عرائس هذه الأيام يتجهن نحو 'الإكسسوارات'




عمان- منال الشملة

غلاء أسعار الذهب في الشارع الاردني أطفأ بريق الذهب في عيون النساء الاردنيات بعد العلاقة الازلية والتي تربط المرأة بالذهب على الدوام فهي العلاقة الخالدة التي يصعب تفسيرها إلا إذا استطعنا تفسير من منهما يستمد بريقه من الآخر.
'منذ الأزل كان بريقه كفيلا بجلب نظر المرأة والاستحواذ على مخيلتها وظل جمع أكبر عدد من قطعه وبكافة أشكاله هم معظم النساء لأسباب عدة لا تقف عند حد التجمل والزينة بل أيضا لكونه رصيدا لها يتيح لها مواجهة الزمن وتقلباته في وجهها.
مباريم وسناسيل وأساور وليرات.. جميعها مصوغات ذهبية كانت تشتريها النساء الاردنيات دائما إذ كان الذهب هو المعدن الذي تشتريه لتخزين أموالها اما الان لم تعد قادرة على اقتناء ما تريده لأن الأسعار أصبحت على نحو مبالغ فيه ولا يمكن لغالبية الناس تحملها إضافة إلى أن القطعة الذهبية أصبحت أقل من السعر الذي يدفع لقاءها.
وتشير الحاجة فاطمة عيد إلى انها كانت تحب اقتناء الذهب وانها لم تتردد لحظة في شراء أي قطعة تحظى بإعجابها ذلك أن الوضع الاقتصادي كان أفضل بكثير مما هو عليه الآن غير أنها باتت تلجأ حاليا إلى اقتناء الذهب من أجل أبنائها المقبلين على الزواج حتى لا يتكبدوا مصاريف باهظة جدا لقاء 'الشبكة' وتبعاتها.
ومن جانبه د. منير كرادشة اختصاصي علم الاجتماع يرى أن هناك علاقة كبيرة وعميقة بين المرأة والذهب كونه نوعا من الزينة ولأن التزين به يعد نوعا من إبراز المكانة والاستعراض وحب الظهور وكلها أمور ذات علاقة بمكنونات النفس البشرية مضيفا': ان الذهب يصنف باعتباره معدنا قيما للغاية وكان يلجأ الى اقتنائه كثير من الناس كنوع من الضمانة الاجتماعية نظرا لقيمته المادية المرتفعة.
في المقابل ترى الثلاثينية ديمة علان أن الذهب لم يعد يشكل الأهمية نفسها للمرأة على غرار ما كانت الحال عليه قديما نظرا لأن 'موديلات' الذهب كانت محدودة سابقا في حين ظهرت حاليا بدائل أخرى متنوعة الأشكال وبأسعار أقل بكثير من الذهب ما يمكنها من شراء أكثر من قطعة واحدة بنصف المبلغ الذي كانت ستدفعه لقاء قطعة ذهب واحدة. وبحسب اسعار الذهب تبين الأرقام أنها ارتفعت مؤخرا إلى مستويات قياسية في البورصة العالمية إذ بلغ سعر الغرام من عيار 24 نحو 28 دينارا و60 قرشا وعيار 21 زهاء 25 دينارا وعيار 18 نحو 21 دينارا و40 قرشا وعيار 14 نحو 16 دينارا و70 قرشا.
كما وصل سعر 'الليرة الرشادي' إلى 179 دينارا، والليرة الإنكليزي إلى 204 دنانير.
العشرينية'مها تستعد هذا الصيف لإقامة حفل زفافها بعد شهر وتؤكد أنها اتفقت مع خطيبها على تجنب شراء الذهب للزفاف والاحتفاظ بالمبلغ لحين نزول سعر الذهب أو استثماره بمشاريع أخرى.
محمد صاحب أحد محال للذهب في العاصمة الاردنية عمان اوضح أن الإقبال على الشراء لم يعد كما كان في السابق فالناس باتت تتوجه إلى 'الإكسسوارات' نتيجة الغلاء مؤكدا أنه حتى ' العرائس' اللواتي يعتبرن الذهب مكملا أساسيا لهن، أصبحن يتحاشين شراء الذهب بكميات كبيرة بل أصبحن يكتفين بقطع محدودة تسد الحاجة.
ومن جهته حسام عايش الخبير الاقتصادي يرى أن أكبر تغير يحدث الآن هو التغير في سعر الذهب والذي أصبح الحصول عليه واقتناؤه مسألة مكلفة فهناك فئة من الناس تستعيض عنه ببدائل أخرى وخصوصا في الأعراس مبينا أن هذا التصرف يعكس مدى الارتفاع الهائل في أسعار الذهب نتيجة متغيرات مالية واقتصادية عالمية وتراجع الثقة بقدرة الاقتصاد العالمي على الخروج من أزمته مضيفا الى ان حدوث ذلك جعل اقتناء الذهب خارج إمكانات نحو 90 ' من الأسر الأردنية.
لافتا الى أن أولويات المواطن تغيرت وتغير من ثم سلم ترتيب النفقات بالنسبة له، للمحافظة على مستقبل آمن كون الذهب أصبح سلعة باهظة الثمن غير آمنة وصار الناس حذرين جدا في التعامل معها.