القاهرة - فايزة هنداوي


عرفها الناس طفلة من خلال برامج الأطفال وأحبّوها في المسلسلات، شقت طريقها الى السينما عبر فيلم {ليلة في القمر} مع المخرج خيري بشارة، ثم غابت ثلاث سنوات لتعود بفيلم {قاطع شحن} للمخرج سيد عيسوي. إنها الممثلة الشابة ياسمين الجيلاني. التقيناها لمعرفة أحدث تجاربها وسبب غيابها عن الساحة الفنية.

بعد حصولك على دور البطولة في فيلم {ليلة في القمر} للمخرج خيري بشارة، لماذا ابتعدت عن السينما؟

لا يمكنني تقديم أدوار لمجرد كوني موجودة في السينما، بل لا بد من وجود دور مختلف وقوي. كذلك واجهتني مشكلة عائلية وخلال تلك الفترة لم تُعرض عليّ أفلام أعجبتني سوى {أوقات فراغ}، لكني اضطرت للاعتذار عنه بسبب انشغالي بتصوير مسلسل {قلب حبيبة}.

لكنّك تأخّرت كثيراً عن بنات جيلك اللواتي حقّقن نجومية واسعة.

أصعد سلّم النجومية بخطى متوازنة ومتصاعدة تمكّنني من اكتساب خبرات، وأنا راضية بما وصلت إليه لأنني حظيت بمكانة في قلوب الناس تحتّم عليّ الحفاظ عليها.

شاركت في فيلم {قاطع شحن} على رغم أن الدور لم يكن مؤثراً ومختلفاً عن أدوارك في التلفزيون.

أعجبني الفيلم لأنه متنوّع ويحتوي في الوقت نفسه على الكوميديا والرومنسية والإثارة والغناء. كذلك يناقش مشاكل الشباب وطاقاتهم المعطلة. كان دوري فيه مؤثراً بالأحداث وتضمّن خطوطاً رومنسية وإنسانية كثيرة إلا أنها اختُصرت في المونتاج.

هل ضايقك هذا الأمر كونه أثّر على مساحة الدور؟

كلا، لأن هذا الأمر من حق المخرج ويعود الى وجهة نظره، وأنا أهتم بالكيف وليس بالكم.

ما الفرق بين العمل مع مخرج كبير مثل خيري بشارة والعمل مع المخرج الشاب سيد عيسوي؟

كان العمل ممتعاً مع كل منهما، فسيد عيسوي مخرج متميز ونحن أصدقاء، لذلك كانت أجواء العمل جميلة ومريحة، إلا أن خيري بشارة يملك خبرات كثيرة أفادتني في العمل، وتعلمت منه الكثير خصوصاً أنه يحب الممثلين ويحرص على أن يقدّموا أفضل ما لديهم.

علمنا أنك ترفضين أدوار الإغراء، ألا تخشين من تأثير ذلك على مسيرتك الفنية؟

أرفض كل ما يتعارض مع أخلاقي وديني، فأنا لا أسعى إلى الشهرة و{مش محتاجه فلوس} من الفن، لذلك لا أتنازل ولا أقدّم سوى ما أحبه، فالممثل قدوة ومسؤول عن جيل كامل يتأثر به ويسعى الى تقليده.السبيل الوحيد إلى الإغراء ليس العري والابتذال، بل قد يكون بالنظرة أو بطبقة الصوت أو بالإيحاء مثلما كانت تفعل هند رستم أو شادية.

لكن بعض السينمائيين يقول إن ذلك هو ما يريده الجمهور؟

غير صحيح، فالسينمائيون هم من أفسدوا ذوق المشاهد بما يقدمونه من ابتذال رخيص يتعارض مع قيم المجتمع.

ألا ترين أن وجودك في التلفزيون أبعدك عن السينما حيث {يُحرق النجوم} كما يقال؟

هذه المقولة غير صحيحة فالفن فن في أي مجال والأهم هو ماذا أقدّم سواء من خلال السينما أو التلفزيون، والدليل أن كثيراً من نجوم السينما اتجهوا الى التلفزيون رغم أنهم كانوا يردّدون هذه المقولات.

أيهما أصعب: العمل في السينما أم التلفزيون؟

العمل التلفزيوني أصعب فهو يمتد الى أشهر، بعكس الأفلام السينمائية التي يمكن إنجازها في أسابيع قليلة.

ما رأيك في السينما المصرية في السنوات الأخيرة؟

بدأت السينما تنتعش وأصبحت تقدم مواضيع مختلفة ومتنوعة بعكس السنوات الماضية.

ماذا عن تأثير الأزمة المالية العالميّة عليها؟

برأيي، لم تتأثر مصر بالأزمة المالية، لكن المنتجين اتفقوا في ما بينهم وافتعلوا أزمة للحدّ من أجور النجوم العالية.

بمن تأثرت من النجمات في تاريخ السينما المصرية؟

أحاول ألا أتأثر بأي ممثلة كي لا أقلدها، وإن كنت أعشق شادية وفاتن حمامة وسعاد حسني ونجلاء فتحي وميرفت أمين.

من هم أصدقاؤك في الوسط الفني؟

أعشق أصدقائي من الأجيال القديمة أمثال سهير البابلي وميرفت أمين التي تبعث إليّ برسائل بين الحين والآخر، وهذا ما لا يحدث مع زملاء من جيلي.

ما الفرق بين الجيلين القديم والحديث؟

للأسف، تفتقد الأجيال الحديثة التصالح مع النفس، بل تعاني {خواءً نفسياً وفكرياً}، بعكس الأجيال القديمة التي خرّجت نجوماً بحق في التمثيل والثقافة والفكر، وكانوا يحبون الفن للفن وليس من أجل المال أو الشهرة كما يحدث الآن.

ما هي آخر أعمالك؟

بدأت بتصوير مسلسل {أحلام سكر} مع أحمد عيد وحنان مطاوع ولطفي لبيب ورجاء الجداوي، إخراج أحمد البدري.

ماذا عن السينما؟

أحضّر لتصوير فيلم لم يُستقر على اسمه بعد، يشاركني بطولته كلّ من درة ومحمد الخلعي، وهو من إخراج سعيد حشاد، أقدّم فيه دوراً مختلفاً تماماً وسيكون مفاجأة لأنه من نوعية سينما الرعب، وفيه تقنية عالية واستخدام للغرافيك.