غياب المعارضة وصمت 'التحالف'..

الجزائر ـكمال زايت

مرت يوم أمس ( الجمعة) الذكرى الأولى لإعادة انتخاب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية ثالثة، وقد تضاربت آراء الصحف بشأن تقييم السنة الأولى من الولاية الثالثة، فبينما اعتبرت بعضها أنها كانت سنة 'اللاقرارات' و'الجمود'، رأت أخرى أنها كانت 'سنة الإنجازات والتحديات'، وهذا في ظل غياب النخبة السياسية عن عملية التقييم هذه.
أصبح تقييم كل سنة من حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سنة لدى الصحف باختلاف توجهاتها، ومع ذلك فإن السنة الأولى من حكم أي رئيس سواء كان ذلك في ولايته الأولى أو الثانية تظل الأهم، لأنها ترسم معالم سياسته خلال فترة حكمه، لذلك وضعت بعض الصحف كامل تركيزها على السنة الأولى من الولاية الثالثة للرئيس بوتفليقة، الذي أعيد انتخابه للمرة الثالثة في 9 نيسان/ابريل 2009.
رأت جريدة 'ليبرتيه' (خاصة بالفرنسية) أن السنة الماضية كانت سنة 'اللاقرارات'، مشيرة إلى أنه إذا قارناها بالسنوات العشر الماضية، نجدها مرت مرور الكرام فلا يوجد خطاب قوي مثلما جرت العادة، ولا قرارات حاسمة، ولا توجيهات محددة.
واعتبرت أن السنة الماضية كانت 'صعبة على المستوى الشخصي' بالنسبة للرئيس، موضحة أنه مباشرة بعد إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية التي جرت قيل أنه سافر للعلاج في سويسرا، وهو أمر غير مؤكد ـ تضيف الصحيفة - لأن هناك رأياً آخر يقول أن سفرياته إلى سويسرا كانت بغرض الاطمئنان على الحالة الصحية لشقيقه مصطفى.
وأضافت الصحيفة أن السنة ميزها غياب الرئيس بوتفليقة عن الساحة السياسية، فقد قلت نشاطاته بشكل لافت للنظر، وتساءلت إن كان ذلك ناتجاً عن ملل أصاب الرئيس، وعدم رغبة في مواصلة العمل، أم أن لذلك خلفيات أخرى، كما استغربت صمت الرئيس تجاه قضايا الفساد التي تفجرت، إضافة إلى انفجار حركات احتجاجية وإضرابات في عدة قطاعات.
ورغم أن 'ليبرتيه' استبعدت أن يخرج الرئيس عن صمته بمناسبة مرور السنة الأولى منذ إعادة انتخابه، إلا أنها أكدت على أن أنصاره يأملون ذلك، وأن الشعب يريد أن يؤمن بولاية ثالثة لتحقيق ما لم يتحقق في الولايتين السابقتين.
أما صحيفة 'الوطن' (خاصة صادرة بالفرنسية) فقد اختارت عنوان 'الدولة الجامدة' ورسمت صورة أكثر قتامة للوضع، مؤكدة على أن الحياة السياسية مشلولة، وأن الحريات الديمقراطية غير محترمة، وأن الوضع الاقتصادي يتميز بتغلغل الفساد واستشرائه، مشيرة إلى أن مشاريع الرئيس تأثرت بتجاوزات وقعت فيها، وأن عدداً من الوزراء متهمون بالضلوع في قضايا فساد.
وتحدثت الصحيفة أيضا عن الحركات الاحتجاجية التي شهدتها عدة مناطق في الوطن، والتي اعتبرتها تعبيرا عن حالة احتقان يعيشها المجتمع الجزائري.
من جهتها اختارت صحيفة 'المساء' (حكومية) عنوان ' السنة الأولى من الولاية الثالثة.. إنجازات وتحديات'، معتبرة أن السنة الماضية كانت مليئة بالإنجازات، وأن تأهل المنتخب الجزائري لكرة القدم إلى المونديال بعد غياب دام 24 عاما هو الحدث الأبرز.
وذكرت أن الرئيس بوتفليقة تابع شخصيا مسيرة 'الخضر' وسخر جميع الإمكانيات المادية لذلك، مذكرة بما أضحى يعرف 'ملحمة أم درمان'، وذلك بعد أن أمر الرئيس بتسهيل نقل آلاف الأنصار إلى السودان من أجل مناصرة 'الخضر' في مباراتهم الفاصلة أمام الفراعنة، والتي فتحت أمامهم باب التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا.
واعتبرت أن مواصلة مشروع المصالحة الوطنية يظل إنجازا كبيرا، خاصة وأن الرئيس أصر على إبقاء باب التوبة مفتوحا للإرهابيين الراغبين في العودة إلى جادة الصواب، مؤكدة أن نجاح المصالحة يتجلى في استمرار أجهزة الأمن في مكافحة الإرهاب، على اعتبار أن الحل السياسي يجب أن يكون دائما مرفقا بمعالجة أمنية.
وأشادت الصحيفة بالجهود المبذولة في المجال الاقتصادي والاجتماعي، مذكرة بالإجراءات التي تم اتخاذها في مجال السكن، في إطار الاستراتيجية الموضوعة للقضاء على السكنات العشوائية، وكذا الزيادات المقررة في الأجر الأدنى المضمون للأجراء.
من جهتها بقيت الأحزاب بعيدة عن هذا النقاش، فلا أحزاب التحالف الرئاسي التي تدعم الرئيس بوتفليقة نظمت نشاطات وندوات من أجل تقديم حصيلة السنة الأولى من الولاية الثالثة، ولا أحزاب المعارضة قدمت الحصيلة كما تراها ومقارنة ذلك مع الوعود التي تم إطلاقها عشية الانتخابات الرئاسية الأخيرة.