بغداد - حيدر الحاج

على تأكيد رئيس الوزراء العراقي السابق الدكتور ابراهيم الجعفري بارتباط علاقة بلاده مع الكويت بحقائق تاريخية وجغرافية لا يمكن التغاضي عنها، ثمن ما أسماه الدعم اللامحدود الذي تقدمه القيادة الكويتية وعلى رأسها سمو الامير الشيخ صباح الاحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد لبلاده، مبديا تفاؤله بتفهمهم لأوضاعه واستعدادهم لدعم الشعب العراقي، مقدما خريطة طريق لدفع العلاقات مع الكويت الى الامام اساسها laquo;صيانة الكويت من أي اعتداء واحترامها مثل بقية الدول الجوارraquo;، مذكرا بأن البلدين اكتويا بنارصدام حسين laquo;العراق اكتوى الديكتاتورية والكويت اكتوت بنار الاحتلالraquo;.
ورفض الجعفري في لقاء أجرته معه laquo;الرايraquo; في مكتبه داخل المنطقة الخضراء، تدخل دول الجوار في اختيار القيادة العراقية المقبلة لسببين، الأول لأنه يخل بحقوق الشعب العراقي، الثاني: ان القيادة المدعومة خارجيا ستعبرعن ارادة أجنبية وليس عن ارادة شعبية، وقال: laquo;نحن لسنا مع رؤوساء لا يعبرون عن ارادة العراقيينraquo;، مبديا أسفة الشديد لواقع العلاقات السياسية مع بعض دول الجوار حاليا، واصفا اياه بـ laquo;الواقع المتأزمraquo;، مؤكدا انه بحاجة الى تغيير .
وأكد الجعفري ان الادارة الأميركية السابقة تدخلت بشكل سلبي في أوضاع العراق، ووصلت الى مستوى التدخل والتصديع في سياسة العراق، رافضا التسليم بوجود دور ايراني فاعل في العراق وقال: laquo;أنا لا أفكر كثيرا بمسألة تدخل دولة ما في شؤوننا، بمقدار ما أفكر كيف أجعل العراق حصنا حصينا لا يسمح بتدخل الآخرينraquo; ... وهنا نص اللقاء:

bull; ما الآلية التي يمكن ان تتبعها الحكومة المقبلة لحل الملفات العالقة مع الكويت ؟
- أولا علاقتنا مع الكويت فيها مشتركات مع دول الجوار الجغرافي وخصوصيات أيضا، فأما المشتركات فهي دولة جوار وهذه حقيقة جغرافية، وتاريخ مشترك ومصالح مشتركة حيوية، وهناك مخاطر مشتركة وهذه حقائق أربع لا يمكن التغافل عنها وتتساوى فيها الكويت مع كافة دول الجوار، وبالنسبة للخصوصيات فان هناك خصوصيتين مهمتين تربطنا بالكويت الأولى هي الطبيعة المتشابهة للمجتمعين الكويتي والعراقي في الكثير من الجوانب وفتحت باب التصاهر بين الشعبين وهذا أمر جيد ويضيف رصيدا ممتازا ويجب المحافظة عليه، أما الخصوصية الأخرى فان الشعب العراقي اكتوى بنار الديكتاتورية والشعب الكويتي اكتوى بنار الاحتلال وكلاهما سببه شخص صدام حسين.
بناء على هذا فان استراتيجيتنا في العلاقة يجب ان تبنى على أساس هذه الحقائق، فالكويت كدولة يجب ان تصان من أي اعتداء، كما يجب ان تحترم مثلها مثل بقية الدول المجاورة ويجب ان نبرم العلاقات على هذا الأساس، فيما إذا كانت هناك مشاكل عالقة من النظام السابق يجب ان تحل في هذه الأجواء، ومن غير الصحيح ان نستبق ونطرح مثل هذه الأمور ونحن بعد لم ننشر المناخات السياسية الايجابية التي من شأنها ان تذيب هذه الحساسيات وتحقق نتائج باهرة، أنا لا أعتقد ان هناك شيئا عصيا على الحل اذا ما اختير حله في الوقت المناسب والعلاقات الجدية والبيئة السياسية التي من شأنها ان تحل كافة هذه الملفات.
bull; من خلال زياراتك المستمرة للكويت وعلاقاتك الطيبة مع قياداتها هل هناك مطالب معينة بحد ذاتها مطروحة من الجانب الكويتي من أجل حل الملفات العالقة ؟
- وجدت في القيادة الكويتية وعلى رأسها سمو الامير الشيخ صباح الاحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، وبقية المسؤولين تفهما جيدا بالنسبة للأوضاع في العراق وهناك حسن نوايا واستعداد لدعم الشعب العراقي والعملية السياسية القائمة في العراق، هذا لمسته شخصيا وصرح فيه أكثر من مسؤول كويتي بشكل مباشر وتم نشر ذلك في وسائل الاعلام كافة، لكن لم يتم طرح أي مطلب معين أو تحديد المواقف من هذا الملف أو ذاك وهذا يمكن مناقشته من يمثل كلا الدولتين وفي أجواء أفضل من هذه الأجواء القائمة حاليا، لهذا فان مناقشة الملفات العالقة يجب ان تمارس في ظل مناخات سياسية ملائمة ويكون التخاطب بين من يمثل كلا الدولتين.
