بيروت - هيام بنوت
ألوان حمراء ملأت الأرجاء فأضاءت بشعاعها المكان... رافقها نسمات عليلة دغدغت ثنايا الوجدان... ولتحلو الأجواء الدافئة حملها كل عاشق بين كفيه على جناحي حبٍ لم يكن ولا كان... هي ليلة بوصفها يمكن القول انها ليلة شتوية باردة، سوداء السماء مظلمة، يتوسطها بدر مضيءٌ يغطي الأرجاء، لكن ما يميزها أنها دائماً تأتي دافئة بعطائها ساخنة بحنيتها، تذيب كل ثلوج الكره والأحقاد، وتمزج بين قلوب لمحبين إفترقت لأي سبب من الأسباب.
ليلة laquo;الفالنتاينraquo; هي ملتقى كل عاشقين، احبا بعضهما ببراءة الأطفال، فعشق كل منهما الآخر عشق الأهوال، تاركاً مصيره بيدي قدر لا يكترث لقلب ينفطر أمام ناظريه متكسراً تكسّر الأمواج.
البعض قد يعتقد ان كل هذا الكلام laquo;فارغraquo;، وأنه دجل وكلام هارج، لكن نصيحتي لمن يعتقد ذلك أن يتجرع من طعم الحب ويشرب من كأسه في هذه الليلة مع من اختاره شريكاً لحياته، ليعرف معنى اللقاء على أضواء الشموع حول طاولة مستديرة وأنغام الغيتار والبيانو ومعزوفات laquo;يانيraquo; الشهيرة، أو فوق سفح الجبل على ضوء القمر.
تكرَّس يوم 14 فبراير موعداً للاحتفال بعيد العشاق حول العالم. انه اليوم الذي ينتظره الناس للاحتفال بحبهم والتعبير عنه بوسائل مختلفة، وغالباً عبر الهدايا. وتبقى الوردة الحمراء الهدية الرمز التي تجمع العشاق.
ولكن مع تقدُّم السن، ونضج الخبرة والتجربة والنظرة الى الامور، هل تتغير نظرة الناس الى عيد الحب، وبالتالي الى الاحتفال به والتعبير عنه.
الاعلامية ألين وطفا وافقت على ان الانسان يتغير مع الوقت، وأكدت ان عيد الحب لم يعد عندها مجرد هدية، ولم تعد تنظر اليه نظرة مادية، بل اصبحت تتعامل معه بطريقة مختلفة وصار الجانب المعنوي يطغى على الجانب المادي للاحتفال به. لكنها قالت انها لا تزال تتمسك بالوردة الحمراء لانها ترمز الى الحب.
الفنانة مادلين مطر رأت ان الحب يعيد الانسان الى مرحلة المراهقة، ومن لا يراهق في حبه لا يعيش الحب فعلاً، بل يعتقد ذلك، مشيرة الى ان شهرتها لا تقيّدها بل هي تذهب الى الآخر عندما تحب.
الممثلة نادين الراسي اوضحت انها تغيرت مع الوقت، ولكن مع زوجها الحالي فانها تعيش الحب كل يوم وان كانت لا تمانع ان يهديها laquo;حبة ماسraquo; تعبيراً عن حبه الكبير لها، لافتة الى ان الحب هو معاملة جيدة واحترام وتضحية.
الممثلة كاتيا كعدي اكدت ان نظرتها الى الحب وعيده لم تتغير، لانها تحب التفاصيل الصغيرة التي ترتبط به، مشيرة الى انها اشترت هدية هي عبارة عن laquo;دبدوبraquo; العام الماضي.
