطر الحصول على هذه الاستضافة؟ فكان رد سموه أن قطر ستقبل النتيجة وتتفهمها، وستتقدم مرة أخرى بملفها لبطولات قادمة، لو خسرت شرف استضافة مونديال 22.
وعلى صعيد آخر قام الرئيس الأميركي الأسبق والسياسي المحنك بيل كلينتون، بتهنئة دولة قطر بالاستضافة، وقال إنها مستحقة لها، متمنياً تأهل بلاده في استضافة المونديال مستقبلاً، فليت السيد أوباما تعلم من كلينتون، ولم يقع في هذا الخطأ الجسيم وغير المقبول من رئيس دولة تنادي بنشر الديمقراطية في العالم. ومن الآن وحتى موعد مونديال 22 نتمنى أن يحضر السيد أوباما استضافة دولة قطر العربية المسلمة هذا الحدث الرياضي المهم، بوصفه رئيسا أميركيا أسبق، ومواطنا أميركيا يشجع منتخب بلاده الذي نتمنى تأهله للمونديال. وليكن السيد أوباما على علم بأن دولة قطر وأهلها سيرحبون به حينئذ، وسيجد كل الاحترام والتقدير العربي والإسلامي له.
كما نشكر السيدة هيلاري كلينتون وزيرة خارجية الولايات المتحدة لتهنئتها قطر بالفوز عندما كانت في الشقيقة البحرين، في محاولة منها لتصحيح الخطأ الذي وقع فيه السيد أوباما.
كما أطالب بوصفي مواطنا من قطر، والتي هي جزء من الأمة العربية والإسلامية العظيمة، فخامة السيد باراك حسين أوباما رئيس الولايات المتحدة الأميركية بالاعتذار لما سببه تصريحه سالف الذكر لوسائل الإعلام من ضرر نفسي ومعنوي لنا جميعا، وأطالب سعادة السفير الأميركي بضرورة إيصال هذا الطلب إلى فخامته.
أخيراً وليس آخراً نشكر كل الأشقاء العرب والمسلمين على دعمهم الكبير والواضح لملف قطر لاستضافة مونديال 22، والذي أدى الفوز به إلى بث روح الوحدة العربية والإسلامية في هذه الأمة، كما لم يحدث منذ زمن بعيد، ورأينا كيف احتفل الجميع بهذا الفوز في كل مكان، ومن اللازم علينا أن نخص بالشكر دعم دول الخليج العربي ومصر الشقيقة للملف القطري، وباقي الدول العربية والإسلامية، وكل عام وأنتم بخير، بمناسبة السنة الهجرية الجديدة 1432.
والله ولي التوفيق وإلى الأمام يا قطر!.