حسن عيسى الملا
أرادت له بعض الدول المشاركة أن يكون حوار (تقريب)، وأرادت له دول أخرى أن يكون حوار (تأليب).
الهدف المعلن للحوار هو الحفاظ على أمن الخليج بين من يسميه الخليج العربي وإصرار إيران ومعها دول أخرى على تسميته بالخليج الفارسي.
الاختلاف حول المسمى بين العروبة والفارسية، لم يحل دون انعقاد الاجتماع وبدء الحوار حول أمنه.
أمريكا والدول الغربية أبدت قلقها على أمن الخليج ومن حقها ذلك، فهو يضخ يومياً من مخزونه الإستراتيجي من البترول والغاز والطاقة التي يعتمد عليها الغرب إلى حد كبير في تنميته الاقتصادية والاجتماعية وحتى هيمنته العسكرية والسياسية.
لكن بدلاً من أن تركز الدول الغربية على تنمية الخليج على جانبيه الشرقي والغربي ووضع الخطط والمشاريع المشتركة لربط دوله وشعوبه بمصالح مشتركة تسهم في تنميته واستقراره، راحت تصب الزيت على النار وتذكي الخلافات وتوطئ بؤر الصراع، وكل همها تخويف دول الخليج العربية من إيران الفارسية وقوتها النووية.
وحدها المملكة العربية السعودية التي ذكرت المتحاورين بالارتباط بين أمن الخليج وأمن منطقة ما يسمى بالشرق الأوسط، وأكدت في الكلمة التي ألقاها الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية للعلاقات متعددة الأطراف، أنها تولي أمن منطقة الخليج أهمية قصوى لما لذلك من أثر كبير في تحقيق الأمن والاستقرار الدوليين مؤكدة بذلك البعد الدولي لأمن الخليج مما يقتضي المشاركة الإيجابية من جميع دول العالم في حفظ الأمن والاستقرار في هذه المنطقة ذات الحساسية العالية.
المشاركة الإيجابية تعني (التقريب) بين دول الخليج على جانبيه الشرقي والغربي، ووأد الفتن وحماية مصالح كل طرف وفقاً للقوانين الإقليمية، والدولية، وأن المشاركة الإيجابية في تعزيز أمن الخليج تعني نزع أسلحة الدمار الشامل بجميع أنواعها وأشكالها من جميع دول المنطقة والحد من انتشارها على الصعيد العالمي والإقليمي، وأن الريبة والحذر من البرنامج النووي الإيراني لا يعني تجاهل الخطر النووي الإسرائيلي على أمن واستقرار المنطقة، الذي على المجتمع الدولي وهو يضغط ويوقع العقوبات على إيران لمنعها من تطوير برنامجها النووي الذي تدعى سلميته، بأن تمارس ذات الضغط على البرنامج النووي الإسرائيلي الذي لا يقل خطورة على أمن وسلامة واستقرار الخليج.
أمن الخليج وسلامته جزء من أمن وسلامة المنطقة، ويجب أن يواجه تهديده كجزء من مواجهة تهديد أمن المنطقة، فاستقراره يعني استقرار العالم، لذلك توجب على هذا العالم أن يتحاور لنزع فتيل الصدامات والحروب والشقاق والاستقواء في منطقة الخليج، لا أن يؤلب ويحرص ويستعدي دولها على بعضها الآخر.
كثير هي الحوارات التي انتهت قبل أن تبدأ، بعضها مجرد فقاعات إعلامية، والبعض الآخر بالونات اختبار، وأتساءل كمراقب عن مصير حوار المنامة، هل له ما بعده؟ أم أن له من اسمه نصيب ف(ينام) في المنامة.
التعليقات