bull; هل يمكن ان تسهم المشاريع والتسهيلات الاقتصادية والاستثمارية في معالجة الملفات العالقة ؟
- نعم وهو من أحسن الحلول، ولماذا لانفتح العراق أمام المستثمرين الكويتيين مثلما نفتح السوق العراقية على المستثمرين الأجانب، لذا يجب مراعاة تفضيل المستثمرين الكويتيين على غيرهم من المستثمرين ممن يتقدموا على المشاريع المختلفة في العراق.
bull; كيف تُقَََيمون علاقة العراق بدول الجوار العربية وغير العربية؟
- ليست جيدة، وأخذت حالة صعود ونزول وتختلف من سنة الى أخرى، ومنذ الشهر الأول الذي تصديت فيه لقيادة مجلس الحكم الانتقالي عملت على مد العلاقة معهم وخلال سبعة أيام من فترة الشهر الذي ترأست فيه المجلس لايصال رسالتي في هذا الاطار، وان تأخر العرب لكنهم كانوا يتجاوبون بشكل جيد، وكررت الطموح هذا في عام 2005 خلال ترأسي الحكومة الانتقالية واستطعنا ان نجعل العراق على علاقة جيدة ليس فقط مع الدول العربية بل مع ايران وكذلك مع تركيا والى أبعد من الحوض الجغرافي.
للأسف الشديد واقع العلاقات السياسية مع بعض هذه الدول حاليا، واقع متأزم لأسباب متعددة وهو بحاجة الى نظرية في العلاقات السياسية ومهندسين ومنظرين وتحتاج الى تحشيد عوامل تغيير هذه العلاقة سواء كانت مرتبطة بالجانب السياسي او الاقتصادي او حتى الأمني، وعلينا الا نفكر في حل هذه الأزمة من خلال اغماضها لتتحول المشكلة الى أزمة والأزمة الى كارثة، وكنا قد أدخلنا هذه المشاكل في معامل الحل وقدمنا الحلول والنظريات المناسبة بقدر مفاصل ومؤسسات الدولة لكي نصنع منعطفا في العلاقات السياسية مع جميع الدول.
bull; هل التدخلات الأميركية في الشأن العراقي سلبية على مدى السنوات الماضية ؟
- الادارة الأميركية السابقة تدخلت بشكل سلبي وكانت تصل لمستوى التدخل والتصديع في سياسة العراق، وهذا مشخص من قبل بعض الأطراف الأميركية كانوا يشيرون الى ذلك بشكل واضح وصريح، ما أدى الى عزل تلك الارادة عن وجدان الأمة الأميركية برمتها وكذلك الحال مع الأمة البريطانية والادارة البريطانية السابقة، أما الادارة الحالية فبعدها لم تطمئن العراقيين بأنها حسنت سياساتها واتعظت من أخطاء السابقة، ونحن نأمل ان تستفيد من أخطاء سابقاتها حتى تجعل الشعب العراقي يطمئن لقرب العلاقة والمصالح بيننا وبينهم.
bull; كيف ترى الدور الايراني في العراق ؟
- مثلما يقال عن ايران فانه يقال عن الأتراك والسعوديين والأردن وسورية وكثير من الدول، أنا لا أفكر كثيرا بمسألة تدخل هذه الدول، بمقدار ما أفكر كيف أجعل العراق حصنا حصينا لا يسمح بتدخل الآخرين، عندما تكبر العملية السياسية والنظام السياسي ويرتفع الوعي السياسي فان أسئلة العراقيين ستختلف عن كل المحاولات مع الدول الأجنبية سواء كانت على مستوى عالمي أو أقليمي .
bull; هل تلعب دول الجوار دورا في تنصيب أو تسمية رئيس الوزراء؟
- عندما تتمنى لانعدم عليها هذا التمني، وعندما تتجاوز التمني الى الدعم الاعلاني لا نعدم عليها هذا الحق، اما ان تتدخل في مسار وحيثيات الأمور في الداخل العراقي لتصل الى ما تريده هذا ما نرفضه رفضا قاطعا لسببين، الأول لأنه يخل بحقوق الشعب العراقي، ثانيا سيكون الوليد بالتصدي ليس معبرا عن الشعب وانما عن ارادة أجنبية، ونحن لسنا مع رؤوساء لا يعبرون عن ارادة العراقيين.