علي سعد الموسى


حتى وإن كانت الرواية في القصة التي طارت بها بعض الصحف ومواقع الإلكترون، غير دقيقة، فقد أضحكني كثيراً أن يكون زميلي ورأس قسمي الأكاديمي، الدكتور حمد الدوسري، موضع اشتباه لدى مطار واشنطن الأمريكي بصفته شبيهاً لـquot;بن لادنquot; والملا عمر. والمضحك أنها سذاجة أمريكية خالصة ونحن لا نطلب من أمريكا أن تفعل المستحيل وهي تثبت كل يوم فشلها الذريع في قراءة ثقافات الشعوب، بل صارت مطالبنا معها أن تفهم الفوارق في الصور الفوتوغرافية. لا يشبه زميل المكتب والجامعة، الدكتور حمد الدوسري، أحداً إلا نفسه: لحية كريمة نقية طاهرة، وتسامح والتزام وبشاشة وجه حتى في أحلك الظروف. اعتدال في الحق وصرامة في الخطأ ولست هنا بالذي يضعه في مكان ndash; الأنموذج ndash; لأن الكمال لم يكن يوماً طبيعة بشرية.
قصة الزميل العزيز مع سلطات المطار الأمريكي، حتى وإن لم تكن بالصورة التي تواترها الإعلام، تعكس شيئين: أولاً، شهادة برهان على الغباء الأمريكي حين يظن ضباط الهجرة أن الملا عمر سيأتي إليهم برجليه مسافراً على متن طائرة مغادرة من جدة وهو ndash; مكمل ndash; بكل التفاصيل من السحنة حتى أطراف اللحية وكم هم الآلاف الذين كانوا محل استجواب هذه السلطات في مثل هذه القصة السخيفة فكلنا نشبه هذا أو ذاك وخصوصاً عندما نقف على الشباك الأمريكي. وثانياً، أننا كلنا ضحايا الملا عمر وتنظيمه مثلما نحن ضحايا الغباء الأمريكي. لم يحاكم أحد صورة الإسلام ولم يضيق الخناق على المسلمين مثلما كان لفواجع القاعدة. وصاحبي مثل الآلاف الذين يضطرون للذهاب للغرب وهو هناك من أجل لقاء علمي لا من أجل نزهة. والذي حاصره في المطار الأمريكي إضافة للغباء الأمريكي، هو ذات الحصار الذي فرضه أباطرة الإرهاب باسم الإسلام على ملايين الأقليات المسلمة في أصقاع الأرض. هو ذات الفكر الطالباني الذي جعل المسلم شبهة في الشكل والمطار والقطار مثلما هي شعائر هذا الدين العظيم في الحجاب والنقاب ومثلما هو صوته المحاصر في المآذن وفي تصريحات بناء المساجد. وأخيراً وصل ذات الحصار لزميل في المكتب وحتى وإن قلت له مازحاً إنني قد قضيت معه كل هذه السنين دون أن أعرف أنني بجوار الملا محمد عمر. الملا، دون أن ندري يسير معنا في الظل، والظل دائماً هو الصورة المشوهة.