صنعاء - وهيب النصاري

رحبت جماعة الحوثيين بالمساعي القطرية الأخيرة لتثبيت وقف إطلاق النار وإحلال السلام والاستقرار في شمال اليمن، مشككةً من جدية السلطات اليمنية في رغبتها للوصول إلى حل نهائي لملف الحرب.
وقال الناطق باسم جماعة الحوثيين محمد عبدالسلام إن بصمات دولة قطر في العالم العربي والإسلامي هي بصمات خير وسلام وبناء ووفاق وإعمار وتصالح، وكذلك الحال في اليمن، فدور قطر الساعي للوفاق ومعالجة الأوضاع في المحافظات الشمالية هو دور واضح، وقد بذلت الكثير من الجهود والتي لو تُرك لها المجال في ذلك لكان الأمن والاستقرار يرفرف في ربوع الوطن.
وأضاف في بيان حصلت laquo;العربraquo; على نسخة منه أنهم بعثوا برسالة بهذا الخصوص إلى حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى رحبوا فيها بزيارته إلى اليمن ودوره في تقارب وجهات النظر وتفعيل دور قطر من جديد الساعي إلى إحلال السلام والأمن والاستقرار في المحافظات الشمالية، إضافة إلى بعض الملاحظات التي تساعد الدور القطري في الوصول إلى وفاق وتصالح يشمل معالجات نهائية وجذرية.
وأعلن الحوثيون تخوفهم من عرقلة اتفاقية الدوحة وجاء في البيان laquo;نشكك في جدية السلطة، ورغبتها الوصول إلى حل نهائي لملف الحرب في صعدةraquo; متمنين أن تكون هذه المرة جادةً لما من شأنه إحلال السلام والوصول إلى حل نهائي من دون استغلال قضايا الشعب في التناقضات السياسية والإقليمية ووضع معاناة الشعب على طبق الخلافات والتلاعبات الدولية.
وأضاف محمد عبدالسلام في البيان: laquo;إن السلطة تجيد اللعب بهذه الأوراق من أجل الحصول على الدعم المادي من عدة أطراف لتعزيز نفوذها السياسي والعسكريraquo;.
ونفى الناطق باسم الحوثيين تدهور الأوضاع الأمنية في صعدة، وقال: إن الوضع في صعدة أفضل من الماضي بكثير، لكن هناك تجار حروب لا يهمهم إلا مصالحهم الخاصة.
وعن إعلان أعضاء مجلس النواب من محافظة صعدة البدء في اعتصام مفتوح بقاعة البرلمان احتجاجاً على تردي الأوضاع الأمنية وما قالوا إنه laquo;تصفية الحوثيين لرجال القبائل الموالين للدولة، قال الناطق باسم الحوثيين: كنا نتمنى من نواب صعدة أن يعتصموا في مجلس النواب من أجل الإفراج عن أبناء محافظة صعدة وأن يقفوا ولو لمرة واحدة مع السلام ومع إعادة الإعمار.
واتهم النواب بتفضيل مصالحهم الشخصية، ونفى أي علاقة لهم بالتصفيات، وأن ما يحصل من اشتباكات هي مع قيادات عسكرية ومواقع عسكرية.
يذكر أن حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى قد قام بزيارة إلى اليمن منتصف الأسبوع الماضي استمرت عدة ساعات، وأعلن فيها رفقة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إعادة تفعيل اتفاق الدوحة laquo;الخمس نقاطraquo; المبرم بين الحكومة اليمنية والحوثيين في 2008.
على صعيد آخر، وبعد أيام من الإعلان الرسمي عن تفعيل اتفاقية الدوحة لإحلال السلام في اليمن تتواصل المواجهات المسلحة بين قبائل مسلحة موالية للسلطة مع جماعة الحوثيين في شمال البلاد منذ الأسبوع الماضي.
وقالت مصادر محلية يمنية إن المواجهات المسلحة الدائرة بين قبائل بن عزيز الموالية للسلطات اليمنية وجماعة الحوثيين بمنطقة حرف سفيان الواقعة بين محافظتي عمران وصعدة أسفرت عن 26 قتيلاً وعدد من الجرحى. وأضافت المصادر ذاتها أن المواجهات التي اندلعت بين الطرفين منذ ما يقارب 5 أيام مستمرة، مشيرة إلى أن قبائل بن عزيز صدت صباح أمس الثلاثاء هجوماً من عناصر الحوثيين هدفه الاستيلاء على منزل شيخ القبيلة وعضو مجلس النواب صغير عزيز.
وأوضحت المصادر أنه لوحظ عدد من أفراد الجيش يساندون قبائل بن عزيز من المواقع العسكرية المطلة على المنطقة، حيث قاموا بضرب من المدفعية على مواقع الحوثيين ومنعهم من الاستيلاء على منزل شيخ قبيلة بن عزيز، وهو ما جعل الحوثيين يردون عليهم والانسحاب والتمترس في مناطق قريبة.
وأشارت المصادر إلى أن الطرفين استخدما في المواجهات الأسلحة الخفيفة والمتوسطة التي زادت شدت المواجهات بينهما مساء أمس الأول وفجر أمس الثلاثاء.