الفنانة مايا دياب اعتبرت ان عيد الحب هو رمز، وتاريخ 14 فبراير يوم رمزي للتعبير عن الحب ولشراء هدية. وأوضحت انها تحب المفاجآت لانها تكسر روتين العلاقة الزوجية، وهي متمسكة بهذا التقليد منذ ان تزوجت.
laquo;الرايraquo; التقت مجموعة من الفنانات اللبنانيات وسألتهن عن نظرتهن الى الحب في عيده وهل تغيرت مع مرور الزمن؟
العشاء وسط الشموع
الاعلامية ألين وطفا قالت laquo; تغيّرت نظرتي الى عيد الحب ولم يعد بالنسبة اليّ مجرد هدية وسهرة وباقة ورد احمر، بل اصبح له معنى آخر وصرت اتعامل معه بطريقة مختلفة. عندما كنت في سن اصغر، كان الجانب المادي يطغى على تفكيري ونظرتي، كنت انتظر العيد وانتظر هداياه معه، في حين انني صرت اليوم انتظره لاحتفل بالمناسبة مع الشخص الذي احبه. الهدية لم تعد تهمني، ولكنني لا ازال اتمسَّك بالوردة الحمراء لانها ترمز الى الحب، كما لا ازال اتمسك بتمضية السهرة مع الحبيب، وقررت ان تكون هديتي في هذا العيد دعوة الى العشاء وسط الشموع، في اجواء رومنسية وهادئة. انا من الاشخاص الذين يؤيدون فكرة ان يكون للحب عيد خاص لانه اساسي جداً في حياة الانسان، والاحتفال به ضروري تماماً كالاحتفال بالاعياد المهمة الاخرىraquo;.
واضافت laquo;من حق الشخص الذي يعيش حالة حب ان يحتفل بالمناسبة مع من يحب، حتى الاشخاص الذين لا يعيشون الحب فانهم يحتفلون به مع الاصدقاء ويتبادلون الهداياraquo;.
الحب لا يرتبط بعمر
الفنانة مادلين مطر رأت ان laquo;الحب يعيد الانسان الى مرحلة المراهقة، واذا ابتعدت عن المراهقة عندما اقع في الحب لا يعود للحب اي نفع او طعم، ولا يكون حباً في الاساس. مهما تقدم الانسان في العمر ومهما نضج وازدادت خبرته وتجربته فانه يتحول مراهقا عندما يقع في الحب. ومن لا يعيش هذا الشعور، فان الحالة التي يعيشها لا تكون حباً حقيقياً، بل شيئاً يشبه الحبraquo;.
واضافت laquo;الحب لا يرتبط بعمر، وعندما اقع فيه اذهب معه حتى النهاية، ولا اسمح للقيود بان تكبلني ولا حتى للشهرة بان تتحكم في. بطبعي احب التعبير عن شعوري عندما اعيش الحب، وإلا لا اعتبر نفسي مغرمة. حالياً، اعيش الحب مع شخص من خارج الوسط الفني، ولا اعرف ما اذا كنا سنتزوج ومتى، مع اننا تطرقنا الى هذا الموضوع. اؤمن بأن الزواج قسمة ونصيب، ولا احب ان استبق الامورraquo;.
وتابعت laquo;هذه السنة، اريد احتفالاً مميزاً بعيد الحب. كل يوم تخطر في بالي فكرة جديدة لانني اريد ان تكون هذه المناسبة الاجمل في العالم كله. بطبعي احب المفاجآت التي تعني لي الكثير بصرف النظر عن مضمونها. يكفيني ان هناك من يفكر في ومن يريد ان يخصني بهدية لي وحدي. ومن جهتي، سأبادل الحبيب بمفاجأة مماثلة. العشاء ضروري جداً، ولكنني لا اعرف حتى الآن ما اذا كنت سادعو الاصدقاء للاحتفال معنا. بطبعي احب الاحتفال الى جانب اصدقائي، لان هؤلاء يعنون لي كثيراً. المفاجآت ستكون كثيرة في هذا العيد، وما قلته ليس سوى جزء بسيط من مخططاتيraquo;.
