طارق العامر

اثني على ما قاله معالي وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، مثنى وثلاث ورباع، فإذا كنا حقا في دول مجلس التعاون نتحدث عن مصير واحد، وننشد وحدة خليجية، قولا لا فعلا، واذا كنا فعلا نريد تكاملا اقتصاديا وترابطا بين الدول الاعضاء في جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها، واذا كنا حريصين على ترسيخ مبدأ المواطنة الخليجية وتوثيق الروابط بين شعوب المنطقة، ومؤمنين بالفعل اننا اشقاء، فما يصيب البحرين يصيب قطر الشقيقة، وما يصيب الكويت يصيب السعودية، فلا بد ان تفتح قطر الشقيقة وجميع اقطار مجلس التعاون مياهها الإقليمية امام الصيادين البحرينيين من اجل ممارسة مهنة الصيد.
لسنا في معرض إلقاء الدروس على أحد .. فتلك ليست مهمتنا، ولكننا نقف في خندق الدفاع عن كيان أسسه الاباء منذ ثلاثين عاما، جاءت المنطلقات واضحة في ديباجة النظام الأساسي لهذا الكيان والتي شددت على مايربط بين الدول الست من علاقات خاصة، وسمات مشتركة، وأنظمة متشابهة أساسها العقيدة الإسلامية، وايمان بالمصير المشترك ووحدة الهدف، وأن التعاون فيما بينها إنما يخدم الأهداف السامية للأمة العربية، ولا غرابة ان تكون قطر الشقيقة اول المتمسكين بتلك المبادئ.
المؤسف أننى أغالب بداخلي خاطراً الآن يشعرني بالمرارة.. اتساءل عن الذنب الذي ارتكبه هؤلاء الصيادون بدخولهم قطر، مع ان الرواية ndash; والعهدة على الراوي ndash; تؤكد ان الصيادين لم يتجاوزوا المياه الاقليمية البحرينية ولم ينكفئوا داخل المياه الاقليمية لدولة قطر الشقيقة، واعتقد ان مع تطور وسائل التكنلوجيا البحرية، يمكن اثبات صحة هذه الواقعة، لكن ان كان ذلك!!.. ان كان حقا الصيادون الفقراء الذين ينشدون قوت يومهم، بالفعل دخلوا المياه الاقليمية لدولة قطر الشقيقة، فهل يستحقون كل هذا؟
هناك فقراء في البحرين، تماما كما حال الفقراء في واشنطن والرياض وسيدني والدوحة، لا استحياء في ذلك والفقر ليس عيبا حتى تستعر منه او يعاب الفقير عليه، لكن العيب أن لا نتلمس الفقراء الذين يعيشون في الجوار منا.. العيب حين نقطع رزق الفقير.. العيب وكل العيب ان نمسك على يد الفقير ونزج به السجن لانه - في لحظة - تجرأ على الفقر وحاول ان يقتطع رزق اولاده من خيرات الله الواسعة!!
لا تدعوا الشعوب الخليجية تدفع الآن فاتورة مشروع وهم وخيال .. صدقنا اننا شعب واحد، وان مصيرنا مشترك وامننا لا يتجزأ واننا اشقاء.. توهمنا ان الجرح الذي يصيب البحريني يدمي شقيقها القطري، ومصاب المنامة يألم لها في الدوحة، لكن للأسف ليست الفرصة سانحة الآن لمناقشة ذلك الوهم الذى يسكن الكثير منّا، لكن من حقي كمواطن وانتمي لهذا الكيان التعاوني ان اتساءل:
يا اهل الخير، اين الامين العام لدول مجلس التعاون عن كل ما حدث.. اتساءل وانا اتذكر ما قاله الأمين العام في افتتاح ندوة laquo;ثقافة المواطنة لدول مجلس التعاونraquo; والتي عقدت في البحرين في فبراير 2008 حين قال laquo;أن تحقيق حلم المواطنة الخليجية الشاملة سيتم عبرالجهود المتوازية التى تبذل اليوم فى كل دولة خليجية والتى ستصب فى خلق مجتمعات خليجية تنتمى الى هوية سياسية واحدةraquo; هذا ما قاله الامين العام لدول مجلس التعاون الخليجي، و مازلت عند ظني به بأنه laquo;الامينraquo; لهذا الكيان الاقليمي.. لذلك اصر على سؤالي: اين انت يا اميننا العام.. اعتقد انه سؤال وجيه!!