تركي العازمي
هل يكفي الشجب، هل يتحرك الضمير الدولي وتحديداً أميركا؟ هل، وهل... أنها تساؤلات لا مجيب عنها وستظل في علم الغيب، وإنا لله وإنا إليه راجعون!
قافلة الحرية تحركت واقتربت من غزة، وفي المياه الدولية غارت عليهم المروحيات الإسرائيلية، وتم الإنزال على قافلة الحرية، وهوجم أناس عزل من المدنيين جاءوا بعدما شعروا بأن الحصار الإسرائيلي على غزة قد هدد حياة الأبرياء، وهي رسالة لها معان كبيرة لكل إنسان. ولكن الإنسانية غير معلوم موقعها في ظل دعم أميركي لإسرائيل أوصلها إلى حالة أفقدت العقول من محتواها إلى درجة أن الرئيس الأميركي أوباما قال عن مفاوضاته حول السلام في الشرق الأوسط، بعد لقائه مع نتنياهو، laquo;لقد فقدت بعض أصابعي...raquo;، بمعنى أنه لم يستطع عمل شيء... سبحان الله. ناهيك عن حق رفع الفيتو ضد كل قرار لا يخدم إسرائيل!
العدوان الإسرائيلي هذا يبين مدى تعنت الجانب الإسرائيلي وعنجهيته وحبه لإراقة الدماء، وفي نظرنا أنه قد حان الوقت لاستعمال القوة فهم أجبن مما يتصور البعض، ولكن هيهات أن يحصل ذلك: فما هو الحل؟
يجب أن يتم شحن الشارع في الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، والدول العظمى المؤثرة في القرار الدولي، وهذا لن نتمكن من بلوغه إلا من خلال الدخول في أسواق تلك الدول، وضخ استثمارات هائلة من خلالها نستطيع أن تنشيء تلك المؤسسات الضخمة قنوات فضائية خاصة بها تتحدث بلغة شعوب تلك الدول. والمعروف أنك إذا ملكت قوة اقتصادية وإعلامية فأنت من البدهي تكون صاحب كلمة مسموعة عند اتخاذ القرار السياسي، ورسالتك تستطيع إيصالها من أرض الواقع، وتبث لتحرك نفوس تلك الشعوب، ومن هنا تصبح النقلة النوعية في ثقافة تلك الشعوب ممكنة!
هذا طبعاً في حاجة إلى رجال اقتصاد، وليس بالضروري من قيادي دول تعبد السلطة ويقولون ما لا يفعلون، ويعملون شيئا وفي الغرف المغلقة تتغير مفاهيمهم... نريد رجال اقتصاد يخشون الله تعالى ولا ينتظرون التوجيه، يلعبون سياسة صح، ويدعمون سياستهم ببسط نفوذ اقتصادي وغطاء إعلامي يستطيعون من خلاله غسل عقول تلك الشعوب من الملوثات الفكرية التي صورتنا كمسلمين وعرب في صورة لا تمت للحقيقة بصلة!
... وندعو المولى عز وجل أن يرحم الموتى، ويحفظ إخواننا وأخواتنا على متن قافلة الحرية من كل مكروه، وأن تصل الرسالة، ونجد الصحوة المتأخرة بعد طول انتظار. والله المستعان.
- آخر تحديث :
التعليقات