محمد صادق ذياب


ربما كان الشاب السعودي الذي تعرض لحادثة اعتداء رجال أمن بحرينيين عليه بالضرب أفضل حظا من غيره من ضحايا السياحة السعوديين، فحادثته وجدت من يوثق لها بالصورة، كما أنها حدثت في مملكة البحرين الشقيقة التي تربطها بالسعودية روابط خاصة ومميزة، فضلا عن الموقف الحازم الذي اتخذته الداخلية في البحرين بإحالة المتورطين إلى المحكمة العسكرية، فمثل هذه الظروف قد لا تتحقق لأمثاله من السياح السعوديين الذين يتعرضون في بعض الدول لحوادث اعتداء، وسرقة، واستيلاء على مركباتهم تحت تهديد السلاح.

وتناول الكاتب خلف الحربي مواقف الصحافة السعودية من القضايا التي يتعرض لها بعض السياح السعوديين في الخارج، وأرجعها لثلاثة أسباب غير منطقية: الأول هو الخوف من الوقوع في فخ الشوفينية والردح الصحافي العنصري خصوصا إذا حدث الاعتداء في دولة عربية شقيقة، والثاني هو عدم تجاوب السفارات السعودية مع اتصالات الصحف المتعلقة بهذه الاعتداءات حيث يلجأ موظفوها إلى تهوين الأمر أو عدم العلم به فيجد المحرر خبره دون مصدر رسمي، مما يقلل من مصداقية الخبر، والثالث أن بعض الصحف تضع في اعتبارها أن هذا المواطن ارتكب مخالفة ما لذلك لا يستحق الدفاع عنه وتبني قضيته.

وأنا مع ضرورة النشر الصحافي لهذه الأخبار عند حدوثها، ليس من منطلق الإساءة لتلك الدول، ولا لإشعال laquo;ردحraquo; إعلامي متبادل، فهذه الجرائم قد تحدث رغم حرص تلك الدول أو جلها على سلامة السائح، لكن المسؤولية الإعلامية تفرض على الصحافة السعودية من باب التوعية نشر تلك الأخبار، ثم يترك للسائح بعد ذلك تحديد وجهاته السياحية، وتحمل مسؤولية قراره، إذ من المؤكد أن هناك تباينا بين دولة وأخرى في مستويات الأمن المتوفر للسائح، فثمة عواصم ومدن وجدت في شوارعها أسرا وأطفالا يسيرون ليلا في أمان وطمأنينة، بينما على الجانب الآخر هناك مدن قد يخيفك ظلك فيها نهارا، وما زلت أذكر ذلك السائح الكهل الذي وجدته في مطار إحدى العواصم، رث الثياب، أشعث، أغبر، يذرع صالة السفر جيئة وذهابا، وهو يردد: laquo;يقطع السفر وسنينهraquo;، فلقد تعرض المسكين لعملية نصب، أفقدته كل ماله وبعض عقله، ويا أمان الخائفين.