اعيش فترة حداد
الممثلة نادين الراسي ايدت رأي ألين وطفا واعتبرت ان نظرتها الى الامور تغيرت مع الوقت والخبرة، laquo;في الماضي كان عيد العشاق بالنسبة اليّ هدية. اما اليوم فانني اعيش الحب كل يوم مع زوجي ولكن لا مانع عندي من حبة ماس يعبّر فيها عن حبه الكبير لي. الحب هو معاملة جيدة، احترام وتضحية نعيشها كل يوم مع الشريك، ويأتي عيد الحب لتتويج كل هذه المشاعر وكمكافأة على مرور سنة حب امضيناها مع الشريك. هذه السنة، لن احتفل بعيد الحب لانني اعيش فترة حداد بسبب وفاة جدي. ولكنني انا وزوجي جيسكار في حالة غرام دائمة ولا ننتظر عيداً كي نعبّر عن حبنا الواحد للاخرraquo;.
laquo;نتولدنraquo; عندما نقع فيه
الممثلة كاتيا كعدي اكدت ان نظرتها الى عيد الحب لم تتغير، بل لا تزال هي نفسها مع مرور السنوات. laquo;في العام الماضي، اشتريت laquo;دبدوباraquo; احمر في عيد الحب لانني احب التفاصيل الصغيرة التي ترتبط به، خصوصاً انني اجد كل الناس laquo;معجوقينraquo; بهذه المناسبة، وأحب كثيراً ان اكون مثلهم. الحب شيء جميل في حياتنا، ويجب ان laquo;نتولدنraquo; عندما نقع فيه. وقد تعرفت الى شخص جدي وأحببته، ونجحت في تغيير نظرته ومفهومه للحب. نحن الفنانين نعيش اجواء جدية في العمل، عدا عن laquo;التعصيبraquo; واعتماد اسلوب معين في التعامل مع الآخرين، لذلك يكون الحب المتنفس الذي نعبّر من خلاله عن حقيقتنا كبشر، وليس ما يمنع ان نطير او نقوم بحركات جنونية عندما نكون في حالة عشق. انا مع الاحتفال بعيد الحب لان الحب ثابت في حياتنا ولا يتغير، لذلك لا يجوز ان نتغيّر نحن البشر مهما تقدمنا في السن او الخبرة او التجربة، بل يجب ان نحب في الطريقة نفسها وان نعشق بالشوق ذاته. بصراحة، في السنة الحالية لن اعيش هذه المناسبة لانني لست في حالة حبraquo;.
تمضية ليلة الفالنتاين في الفندق
الفنانة مايا دياب اعتبرت ان laquo;عيد الحب شيء رمزي وليس هناك شيء اسمه laquo;عيد الحبraquo; ولكن تم اختيار 14 فبراير كيوم رمزي للتعبير عن الحب الفائض للحبيب وشراء هدية لهraquo;. واضافت laquo;من جهتي، اعبّر كل يوم عن حبي لزوجي، ولكن في العيد يكون هذا التعبير اكبر، فأنا بطبعي احب المفاجآت لان زوجي يفرح بها. وهديتي له هذه السنة ستكون مفاجأة كما في السنوات الماضية. مع العمر لم يتغير اي شيء، ومن وجهة نظري فان المسألة تعود الى الشخص نفسه، وما عليه سوى ان يختار. في امكاني مثلاً ان اقول لزوجي laquo;كبرنا على قصص الفالنتاينraquo;، كما استطيع ان اعد له مفاجأة laquo;مهضومةraquo; لكسر روتين العلاقة. هذه السنة سأدعو زوجي الى سهرة على اضواء الشموع، وسأطلب من احد محال الورود ان يزين لنا الطاولة والكراسي بورود laquo;اكستراraquo; ثم سأصطحبه الى سهرة مع الاصدقاء في احد الامكنة، وبعدها نبيت ليلتنا في احد الفنادق. لقد تعودت تمضية ليلة الفالنتاين في الفندق بعيداً من البيت. اعتقد ان الحياة لا تستحق الانتظار، ومن كثرة المصائب التي تحوط بنا لم نعد نعرف ما اذا كنا سنعيش غداً ام ان اليوم الذي نعيشه هو الاخير في حياتناraquo;.
التعليقات