لندن - المجلة

حوار مجلة quot; المجلة quot; مع عثمان العمير، الناشر والصحفي السعودي

عثمان العمير صحفي ومحرر سعودي أحدث ثورة في دور الاعلام في الشرق الاوسط. ولد العمير في الرياض عام 1950 ودرس لبعض الوقت في جامعة المدينة. بدأ حياته العملية مراسلاًً للشؤون الرياضية في صحيفة سعودية، ثم ما لبث أن أثبت جدارته وأصبح مدير تحرير صحيفة الجزيرة الصادرة في الرياض ومراسلها في لندن. ومن بين المناصب التي تسلمها رئاسة تحرير صحيفة اليوم ورئاسة تحريرمجلة المجلة وعضو مجلس إدارة صحيفة الجزيرة في المملكة العربية السعودية.
خلال مسيرته الصحفية، أجرى العمير مقابلات حصرية مع العديد من قادة العالم من ضمنهم الملك فهد والرئيس الأمريكي جورج بوش الأب ورئيسة الوزراء مارغريت تاتشر ورئيس الوزراء جون ميجر والمستشار هيلمت كول والرئيس جاك شيراك والرئيس حسني مبارك والملك الحسن الثاني والرئيس زين العابدين بن علي والرئيس رفسنجاني والرئيس غورباتشوف وغيرهم.

ميديا لمتد في المملكة المتحدة لإنتاج برامج تلفزيونية لمحطات تلفزة شرق أوسطية وبريطانية وأمريكية. واطلق شركة إيلاف للنشر(إيلاف ببلشنح لمتد) في المملكة المتحدة وشركتها الشقيقة في السعودية، التي سرعان ما اصبحت من رواد الإعلام العربي. ويعمل العمير حاليًا على إصدارنسخة ورقية من صحيفة إيلاف الإكترونية توزع على مستوى العالم. بالإضافة الى ما سبق، تملك العمير دار ماروك سور للنشر الرائدة في النشر الصحفي في مدينة الدار البيضاء في المغرب والتي تصدر صحيفة quot;Le Matinquot; وهي جريدة يومية تصدر بالفرنسية والصحيفة اليومية الصحارى المغربية الصادرة بالعربية والموقع الاخباري moroccotimes.com الذي يبث الاخبار باللغة الانجليزية والصحيفة الاسبوعية quot;quot;La Manama الصادرة بالأسبانية.

إنجازات العمير العديدة محل تقدير على مستوى واسع. فهو حاليًا عضو في الأكاديمية الملكية في المغرب وتم اختياره كشخصية عام 2006 في منتدى دبي للاعلام العربي.

المجلة: كرئيس تحرير سابق لمجلة المجلة ما هي ذكرياتك حول المجلة وكيف تطورت؟

لقد كانت فترة ذهبية بالنسبة لي لأن المجلة كانت احدى أهم المجلات العربية اثناء العصر الذهبي للاعلام العربي والصحافة.
في ذلك الوقت كان هنالك عدد قليل من البرامج التلفزيونية الجادة ولم يكن هنالك إنترنت بعد. كانت المجلات أحد اكبر مصادر المعلومات التي يعتمد عليها الناس. وكان يسهم كتاب ومقكرين مهمين في المجلة مثل الطيب صالح وبولاند حيدري وغيرهم.
لقد كنت جديًا قي ادارة رئاسة تحرير المجلة وكنت شغفاً بعملي واعتقد ان هذا احد اسباب نجاح المجلة.
المجلة: لك مكانتك في الاعلام العربي لكنك على صعيد آخر تعد شخصية مثيرة للجدل. يقول البعض انك اقرب الى العلاقات
الا ارى اي خطأ في الجمع بين امتلاك مهارات جيدة في العلاقات العامة وكون المرء quot;اعلامي جيدquot;. تبرز المشكلة فقط اذا طغت العلاقات العامة على العمل الصحفي. اعتقد انه بامتلاكك الأساليب المناسبة والحظ الجيد تصبح ناجحاً، وسوف تسعى المؤسسات الصحفية للعمل معك.
الأشخاص الذين يتهمونني بالتركيز أكثر على العلاقات العامة لا يعرفون كيف يسوقون أنفسهم، فقد فشل العديد من الأشخاص المتميزين والأذكياء لأنهم لم يملكوا مهارت علاقات عامة جيدة.


المجلة: بالرغم من النجاح الكبير الذي حققته صحيفة الشرق الأوسط في ظل قيادتك يدعي آخرون مثل أن الفضل في نجاح الصحيفة يعود للظروف السياسية الداعمة. ما تعليقك على ذلك؟

أسس صحيفة الشرق الأوسط الأخوان هشام ومحمد حافظ. وقد أداروا الصحيفة لوقت طويل جدًا. كان أول رئيس تحرير جهاد الخازن وكان ثالث رئيس تحرير نظام الدين الذي عندما ترك الصحيفة كان عدد صفحاتها 12 صفحة فقط.

