القاهرة -حازم عبده

كشف الأمين العام للمجلس الأعلى المصري للآثار الدكتور زاهي حواس في مؤتمر صحفي عالمي بساحة المتحف المصري بميدان التحرير (وسط القاهرة) أمس عن تفاصيل عائلة الفرعون الذهبي المصري الملك الشاب توت عنخ آمون، وذلك من خلال نتائج تحاليل الحمض النووي التي أجراها فريق العمل لكشف شجرة عائلته، والتي تضمنت عددا من المفاجآت والأدلة القاطعة حول عائلته, وفي مقدمتها أن الملك إخناتون والده، والملك أمنحوتب الثالث جده، والملكة تي جدته.
وأوضح حواس أن الأدلة التي توصل إليها فريقا العمل المكونان من علماء متخصصين في الحمض النووي بالمركز القومي للبحوث وكلية طب القاهرة, وبعض العلماء الألمان تضمنت أيضاً مفاجأة من العيار الثقيل تمثلت في أن الملك الشاب مات بمرض الملاريا وليس مقتولاً كما كان يعتقد البعض، وأن التحاليل برّأت الملك إخناتون من تهمة الشذوذ وأثبتت أنه كامل الرجولة.
--------------------------------------------------------------------------------

كشف الأمين العام للمجلس الأعلى المصري للآثار الدكتور زاهي حواس في مؤتمر صحفي عالمي بساحة المتحف المصري بميدان التحرير (وسط القاهرة) أمس عن تفاصيل عائلة الفرعون الذهبي المصري الملك الشاب توت عنخ آمون، وذلك من خلال نتائج تحاليل الحمض النووي التي أجراها فريق العمل لكشف شجرة عائلته، والتي تضمنت العديد من المفاجآت والأدلة القاطعة حول عائلة الملك الشاب, وفي مقدمتها أن الملك إخناتون هو والد توت وأن الملك أمنحوتب الثالث هو جده، وأن الملكة تي هي جدته.
وأوضح حواس أن الأدلة التي توصل إليها فريقا العمل المكونان من علماء متخصصين في الحمض النووي بالمركز القومي للبحوث وكلية طب القاهرة, وبعض العلماء الألمان تضمنت أيضاً مفاجأة من العيار الثقيل وهي أن الملك الشاب مات بمرض الملاريا وليس مقتولاً كما كان يعتقد البعض، وأن التحاليل برّأت الملك إخناتون من تهمة الشذوذ وأثبتت أنه كامل الرجولة.
وقال حواس إن الاستنتاجات الرئيسية التي توصل إليها فريقا العمل تؤكد أن والد توت عنخ آمون هو الملك إخناتون وأن المومياء الموجودة بالمقبرة رقم (kv55) هي مومياء إخناتون, وكذلك فإن مومياء السيدة الشابة الموجدة في مقبرة الملك أمنحوتب الثاني (kv35) هي مومياء والدة الملك توت عنخ آمون، وأن المومياء الخاصة بالسيدة العجوز الموجودة بنفس المقبرة تخص جدة توت عنخ آمون، وهي الملكة تي, مشيراً إلى أن تحاليل الحمض النووي (DNA) لمومياء توت عنخ آمون ألقت ضوءاً جديداً على سبب وفاته، وهو الطفيل المسبب لمرض الملاريا، فمن المرجح - كما يقول حواس - أن الملك الشاب توفي متأثراً بالمضاعفات الناجمة بشكل حاد عن هذا المرض, مؤكداً أنه تم تنفيذ التحاليل المبدئية في معمل جديد متخصص في تحاليل الحمض النووي، والمنشأ حديثاً بالمتحف المصري بمنحة من قناة ديسكفري, وقد تم إجراء نوعين من تحاليل الحمض النووي على عينات مأخوذة من النخاع العظمي لهذه المومياوات وتحاليل تتابع الحمض النووي من الكروموسوم الذكري (ص) والذي ينقل مباشرة من الأب إلى الابن لدراسة تسلسل الأبوية والبصمة الجينية من الحمض النووي لصبغات الجينوم النووية التي تقرر بشكل غير مباشر جنس الشخص، ولتأكيد نتائج الحمض النووي تم تكرار التحاليل بشكل مستقل في معمل الحمض النووي الذي تم تجهيزه حديثاً بكلية طب القاهرة، وذلك عن طريق مجموعة منفصلة من فريق العمل, أما عمليات المسح بالأشعة المقطعية فقد نفذت من خلال وحدة أشعة مقطعية متنقلة, من خلال منحة شركة سيمنز والجمعية الجغرافية الأمريكية, ويعد تحليل البصمة الجينية والكروموسوم من أكثر التحاليل نجاحاً، والتي سمحت بافتراض الجيل الخامس للملك الشاب.
