أحمد الصراف
مقدمة: يتراوح عدد الشيعة في العالم ما بين 170 مليونا و200 مليون، ويقطن ثلثاهم في إيران والعراق وأذربيجان. وينقسم الشيعة عقائديا الى أربع فرق: اثني عشرية ويشكلون %85 من الشيعة، إسماعيلية، زيدية، وربما علوية. أما من الناحية الفقهية فهم فرقتان فقط، اثني عشرية (جعفرية) وزيدية، وتنتمي قبائل الحوثيين للأخيرة ويعتبرون أقرب للشوافع منهم للشيعة، والشوافع هم الأقرب للشيعة بين أتباع المذاهب السنية الأربعة. وبالرغم من غلبة المذهب الشيعي في إيران، فإن تشيعها بدأ فقط عام 1501مع بداية الدولة الصفوية. إضافة لإيران يشكل الشيعة الأغلبية في أذربيجان والعراق والبحرين. كما يوجدون بنسب كبيرة في: باكستان، تركيا، اليمن، الكويت، لبنان، ألبانيا، وأفغانستان. ويتميز الملتزمون من أتباع المذهب الشيعي الاثني عشري باتباعهم نظام المرجعية، أو المقلد، أي أن يتبع الفرد مرجعا، أو شخصية دينية ذات مرتبة دينية عالية، وينصاع لفتاواه وإرشاداته، وغالبا ما يدفع نسبة الخمس من أرباحه له. أما بقية فرق الشيعة فلا يدفعون الخمس عادة، ولهم قائد ديني ودنيوي واحد متفق عليه بينهم.
* * *
لا يخلو المذهب الشيعي، كغيره من المذاهب الإسلامية الأخرى، من البدع والخرافات والعادات التي لا يعرف لها أي أصل أو معنى. وعلى الرغم من محاولات الكثير من كبار قادة المذهب، الذين لا يتسع المجال لذكر أقوالهم، تخليصه من هذه البدع والشوائب والخرافات، فإن جميع محاولاتهم للحد من هذه الغلواء، وخاصة ما يحدث في مناسبات العزاء من لطم وتطبير وجلد للظهور بالسلاسل، بالرغم من جديتها، باءت جميعها بالفشل ولم تُجد. يوما في تخفيف الغلو والتطرف لا بل لوحظ في السنوات الأخيرة أنها أصبحت أكثر حدة، مع زيادة تطرف الأطراف الأخرى المعادية لهم. ويعود سبب ذلك الى أمرين: تحول ممارسة الشعائر الى مؤسسة كبيرة يتعيش من ورائها عشرات آلاف المقرئين والمزورين ومتعهدي المناسبات الكبيرة وأصحاب المصالح الأخرى اللصيقة بها في كل مدينة، مما يجعل التخلص من بعض المناسبات، أو حتى التخفيف منها أمرا غاية في الصعوبة، ويتعرض الداعي لها أحيانا لاتهامات شديدة ليس أقلها التآمر على تراث المذهب. أما السبب الثاني فيتعلق باستشراء داء الجهل والأمية بين غالبية العامة، وهم الوقود الدائم لأي مناسبة دينية، وهذا ما دفع أخيرا آية الله العظمى ناصر مكارم الشيرازي، من قم، للتحذير من اتساع نطاق الخرافات المنتشرة بين العوام، وعدم وجود نص ديني يؤيدها. وقال إن حجمها سيتمدد بمرور الزمن فيسيء الى المذهب ويلقي بظلاله على الدين.
فهل هناك من يود أن يفهم مدى التأثير السلبي المدمر لمثل هذا النوع من التطرف الديني في شعوب الدول التي ورد ذكرها في المقدمة؟! أشك في ذلك، فطريق النوايا الطيبة ليس مفروشا دائما بالورد!
التعليقات