المجلة: هل صحيح أن علاقتك مع الناشرين السابقين للشرق الأوسط والمجلة هشام ومحمد حافظ كانت متوترة؟

في أي عمل على المرء أن يتوقع ان تسير بعض الامور بسلاسة وان يواجه المصاعب في بعضها الآخر. الأخوان حافظ صحفيان جيدان جدًا ولا أحد ينكر ذلك لكنهما ينتميان لمدرستين مختلفتين ولهما خلفيتان مختلفتان. لذلك كان العمل معهما صعباً لكنه بالرغم من ذلك كان ممتعاً.

المجلة: ما هي ذكرياتك حول سمو الأمير أحمد بن سلمان؟

لقد كان شخصًا متميزًا وأفكاره عظيمة وكان يدعم طاقم التحرير والصحفيين. يبدو قاسيًا لكنه في الحقيقة ودود ولقد جاء بعده سمو الأمير فيصل الذي يقوم بعمل جيد جدًا في الشركة ايضًا، أعتقد أنهما متشابهان الى حد بعيد.

المجلة: لماذا برأيك تم حظر موقع إيلاف في السعودية عدة مرات؟

نحن صحيفة ليبرالية مفتوحة لمختلف الآراء. وقد تم حظر الصحيفة في السعودية لكن من الممكن رفع الحظر في المستقبل. لا أعرف السبب بالتحديد لأنني لا أعمل في الحكومة السعودية. يعود سبب الحظر إلى استياء بعض الأطراف في السعودية من محتوى إيلاف وقد عملوا على إيذاء الصحيفة لكنهم فشلوا في تحقيق هدفهم.
المجلة: قلت ذات مرة ان الصحافة الورقية اندثرت وأن المستقبل للصحافة الإلكترونية. لكن ما زالت العدد من الصحف تصدر مطبوعة وانت استثمرت في صحيفة ورقية في المغرب. هلا وضحت لنا وجهة نظرك.
حسناً، المغرب بحاجة لتلك الصحيفة، بينما ليس هنالك حاجة لها في امريكا فالامر مقرون بالطلب عليها.

المجلة: هل تعتقد أن عرض المحتوى على المواقع الإلكترونية مقابل أجر مادي توجه سينتشر، وهل تتوقع له النجاح؟

لننتظر وسنرى. تكمن المشكلة في أن المحتوى المجاني متوفر في كل مكان. يعتمد النجاح على قدرة ما تبتكره على جذب الناس وحثهم على الانفاق للحصول عليه. اظن أنه سابق للأوان أن نقرر نجاحه بشكل قاطع لكني آمل ذلك.

المجلة: اتهمك أحمد المليفي بأخذ 18 مليون جنيه استرليني من رئيس الوزراء الكويتي مقابل نشر مواد تدعم الحكومة وتنزع الشرعية عن المعارضة. هل ذلك حقيقي؟

أولاً، الرجل الذي اتهمني أنكر اتهامه فيما بعد. لكن المضحك في الامر أنك لا تستطيع تحويل 18 مليون جنيه استرليني ولا يمكنك نقلها أيضاً. لذلك انا اتساءل فقط، إذا كانت في الكويت فانا اريد اخذها (ضاحكاًً).


المجلة: اتهمك العراقيون أيضًا باستلام نقود من صدام حسين، هل لك أن توضح لنا علاقتك بصدام.

لا، على العكس انا الذي طلبت من الناس اعادة الأموال التي اعطاهم اياها صدام حسين. الحقيقة هي أني ذهبت لرؤية صدام حسين وقابلته. في العادة كان يعطي الاشخاص الذين يجرون معه مقابلات مبلغ 100.000 دولار امريكي كهدية. عندما ذهبت هناك عقدوا اجتماعاً لعلمهم أني لن اقبل الهدية. وعندما سألوا صدام حسين قال لهم حسناً اعطوه فقط صوراً لنا سوية.


المجلة: طلب منك العاهل المغربي الملك الحسن الثاني كتابة مقدمة لمذكراته. كيف أصبح صحفي سعودي صديقاً لملك المغرب؟


لأن الملك أحبه (ضاحكاً). لقد استمتعت بصحبته وهو كذلك. كنت في ذلك الوقت أصغر وهو كان يؤمن بتشجيع الصحفيين الشباب. لقد كان رجلاً حكيماً وليس إنساناً عادياً. لقد كانت علاقتنا مثمرة جداً. اختارني لأنني كنت أحد الصحفيين الذي كانوا يعرفونه من قبل وكان يعلم أني احب المغرب واحب ثقافتها.


المجلة: هل كان ذلك أحد اسباب علاقتك الوثيقة بالمغرب؟


لقد أمضيت بعض الوقت في المغرب قبل أن اقابله. و بدأت التعرف على المجتمع المغربي وصناع القرار فيه. إنها بلد رائعة بالفعل وسيكون لها مستقبل مشرق.

المجلة: ماذا تعني لك الاسماء التالية؟

تركي السديري، رئيس تحرير صحيفة الرياض، عملت معه في شبابي وهو صحفي جيد جداً وانا أحبه، فهو مناضل.
خالد المالكي، محرر صحيفة الجزيرة، عملت معه ايضاً لسنوات عديدة، ذو عزيمة قوية ويعمل بجد.

