واشنطن

نشرت صحيفة واشنطن بوست افتتاحية استهلتها بقولها إن الرئيس السوري بشار الأسد أثبت أنه مصدر حرج لإدارة أوباما. فقد أرسلت وزارة الخارجية عدة مبعوثين إلى دمشق ـــ ضمن سياسة الرئيس أوباما للتعامل مع سوريا ـــ لإجراء محادثات مع الرئيس الاسد. كما قامت بترشيح سفير جديد، وأعربت مراراً عن أملها في تحسن العلاقات تدريجياً.
وتوضح الافتتاحية أن استجابة الرئيس السوري حتى الآن كانت بعقد اجتماع قمة مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والذي سخر فيه علانية من المبادرة الدبلوماسية الأميركية. كما قام سراً بتصعيد النقل غير القانوني لأسلحة إلى قوات حزب الله في لبنان.
وتضيف الافتتاحية أن إسرائيل اتهمت سوريا اخيراً بتقديم صواريخ سكود إلى حزب الله، والتي ستجعل في مقدوره مهاجمة أي مدينة إسرائيلية كبرى. وتشير الافتتاحية ــ نقلاً عن وزارة الخارجية ـــ إلى أنه إذا تم نقل هذه الصواريخ حقاً، فسيشكل ذلك laquo;خطراً على أمن إسرائيل وسيادة لبنانraquo;. ومن ثم وجدت الإدارة الأميركية نفسها في موقف حرج بين الدفاع عن سياسة التعامل مع سوريا وترشيح سفير إليها، وبين تهديد دمشق بالعمل العسكري.
ثم تستشهد الافتتاحية بقول جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية، أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إنه laquo;إذا ثبتت صحة تلك التقارير، فسنضطر إلى مراجعة جميع الخيارات المتاحة لدينا لدفع سوريا إلى التراجع عما يبدو عملاً استفزازياًraquo;.
من ناحية أخرى، ألمح بعض المسؤولين الأميركيين إلى أنه ربما لم تصل صواريخ سكود إلى حزب الله بعد، وفي هذه الحالة تصبح التهديدات الأميركية وقائية. فالمؤكد بالفعل هو أن سوريا قامت بتسهيل مرور آلاف الأسلحة والصورايخ إلى حزب الله منذ عام 2006، في انتهاك صارخ لقرار الأمم المتحدة الذي أنهى الحرب ذلك العام بين حزب الله وإسرائيل. وهنا تطرح الصحيفة السؤال عن الداعي الى الاستمرار في سياسة التعامل مع سوريا، لاسيما أن الرئيس الأسد laquo;يتخذ قرارات قد تؤدي بالمنطقة إلى الحرب. فهو ينصت إلى أحمدي نجاد وإلى حسن نصر الله. وينبغي عليه أن ينصت إلينا أيضاًraquo;، حسب تعليق فيلتمان.
ثم تختتم الصحيفة الافتتاحية بقولها إنها لا تتفق مع الجمهوريين الذين يرون في إرسال سفير إلى دمشق مكافأة على السلوك السيئ. كما أنه لا تزال هناك طرق تواصل عدة، بينها استدعاء السفير السوري في واشنطن إلى وزارة الخارجية للرد على ادعاءات نقل الصورايخ إلى حزب الله. غير أن ما ينقص هذا التقارب هو خطوات الإدارة الملموسة لدمج التقارب مع الضغط، مثل فرض مزيد من العقوبات على المسؤولين والشركات السورية. فالمشكلة ليست في أن الرئيس الأسد لم يفهم الرسالة، وإنما أنه لا يرى داعياً للإنصات إليها.