الرئيس الأميركي لم يقم بأي خطوات لتحسين العلاقات مع العالم الإسلامي

لندن

كتب فواز جرجس، أستاذ سياسات الشرق الأوسط والعلاقات الدولية بجامعة لندن، مقالاً نشرته مجلة فورين بوليسي تحت عنوان laquo;السم في العسل: كيف فقد أوباما تعاطف المسلمينraquo;، قال فيه إنه بعد عام من خطاب الرئيس أوباما إلى العالم الإسلامي في جامعة القاهرة، فإن حقيقة سياسة الشرق الأوسط تتناقض مع الوعود والتوقعات التي أثارها خطابه. فقد ترك خطابه واستراتيجيته للتواصل انطباعاً قوياً لدى المسلمين والعرب بأن الرئيس الأميركي الشاب ذا الأصول الأفريقية سيواجه بجرأة تحديات المنطقة ويبدأ علاقة جديدة مع العالم الإسلامي. ورغم أن الوقت لا يزال متاحاً للوفاء بتعهدات أوباما، فهو لم يتخذ أي خطوات ملموسة لتحسين العلاقات الأميركية مع العالم الإسلامي. إذ لا تزال سياسته الخارجية قاصرة على احتواء الأضرار السابقة بدلاً من تحويل السياسة تماماً. ويرى الكاتب أنه ما لم يبادر الرئيس أوباما ببعض المخاطرة في الشرق الأوسط، فسينتهي به الأمر تاركاً إرثاً من الوعود والتوقعات المحطمة، بل وقد يؤدي ذلك إلى الإضرار بالعلاقات الأميركية مع العالم الإسلامي الذي كان يشعر بالتفاؤل والتغيير بعد خطاب أوباما. ولكن بعد عام من الخطاب، يتزايد اقتناع العرب والمسلمين بأن أوباما فشل في الوفاء بحديثه المعسول. فرغم التوقف عن استخدام تعبير laquo;الحرب على الإرهابraquo;، لا يزال معتقل غوانتانامو موجوداً، كما قام الرئيس أوباما بتصعيد الحرب في أفغانستان وباكستان واليمن، بينما توقفت مساعيه للسلام العربي الإسرائيلي، وخسر جولته الأولى أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. ومن ثم، فمن غير المتوقع أن يتحقق تعهده بتحرير فلسطين من الاحتلال العسكري الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية خلال فترة رئاسته الأولى.
ويوضح الكاتب أن عجز أوباما عن التوفيق بين أقواله وأفعاله أثار إحباط العرب والمسلمين الذين راودتهم الآمال في أن يغير الرئيس الشاب علاقات أميركا مع المنطقة، أو بدء صفحة جديدة على أقل تقدير، وهذا ما دفعهم إلى القول إن أوباما لا يزال يتبع سياسة المحافظين الجدد بوضع السم في العسل. في الوقت نفسه فإن ضياع مصداقية أوباما يقوض فعالية سياسته الخارجية في الشرق الأوسط وفي وجه القاعدة وطالبان وغيرها من الجماعات المسلحة. إذ لن ينظر الشرقيون إلى خُطب البيت الأبيض بجدية ما لم يصحبها تحول ملموس في السياسات الأميركية نحو المنطقة.
ويرى الكاتب أنه إذا كان أوباما يريد بالفعل إصلاح الأضرار التي تسبب فيها سلفه وبناء علاقات جديدة تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، فلابد أن تكون لديه الرغبة والرؤية لوضع مسار جديد للأحداث واستغلال بعض رصيده السياسي في حل الصراع الإقليمي الأكثر أهمية والمساعدة في قيام الدولة الفلسطينية. ويضيف الكاتب أنه ينبغي على العرب والمسلمين إدراك أن الرئيس أوباما لا يملك عصاً سحرية، ولا يتحمل وحده مسؤولية نقص التقدم السياسي في المنطقة.
ثم يختتم الكاتب المقال بقوله إنه ربما كان السؤال الأفضل بعد عام من خطاب أوباما هو: ماهي الضغوط التي تستطيع الدول الإسلامية ممارستها للضغط على واشنطن؟ وما الذي يمكنهم عمله لدعم تغيير العلاقات المطلوب؟ فإذا كان المسلمون يريدون تغييراً حقيقياً، لابد أن يقدموا يد المساعدة لتوجيه سفينة السياسة الخارجية الأميركية في الاتجاه الصحيح، وأن يلعبوا دوراً مهماً للتأثير على السياسة الخارجية الأميركية من أجل التغيير الحقيقي الدائم.