أسماء المحمد

أونحن نتابع ملامح المشهد الديمقراطي في السودان تشهد العاصمة الرياض توافد الجالية السودانية على أربعة مراكز اقتراع تقدم إليها 28 ألف سوداني بعد تسجيل نحو 68 ألفا يقيمون في السعودية في البطاقات الانتخابية.
وعلى مستوى نساء السودان قطعت المرأة شوطا كبيرا في الممارسة السياسية ويوجد عدد من النساء يترأسن أحزابا سياسية بموجب ذلك لهن الحق في الترشح لرئاسة الجمهورية، وهو حق كفله الدستور السوداني والقانون، خاصة والمرأة تحتل ما لا يقل عن (52 في المائة) من المقاعد التشريعية وعدد وزيرات السودان 7 من أصل ستين وزيرا، ما يوحي بحجم الحضور والوعي السياسي.
أتابع ملف المرأة العربية السياسي وكيف تتقدم وبماذا وكيف تدفع من واقع مبادرتها بتمكين النساء السياسي للأمام، أقف إجلالا وتقديرا للمرشحة لرئاسة السودان لأول انتخابات سودانية تعددية، فاطمة عبد المحمود (66 عاما) أستاذة الطب والصحة العامة وأول وزيرة للصحة في عام 1973م وهي الأولى في مبادرة الترشح لرئاسة السودان وتعلم أنها لن تفوز وقررت تمهيد الطريق أمام النساء.
يشهد للسودانيات في شكل عام بأنهن من أشرس نساء العرب وإفريقيا في مسألة حقوق المرأة وتمكينها والاستراتيجية القومية (السودانية) لتمكين المرأة أحدثت طفرة ونصت على تبني السياسات والتشريعات التي تساعد على مشاركة المرأة في القطاعات التنموية وتحسين أوضاعها وتفعيل التشريعات التي تصون حقوقها وحمايتها من الانتهاك وتعزيز مشاركتها في مواقع اتخاذ القرار.
ليس أمام فاطمة فرصة للفوز في الانتخابات، ولكنها أول امرأة تترشح للرئاسة في تاريخ السودان، واصلت حملتها في الخرطوم آملة في تمهيد الطريق أمام الأجيال ويطالب حزب الاتحاد الديمقراطي الاشتراكي الذي تتزعمه، بحقوق متساوية للنساء في أكبر بلد أفريقي، وكنت أتمنى لو أنها ترشحت مستقلة لكانت حظوظها بعيدا عن الحزب أكبر ولعلها تتدارك ذلك في دورات لاحقة أو تدعم هذه الخطوة مستقبلا للسيدات المتطلعات إلى مناصب سياسية لاحقا في تجارب أخرى.
اعتمدت فاطمة على أموالها الخاصة وبعض الهبات من أعضاء حزبها الصغير لتمويل حملتها الانتخابية التي جابت خلالها بعض أنحاء بلادها، ليس مهما أن تفوز فاطمة، المهم أن مبادرتها توحي للمرأة بأن المستقبل يحتاج مبادرات الحاضر ولولا الصمود وطول الأمل لما دخلت الكويتيات البرلمان .. بالتالي وعي العبد المحمود لأهمية المبادرة وحالة النضج والاعتراف بضعف البدايات لم يعن التساهل في حق الترشح، نتمنى لنساء السودان الضغط أكثر للوصول إلى الصفوف الأمامية ونحلم للشعب السوداني أن يتخطى أزماته ويعي أنها بدون شراكة المرأة والرجل ستستمر مزمنة.