حسن أبو طالب
لم يعد السؤال المطروحrlm;:rlm; هل ينفجر لبنان؟rlm;..rlm; ولكنه صارrlm;:rlm; متي ينفجر لبنان؟ التغير بين السؤالين هو الفارق بين مساعي الأمس ومساعي اليوم ليس لاحتواء التفجير المرتقبrlm;,rlm;
بل من اجل تحميل طرف بعينه مسئولية التفجير المنتظرrlm;.rlm;
والغريب أن الذين يهددون بالتفجير وبأن لبنان قبل صدور القرار الظني لن يكون هو نفسه بعد صدور القرارrlm;,rlm; هم الذين يحملون الطرف الآخر مسئولية عدم التفجيرrlm;,rlm; ويعتبرونه صاحب الوزر لما سيجري للبنان وربما المنطقة أيضاrlm;.rlm; إنه تحول في المفاهيم وفي الأداء يعكس حالة قلق وتوتر كامن ومخاطر كبري تحيط بلبنانrlm;,rlm; أو هكذا علي الأقل هي الصورة التي يراد لها أن تسيطر علي لبنان حكومة وشعبا وقوي سياسية وتسيطر أيضا علي كل من يحب لبنان ويريد له الخير والاستقرارrlm;.rlm;
هذه المفارقة لا تعكس استئساد حزب الله وحسبrlm;,rlm; بل تعكس أيضا طريقة تفكير في الخروج من مأزق كبير يبدو في الأفقrlm;.rlm; وهو المأزق المتعلق باحتمال صدور القرار الظني أو قرار الاتهام من قبل المحكمة الدولية الخاصة بالشهيد رفيق الحريري محملا مسئولية الاغتيال لعناصر من حزب اللهrlm;,rlm; وفقا للروايات المتداولة منذ فترةrlm;,rlm; والتي تزداد قناعات الحزب بأنها تسريبات مقصودة ومتعمدة من قبل القوي المسئولة عن المحكمة لقياس رد فعل الحزب المحتملrlm;,rlm; ومن ثم اتخاذ ترتيبات مسبقة لاحتواء ما قد يجريrlm;.rlm;
المهم أن تفجير لبنان لم يعد مجرد احتمال من بين احتمالات عدةrlm;,rlm; بل صار قرارا لحزب الله سيرد به علي نتائج القرار الظني المرتقبrlm;,rlm; هكذا يقول كل مسئولي الحزب صراحة ودون مواراةrlm;.rlm;
وصار أيضا قرارا للمساومة به مع رئيس الحكومة سعد الحريري وقويrlm;14rlm; مارس التي تقف وراءه من أجل الحصول علي تسوية تطيح عمليا بالمحكمة الدولية وبأي قرار قد يصدر عنهاrlm;.rlm;
المفارقة هنا ان الحزب يطرح التفجير كخيار ربما كالذي جربه من قبل مايوrlm;2008rlm; حين نزل مقاتلوه إلي بيروت والجبل للرد علي قرار حكومي خاص بالسيطرة علي شبكة الاتصالات اللبنانية وجزء منها شبكة خاصة بالحزب نفسهrlm;.rlm; والمرجح أن تهديدات قادة حزب الله تلمح إلي ما هو أكبر مما جري في مايوrlm;2008,rlm; فالمسألة لن تكون وحسب شل الحكومة وتسيير مظاهراتrlm;,rlm; وربما السيطرة علي بيروت ومدن كبري أخري بل أيضا الاطاحة بالنظام العام وليكن مايكونrlm;,rlm; المهم ان تبقي المقاومة القوة الوحيدة التي لا ينازعها أحد وإن جرؤ فعليه أن يدفع الثمنrlm;.rlm;
