واشنطن

في شوارع القاهرة يطلقون على الرئيس حسني مبارك لقب laquo;الفرعون الأخيرraquo;, ذلك أنه ظل على سدة الرئاسة 28 عاما ولم يختر خليفة له حتى الآن.
هكذا استهلت سارة توبول تقريرها من القاهرة لصحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية تحت عنوان laquo;من سيقود مصر بعد حسني مبارك؟raquo;.
ومع اقتراب انتخابات الرئاسة المزمع إجراؤها في سبتمبر المقبل, تشغل البلاد بالحديث عمن سيحل محل الرئيس laquo;الهرمraquo;, هذا على افتراض أن مبارك قرر ألا يخوض المنافسة.
وترى الصحافية الأميركية أن الانتخابات المصرية لا هي حرة ولا نزيهة، ويتفق الخبراء على ترجيح التوريث تماما كما كان الحال في مصر القديمة.
وتوقعت أن يحسم أمر الرئيس القادم هذا العام، وليس في 2011، ذلك أنه يتعين على أي منافس أن يبدأ حملته باكرا ليكون له حظ في المنافسة.
ومع ذلك تنظر إلى جمال مبارك أصغر أبناء الرئيس المصري على أنه الأوفر حظا لخلافة والده.
ومع أن جمال ndash;حسب كريستيان ساينس مونيتور- لا يحظى بشعبية لدى المواطنين المصريين فقد ظل يتزايد دوره في الحياة العامة، حتى إن أجهزة الإعلام المملوكة للدولة تنشر صوره كثيرا.
قلة هم الذين يملكون فرصة الترشح أمام جمال مبارك بسبب الشروط المنصوص عليها في التعديلات الدستورية عامي 2005 و2007.
وفي خضم الاشاعات التي تنتشر في الشارع المصري حول من سيشكل تحديا لآل مبارك يبرز اسم محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والحائز جائزة نوبل للسلام عام 2005.
على أن البرادعي وضع شروطا لترشحه لم تألفها الانتخابات المصرية منذ خمسينات القرن الماضي.
على أي حال, من غير المرجح على ما يبدو أن يحصل المسؤول الدولي السابق على التأييد المنصوص عليه دستوريا أو استقطاب مناصري مبارك إلى جانبه.
وهناك عمر سليمان -رئيس جهاز المخابرات- الذي لم يفصح عن رغبة في تولي المنصب, غير أنه رجل المؤسسة العسكرية القوي التي تخرج فيها رؤساء مصر السابقون الثلاثة منذ الإطاحة بالملكية.
فإذا ترددت المؤسسة العسكرية في نهاية المطاف في دعم جمال مبارك بسبب خلفيته المدنية، فعندئذ ربما يبرز سليمان منافسا في الانتخابات.
ويعد افتقار جمال مبارك للشعبية نقطة ضعفه. وكثيرا ما سعى النظام لأن يصنع منه laquo;رجل الجماهيرraquo; بإيفاده لحضور مباريات كرة القدم المصرية وأخذ صور فوتوغرافية مع المنتخب القومي وبثها عبر وسائل إعلام الدولة.
ولكن من غير المرجح أن يكون للشعبية كبير أثر في الانتخابات.
يقول ناتان براون من مركز وودرو ويلسون الدولي في واشنطن laquo;لعل أكبر إنجاز تحقق في الجهود الرامية لكي يخلف جمال والده حسني مبارك تمثل في تلك التعديلات الدستورية، ذلك أنها جعلت من الخلافة أمرا محتملا وحكمت على أي بديل بعينه بأنه أمر صعب المنالraquo;.
ويذهب الخبراء إلى القول إن معارضة شعبية من الحركات المنادية بالديموقراطية لن تكون ذات أهمية كبيرة عندما يحين موعد الانتخابات.
وتمضي الصحيفة إلى القول إن الخبراء يرون أنه إذا كانت المؤسسة العسكرية تقف حائلا دون وصول جمال إلى الحكم ما تسنى له أن يبلغ كل هذا الشأن.
وتضيف laquo;في حقيقة الأمر، ربما يضع ترشيح جمال المؤسسة العسكرية في الموضع الذي تريده تماما: أن تدير الأمور من الكواليسraquo;.