غازي القصيبي، وزير العمل السعودي، رجل عظيم- الرجل العظيم الوحيد في السعودية.
عبدالرحمن الراشد، المدير التنفيذي لقناة العربية، صديق وزميل و كاتب ذو خبرة وأحد افضل الكتاب في العالم العربي وهو ناجح جداً في عمله مديراً تنفيذياً لقناة العربية.

المجلة: ما الذي تحبه وما الذي تكرهه في الحياة؟

أكره الموت، وأحب كل شيء في الحياة. الحياة جميلة وهنالك الكثير من الاشياء التي يمكنك ملء حياتك بها. لا أحب الاشخاص ذوي الافكار السوداوية. انا أحب كل شيء. الحياة جميلة ما دام يمكننا التعايش معها.

المجلة: والدك كان معلم كتّاب في مسجد في الزلفي، ما الذي دفعك لتصبح محررًا علمانيًا حداثيًا؟


هذا الأمر شائع جدًا ويحدث مع الكل. يمكن أن تنتمي لعائلة تختلف تمامًا عنها. لا يمكنك حقًا ان تقرر من تريد أن تكون ولايمكن لعائلتك أن تقرر عنك. لقد كنت محظوظًا جدًا لأني أنحدر من عائلة متعلمة، لقد عملت بجد وكنت في بيئة جيد جدًا لأتعلم أكثر واغير أفكاري في أي وقت.

المجلة: هل يمكنك أن تحدثنا عن الليبرالية السعودية؟ يصفونك في السعودية بأنك ليبرالي علماني، هل تعد نفسك كذلك؟

حسناً، من الصعب القول لأي عربي أنه ليبرالي وعلماني. يجب أن يكون لليبرالية معنى محدد. لا أعتقد ان هنالك العديد من الليبراليين في العالم العربي. عندما تصف أحدهم بأنه ليبرالي يجب أن يكون منفتحًا حول الدين والثقافة ولا أظن أن معظم المثقفين العرب متحررين من العنصرية. عندما تكره اليهود فأنت غير ليبرالي وعندما تكره الغرب وترى أنهم أعداؤك فأنت غير ليبرالي.

احاول أن اكون ليبرالياً. فمنذ خمس سنوات كان وصفك نفسك بالليبرالي يعكس مفهومًا سلبيًا لكن الآن يتقبل عدد أكبر من الناس هذا التوجه. على أية حال، لا أؤمن بوجود الليبرالية في السعودية. كيف تدعو نفسك ليبرالياً اذا لم تدعم احد افراد عائلتك في حال رغب بتغيير دينه أو عارضته اذا اراد الزواج بأجنبي؟ هذه ليست ليبرالية فالليبرالية كتاب يجب اتباعه.

المجلة: كيف تقيم الجدل الفكري والاجتماعي في السعودية؟

أعتقد انه يبشر بالخير. سأكون سعيداً باستمرار رؤيته يتطور. من المهم أن يكون الجدل سلميًا على الدوام ويؤدي الى حلول، فهذه الطريقة الصحية للمجادلة في اي مجتمع.

المجلة: الى أي مدى ساهم الإعلام في هذا الجدل؟

لقد لعب الإعلام دورًا جيدًا في الجانب الذي يسمي بالليبرالي، فالاعلام يحاول إبراز كل القضايا ومتابعة العديد منها. لطالما كنت مؤمناً أن المجتمعات لا تتغير بالقوة، ربما كان بامكانك ذلك في القرن السابع عشر والثامن عشر لكن ليس في القرن العشرين. العامل الوحيد الذي يمكنه ذلك الآن هو تدفق المعلومات: الإعلام والإنترنت وجوجل على سبيل المثال. أتمنى أن تفتح الشعوب، الشعب السعودي وغيره، عقولها لهذه المعلومات لأٍنها ستغيرهم.
لقد تغير القانون الآن في السعودية وهو ليس بالسئ على الإطلاق. فقد فتح المجال امام البث الإذاعي ونأمل ان يتم منح رخصًا لعدد اكبر من الصحف والمطبوعات.

المجلة: ما هو برأيك الدور الذي تقوم به جمعية الصحفيين السعوديين؟

لا أؤمن بأي من الجمعيات. انا لست مهتماً بأي منظمة إلا اذا تركزت على أعمال وشؤون اعضائها مثل صحة ومستقبل الأعضاء.

المجلة: ماذا يعني لك جلالة الملك عبدالله؟

أعتقد انه إصلاحي متميز. لقد فاجأ الجميع وغير تاريخ المنطقة لأنه قام بعمل ممتاز في السنوات الخمسة الماضية.
وبأفكاره عمل على تغيير موقف الحكومة من الإعلام وأفكار اخرى. وحاول تغيير وضع المرأة فاتحًا الباب لذلك في السعودية وهو باب ليس من السهل فتحه.