نحن إذن أمام تطور نوعي في الطريقة التي يدير بها حزب الله أزمة القرار الظني الاتهاميrlm;.rlm; إذ يريد ان يجعل من الحريري أضحوكة سياسية بامتياز من خلال أن يتنازل الرجل وهو رئيس حكومة عن التزامات قانونية ودولية تحت تهديد بأن البديل هو الاطاحة بكل شيء في لبنانrlm;,rlm; بمافي ذلك شخصه والحكومة التي يرأسها والاستقرار الداخلي والمؤسسات والتوافق الهش الذي مازال يربط بين اللبنانيين وإن علي استحياءrlm;.rlm;
يطلب الحزب من الحريري أن يصل إلي تسوية قبل صدور القرار مفادها انه لن يتعامل مع أي قرار تصدره المحكمة مهما تكن الأدلةrlm;,rlm; حسب قول الشيخ نعيم قاسم نائب رئيس الحزبrlm;,rlm; وأن يكون ذلك قبل صدور القرار وليس بعدهrlm;.rlm; وإن لم يفعل فعليه أن يتحمل وزر فعلته ومثل هذه التسوية تعني ببساطة ما هو أكثر من الانتحار السياسي للحريريrlm;.rlm;
والواضح هنا أن الحزب مقتنع تماما بأن صدور القرار الظني سوف يشكل له ضربة قاسيةrlm;,rlm; فعلي الأقل سوف ينهي صورته السابقة كقوة مقاومة وحسب ولم تعمد يوما إلي التأثير في المعادلات الأساسية التي حكمت لبنان منذ نشأتهrlm;,rlm; ولم يكن له دور في الاغتيالات السياسية التي أودت بشخصيات وقيادات لبنانية منذ نشأتهrlm;,rlm; ولم يكن له دور في الاغتيالات السياسية التي أودت بشخصيات وقيادات لبنانية مهمةrlm;.rlm; ومن ثم يريد الحزب أن يفشل نتائج القرار قبل أن يصدر بأي صورة كانتrlm;.rlm; والواضح أيضا أن هناك أكثر من سبب وراء تحول مواقف حزب اللهrlm;,rlm; يمكن أن نجملها فيما يليrlm;:rlm;
rlm;gt;rlm; أن كل المعلومات المتاحة سواء تم تسريبها عن عمد أو عن غير قصد تصب في اتهام الحزب وفق أدلة قوية وبالتالي فإن خيارات التعامل القضائي لإثبات زيف هذه الأدلة قد لا تكون كافية لنزع الاتهام عن الحزب وعن قياداته ومن ثم فلابد من إنهاء تأثير القرار قبل أن يصدر بأي شكل كانrlm;.rlm; والتهديد هنا وسيلة ناجحة حسب قناعات الحزبrlm;.rlm;
rlm;gt;rlm; أن الحزب ومن ورائه سوريا باتا يدركان أن لا أحد من القوي الدولية أو أي قرار قد تصدره قريبا من قبيل التأجيل أو استبعاد الاتهام أو التخفيف منهrlm;,rlm; إذ كان السائد أن الجهود السوريةrlm;,rlm; السعوديةrlm;,rlm; أو ما وصف سابقا وفق الاعلام السوري بمبادرة ثنائية مكتوبة للحفاظ علي لبنانrlm;,rlm; سوف تقود في النهاية إلي التأثير علي عمل المحكمة الدولية خوفا من انهيار الوضع اللبنانيrlm;,rlm; وهو ما تم التعبير عنه بمعادلة أن تأجيل القرار الظني سوف يسهم في حفظ استقرار لبنانrlm;,rlm; غير أن جهود سورياrlm;,rlm; كما كشفت عنها زيارة الرئيس الأسد إلي باريس قبل ايام قليلة لم تصل إلي الهدف المرغوب من قبل حزب اللهrlm;,rlm; وأن فرنسا مازالت تتمسك بالمعادلة الدولية التي تري أن العدالة هي التي تحفظ لبنان واستقراره وليس تجاهل المحكمة أو إفساد عملهاrlm;.rlm;