وأكد حواس أن التحاليل أثبتت بشكل قاطع أن والد توت عنخ آمون هو صاحب المومياء التي عثر عليها في المقبرة (kv55) ومن خلال عملية المسح بالأشعة المقطعية لتلك المومياء أمكن إثبات عمره، وهو ما بين 45 و55 عاماً، وليس 20 إلى 25 كما يشاع, وأن هذه المومياء مؤكد أنها للملك إخناتون نفسه، وهو ما أشارت إليه الأدلة الموجودة بالمقبرة منذ فترة طويلة, ودعماً لهذا النسب فإن تحليل الحمض النووي يتبع أيضاً أثر خط النسب المباشر من الملك توت عبر مومياء (kv55) حتى أمنحوتب الثالث والد إخناتون، وهناك نتيجة هامة أخرى لتحليل الحمض النووي أظهرت أن مومياء الأم التي عثر عليها في مقبرة (kv35) والخاصة بالسيدة العجوز هي أم المومياء التي وجدت في المقبرة (kv55) وهي ابنة يويا وتويا، وبذلك فإن المومياء هي للملكة تي، زوجة الملك أمنحوتب الثالث.
وكشفت التحاليل أيضاً أن المومياء المعروفة باسم المرأة الشابة التي عثر عليها في المقبرة (kv35) تخص والدة الملك توت عنخ آمون بشكل قاطع، ولم يتم تحديد اسمها حتى الآن، على الرغم من أن الدراسات بينت أنها كانت ابنة الملك أمنحوتب الثالث والملكة تي, وبالتالي هي أخت شقيقة للملك إخناتون، وبذلك يعد الملك أمنحوتب الثالث والملكة تي هما الجدان الوحيدان لتوت عنخ آمون من كلا الطرفين الأب والأم, كما كشفت التحاليل التي أجريت على الجنينين المحنطين اللذين عثر عليهما بمقبرة الملك توت أنهما طفلا الملك الشاب، أحدهما لأنثى في عمر 9 شهور, وبتحليل المومياء الموجودة بالمقبرة ( kv21 ) وهي مومياء أنثى ملكية، والتي لم تكن تعرف هويتها من قبل، تبين أنها أم هذين الطفلين، وبالتالي هي زوجة الملك توت عنخ آمون.
وأوضح حواس أن فريق عمل المسح بالأشعة المقطعية قام بدراسة دقيقة لتلك الأسرة للتعرف على الاضطرابات الوراثية بها مثل خلل النسيج الرابط والذي بني على ما ظهر من قبل في الفن المصري القديم, ولم يتم العثور على أية أدلة حتى الآن لهذه الأمراض، وبالتالي فإن التقاليد الفنية التي قامت بها العائلة الملكية في فترة العمارنة كانت على الأرجح لأسباب دينية وسياسية، وهو ما يبرئ الملك إخناتون من تهمة الشذوذ, وأن التحاليل أثبتت أنه كامل الرجولة.
وقال حواس إن التحاليل كشفت عن نتيجة هامة أخرى وهي اكتشاف مادة خلايا (بلاسموديوم فالسيباروم) وهي من البكتريا المسببة لمرض الملاريا في جسم الملك توت عنخ آمون, وكذلك كشف المسح بالأشعة المقطعية أن الملك كان يعاني من قدم كسيحة بسبب نخر في العظام، ويعتقد فريق العمل أن وفاة الملك كانت على الأرجح نتيجة لمرضه بالملايا المصاحبة لتكوين الجسد الضعيف بشكل عام, خاصة وأن المسح بالأشعة المقطعية أكد في وقت سابق أن الفرعون الصغير كان يعاني كسراً غير ملتئم بالفخذ اليسرى، ويعتقد فريق العمل أن حالة الضعف التي كان يعاني منها بشكل عام أدت إلى انهيار أو ضعف حالته البدنية الهزيلة.
ضم فريق العمل الذي نفذ المشروع كلاً من: الدكتور زاهي حواس، والدكتور يحيى زكريا جاد, والدكتورة سمية محمد إسماعيل، والدكتورة أمل السيد، والدكتورة رباب خيرت، والدكتورة نجلاء حسن، وجميعهم من المركز القومي للبحوث, بالإضافة إلى الدكتورة دينا فتح الله من الجامعة الأمريكية بالقاهرة, والدكتورة سالي واصف، والدكتور محمد فطين، بطب القاهرة، بينما ضم فريق الأشعة كلاً من: الدكتور أشرف سليم، والدكتورة سحر سليم، بطب القصر العيني, والدكتور هاني عامر من المركز القومي للبحوث, وتولى هشام الليثي الإشراف الإداري على المشروع.