عبدالزهرة الركابي


نوري المالكي رئيس الحكومة في المنطقة الخضراء في بغداد، والذي حل تكتله (دولة القانون) في المرتبة الثانية في الانتخابات الاخيرة، بات يواجه موقفا صعبا وحرجا بالنسبة إلى احتفاظه بما كان يسمى به، وهو من هذا الواقع لم يعد يتمتع بوضع مريح، مثلما كانت عليه الحال قبل اعلان النتائج، لا سيما وانه يعيش في دوامة الانتظار لما سيسفر عن لقاءاته مع اقطاب الائتلاف الوطني (الشيعي) من خلال جماعتي الحكيم والصدر، والاخير لم ينس عدم وفاء المالكي او نكرانه للجميل، على اثر توجيه ضربات قاصمة لميليشياته المسلحة (جيش المهدي) التي عاثت في البلاد تسلطا واجراما.
وفي هذا السياق اعلن عمار الحكيم زعيم المجلس الاسلامي الاعلى، فشل جهود دمج الائتلاف الوطني، وائتلاف دولة القانون، بعدما جزم بان جهودا كبيرة بذلت من اجل ان يكون الائتلافان ضمن خيمة واحدة، غير ان هناك اعتبارات معينة حالت دون ذلك وفق تعبيره.
وهذا يعني ان الائتلاف الشيعي حسم موقفه بعدم الموافقة على عودة المالكي الى منصب رئيس الحكومة، وقد يكون هذا الموقف حاسما في تخلي المالكي عن الترشح لمصلحة عضو كتلته جعفر محمد باقر الصدر الذي بدأت اسهمه في الترشيحات ترتفع، ليكون حلا وسطا بالنسبة إلى الجماعات الشيعية المشاركة في العملية السياسية تحت ظل الاحتلال.
واما حظوظ اياد علاوي للظفر بمنصب رئيس الوزراء، فانها تحتاج الى معجزة، وهذه المعجزة تتمثل بالتحالف مع الاكراد والكتل الصغيرة، وعلى الاقل ايضا يحتاج علاوي الى نصف اصوات الائتلاف الوطني او الى كتلة كبيرة منه، وعلى سبيل المثال لا الحصر الكتلة الصدرية او المجلس الاسلامي الاعلى، وهو احتمال مستبعد، لكن علاوي ربما يحصل على بعض الوزارات السيادية والمهمة.
في حين ينتظر الاكراد بروية لمشهد ما بعد الانتخابات، بغرض رفع سقف مطالبهم عاليا، وهم في كل الاحوال سيحصلون في نهاية المطاف على ما يبتغونه من خلال المساومات والصفقات والمناورات، في وقت طغت ملامح الخيبة على اوساط الائتلاف الوطني (الشيعي) عندما حل في المرتبة الثالثة بسبعين مقعدا، وسيجد عزاءه في ابعاد المالكي عن رئاسة الحكومة.
وعلى كل حال، ان المالكي اذا ما اخفق في العودة الى كرسي المنصب الاول، سيكون الوقع ثقيلا عليه، بل وعلى مستقبله في زعامة حزب الدعوة، حيث ان هناك كثيرين من المتربصين به داخل حزبه، ما زالوا يعتقدون انهم اولى منه بهذه الزعامة.
المالكي لم يفق من حلم صعوده، وهذا الحلم على وشك المغادرة!