rlm;gt;rlm; تراجع سوريا عن التمسك بوجود مبادرة ثنائية والاكتفاء حسب تصريحات الرئيس بشار الاسد بأن هناك فقط اتصالات سورية وسعودية للحفاظ علي استقرار لبنان وتحميله اللبنانيينrlm;,rlm; لاسيما سعد الحريريrlm;,rlm; مسئولية الحفاظ علي استقرار بلاده عبر الاقتراب من الطرح الذي يقدمه حزب الله وليس أي شيء آخرrlm;,rlm; ومعتبرا ان هدف الاتصالات مع فرنسا هو البحث فقط في مساعدة اللبنانيين علي الحوار من اجل احتواء أي تفجير قد يصيب لبنان نتيجة القرار الظنيrlm;,rlm; وليس منع التفجير من الأصلrlm;,rlm; كما كان يقال مسبقاrlm;,rlm; وما هو الدور ـ حسب الرئيس الأسد ـ الذي يمكن أن تلعبه فرنسا عبر مجلس الأمن للحد من التدخلات في عمل المحكمة ومنع تسييسهاrlm;.rlm;
rlm;gt;rlm; أن هناك صمودا حقيقيا من قويrlm;14rlm; آذار في مواجهة كل الضغوط التي تمارس سواء من الداخل أو الخارجrlm;,rlm; وهو صمود يعود الي قناعة مفادها أن التخلي عن خيار المحكمة غير المسيسة والاحترافية يعني انهيارا للبنان وإن كان بطريقة أخري غير تلك التي ينذر بها حزب اللهrlm;.rlm; ومثل هذا الصمود يفسر إلي حد كبير تصاعد اللغة الهجومية التي تسيطر علي التحركات السياسية والاعلانية للحزب وقادتrlm;,.rlm; كما تفسر أيضا تلك التحولات في الموقف السوري التي باتت تتبني تماما مواقف حزب الله تجاه الحريري بصفته الشخصية والحكومية في آن واحدrlm;,rlm; إذ يزخر الاعلام السوري بمواقف حادة تحمل الحريري مسئولية ما قد يحصل إن لم يقبل طرح حزب الله بالكليةrlm;,rlm; ويعتبر أن الحريري استقال من مسئولياته وانه يروج لمبادرة سورية ـ سعودية لم تكن موجودة أبداrlm;,rlm; وذلك علي عكس ماروج له الاعلام السوري نفسه قبل ثلاثة أشهرrlm;,rlm; وأن علي الحريري أن يختار إما السلطة وإما المحكمةrlm;,rlm; أو بعبارة أخري أن خيارات الحريري إما أن يبقي رئيسا للحكومة مدعوما من سوريا وحزب الله مقابل أن ينكر المحكمة وكل مايصدر عنها مسبقاrlm;,rlm; وإما أن يتحمل وزر قبول القرار الظني الذي قد يحمل اتهاما لعناصر من الحزبrlm;,rlm; وبالتالي يواجه غضبا سوريا كبيراrlm;,rlm; وفي خلفية كل ذلك يتبني الاعلام السوري المقولات نفسها التي يطرحها حزب الله بداية من أن المحكمة مسيسة وأنها عدوان علي المقاومة وأداة بيد الولايات المتحدة وأنها غير احترافيةrlm;,rlm; وأنها باطلة قانونيا والمطلوب إنكارها من كل اللبنانيين وفي المقدمة الحريري الابن نفسهrlm;.rlm;
هذه العناصر مجتمعة تشكل خلفية الهجوم السياسي والاعلامي لحزب اللهrlm;,rlm; كما تكشف تحولات الأداء السوري إزاء لبنان بحيث لا تتحمل دمشق وزر ما قد يحصل بصفتها قوة اقليمية راعية بدرجة أو بأخري لحزب الله اللبنانيrlm;,rlm; إنه نوع من الهروب إلي الأمام بقدر ماrlm;,rlm; ولكنه يعكس قناعة دفينة بأن القرار الظني سوف يطيح بكثير من الرءوس سواء ذكرها القرار أو لم يذكرهاrlm;.rlm;
التعليقات