سمر المقرن
كانت الزيارة التاريخية لصاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند للسعودية زيارة سعيدة غير متوقعة، فقد فوجئنا كمتابعين بتلك الزيارة التي مرت فيها هذه (المرأة الرائدة) بجامعتي الملك سعود وجامعة عفت، حيث التقت ببحر من تلميذاتنا المعجبات بشخصية الشيخة موزة وبإنجازاتها المتعددة في مجالات مختلفة، سعدت كثيراً بتلك المفاجأة لأسباب عدة، منها أنها كانت مفاجأة والحدث السعيد المفاجئ أفضل من الحدث الذي تتوقعه بكثير خصوصاً عندما تأتي من أناس نحبهم، وهذه اللفتة الجميلة تسكت كل من يحاول أن يدس السم في العسل ليتحدث عن العلاقات السعودية ndash; القطرية، فالبلدان الشقيقان لهما علاقات تاريخية عميقة، ولن تزداد عبر السنين إلا عمقاً ولن تزيد المحبة إلا محبة، كذلك سعدت بتلك الصورة الفوتوغرافية التي تغني عن مائة مقال وعن كتب متعددة وهي للشيخة موزة محاطة بعشرات من طالبات جامعة عفت وتعابير الفرح الصادق تبدو على وجوه الجميع، فهي فرصة لتلك الطالبات أن يلتقين بالمرأة القدوة والنموذج الجميل للمرأة العربية الأصيلة، التي تجمع بين اعتزازها بهويتها العربية الإسلامية وبين النظر إلى المستقبل والإنجاز وإلى تعليم الفتاة التعليم العالي وإتاحة الفرصة للجميع، وفتح سوق العمل أمام المرأة والتعزيز من طموحاتها السياسية والحقوقية.
اللقاء بهذا الأنموذج الناجح الحي للبطلة المتمثل في شخصية الشيخة موزة سيكون له عميق الأثر في نفوس تلك الفتيات بلا أدنى شك، وستبقى هذه الزيارة التاريخية عالقة في ذاكرتهن للأبد، وبالتأكيد ستكون مصدر إلهام لهن في تحقيق النجاح الذي يصبون إليه، وسينعكس هذا على وضع المرأة السعودية وتطورها المنشود.
محبة الشيخة موزة في قلب المرأة العربية لم تأتِ من فراغ، فنحن نراها في كل يوم داعية لمشروع جديد يتعلق بالتعليم أو الحقوق الأساسية للمرأة، وما رئاستها لمجلس إدارة المؤسسة العربية الديمقراطية إلا إنجازاً من إنجازاتها انطلقت منه لتحقيق الكثير من المشاريع الهادفة التي تدور في فلك (المرأة + التعليم) وهذا الموضوعان هما موضوعان كبيران في منطقتنا، ولا نشك أن من يتصدى لهاتين القضيتين فلا شك أنه سيبذل جهوداً جبارة وسيواجه صعوبات جمة، لكن الشيخة موزة بحجم هذا التحدي وهذه المسؤولية الكبيرة التي اختارت التصدي لها، وما ذلك إلا لسمو غايتها ولنبلها الشخصي.
قرأت العديد مما كتبته الشيخة موزة؛ لأنها من القيادات النسائية التي تعجبني شخصيا، وأستمتع بمتابعتها، فرأيتها تصر -وبثقة كبيرة- على أن كل مشاكلنا ابتداء من الإرهاب وانتهاء بالتسامح والتعاون بين الحضارات والعيش السلمي بين الثقافات مصدره واحد إلا وهو (التعليم)، وأنا أتفق تماماً معها على هذه القضية، ولا بد أن نزيد من هذا الإصرار والتشديد على نقطة التعليم وأهميته في حل معظم مشاكلنا.
أم جاسم لقد كانت زيارتك مبهجة لقلوبنا فأكثري من الزيارات.
التعليقات