حسن علي كرم

يبدو أن هؤلاء (القوم) الذين يطرحون الكويت في سوق المزايدة والبيع لأقل الأسعار من المؤكد انهم يتعاملون مع الكويت كما يتعاملون مع اشيائهم القديمة المستهلكة التي اذا انتفى الانتفاع منه رموها خارج اسوار منازلهم أو باعوها بأبخس الأسعار، ولعمري ان هؤلاء لو عرفوا القيمة الكامنة للكويت لتشبثوا بها تشبث الأم برضيعها.
قيمة أو أهمية البلدان لا تقاس بالحجم. وانما تقاس بالأهمية الاستراتيجية وبالموقع الاستراتيجي الخطير ولو كان للكويت موقع هامشي مهمل لكانت في خبر كان ولكانت اثراً بعد عين لكن الله قيض لهذه البقعة المباركة المحروسية ان تبقى وان تظل صامدة وقوية قاهرة للأعداء والطامعين على مدى تاريخها والى الأبد ان شاء الله.
من يستهين بالكويت لا يستهين بها وانما يستهين بنفسه لانه يجهل سر هذه الارض وسر قوتها وبركتها.
لقد نشأت هذه الكويت لكي تبقى وحدة وكيانا ونظاماً وغير ذلك هو ضرب من الجهل وقصور في العقل وحجاب حاجز مضروب على عيونهم.
ان الكويت ليست قطعة اثاث حتى تنقل من مكانها وضمها الى مكان آخر. والداعون إلى ضم الكويت الى كيانات اكبر يعبرون عن جهل وضرب في عقولهم..!!
اقرؤوا التاريخ جيدا.. كيف صمدت الكويت أمام الاطماع والطامعين. واقرؤوا التاريخ جيدا لماذا صمدت الكويت ولماذا انهزم الطامعون وانكسرت رماح مطامعهم على اسوارها..؟!
الكويت لا تقبل القسمة. ولن تكون الا رقما صحيحا. والكويت ليست انهزامية حتى تختبئ في جلباب الآخرين والوحدة لا تأتي بالضم ولا بالقهر ولا لأسباب عابرة أو مبررات واهية.
والمتباكون على امن الكويت والخائفون على مستقبلها هذا اذا كانوا حقا يخافون على أمنها وعلى مستقبلها عليهم ان يدعوا الى تأصيل الوحدة الوطنية والى تذويب النعرات والحزازات وكل ما يهدد او يفتت الامن الوطني والسلام الاجتماعي.
لا تجروا الكويت الى المجهول لئلا نبكي غدا على اللبن المسكوب والجرة المكسورة..!!
لا تجروا الكويت الى المجهول، وخذوا عبرا من المشاريع الوحدوية العروبية الفاشلة، واخرها وحدة اليمنين الآخذة في التصدع والانهيار القريب.
ان امن الكويت لا يتحقق بالضم والانصهار في كيان اكبر حتى وان كان اخا وشقيقا، فللدول كيانات وللدول مصالح وتغليب مصالح الغير على مصالح الكويت هو افراط وغباء وجهل مركب من لدن الداعين ا و المطالبين به.
ان قوة الكويت تكمن في ضعفها وان قوة الكويت تكمن في موقعها الاستراتيجي، والا خوف على الكويت لان موقعها ضمن لها البقاء، وان الخطر على الكويت يكمن من الداخل وقد ادرك الاعداء والطامعون تلك الحقيقة، فسعوا الى ضرب الوحدة الوطنية وبث الفوضى والاشاعات والدعايات الكاذبة والى اثارة الفتن والشكوك بين طوائف المجتمع ومن المؤسف ان هناك منا من تأثر بتلك الدعايات وقد صدقها غير مدرك خطورتها على الكويت وامنها الوطني.
ان أي مشروع وحدوي يطول الكويت هو نهاية ابدية وان أي مشروع وحدوي هو مؤامرة خبيثة على الكويت.

وان ما يجمع الخليج هو مجلس للتعاون لا مجلس للوحدة أو مجلس للاتحاد، وان أي مشروع وحدوي لبلدان الخليج هو اعلان عن موت محقق لهذا المجلس العتيد..
اتركوا الكويت تهنأ بأمنها وأمانها ولا تبثوا الدعايات الكاذبة والخوف المصطنع، فلا شيء يضعف الكويت ويهدد امنها الا تلك الدعايات الكاذبة والاشاعات المضللة..
لا تهديد للكويت لا من الشرق عبر مياه الخليج ولا من الشمال عبر اليابسة، انما التهديد ينبعث من الداخل، اغلقوا منابع الفتن، الفتنة الخبيثة، تعيش الكويت بأمن وأمانhellip;