القاهرة - رولا عسران


نجحت الممثلة زينة في تغيير جلدها وبدأت أهم مرحلة في مشوارها الفني ألا وهي تجسيد الأدوار الصعبة والمركبة، بعيداً عن دور الفتاة الرومانسية الرقيقة التي حصرها البعض فيها.

عن فيلمَي {بنتين من مصر} و{الكبار} أحدث تجاربها كان اللقاء التالي.

انتقلت فجأة من تجسيد الأدوار الرومانسية الى آداء الأدوار المركّبة، لماذا هذا التغيير؟

الممثل {الشاطر} في تصوّري هو القادر على مفاجأة جمهوره باختيارات مختلفة، إذ لا يجب أن يتوقّع المشاهد ما سيقدّمه له الممثل في الفيلم المقبل بل ينبغي أن يظل حائراً حتى يشاهد العمل.

لكنّها المرة الأولى التي {تغيّرين فيها جلدك} من خلال فيلمَي {بنتين من مصر} و {الكبار}؟

هذه ليست المرة الأولى التي {أغيّر فيها جلدي}، فقد فعلتها سابقاً مرات عدة لعلّ أبرزها دوري في مسلسل {حضرة المتهم أبي} الذي شاركت في بطولته مع الفنان الكبير نور الشريف وقدّمت من خلاله شخصية مختلفة تماماً عن أدواري السابقة. وعلى رغم رغبتي في تقديم الجديد والمختلف دائماً، إلا أنني أعترف وبصدق بأنني شاركت في عدد لا بأس به من الأفلام التافهة التي لا تحمل أي أهمية، لذا فأنا سعيدة بتجاربي الأخيرة، حتى أن بعض أصدقائي قال لي: {إحنا أول مرة بنشوفك بتمثّلي}.

هل ندمت على تقديمك هذه الأدوار التافهة؟

لست نادمة على أيّ دور قدمته لأن تجسيدي الأدوار التافهة هو الذي ساهم في نجوميّتي وصنع لي اسماً وشهرة أتصوّر أنهما أكبر من أعمالي، وهذا أمر غريب جداً لأن الناس تعرفني على رغم أنني لم أقدم أعمالاً مهمة كثيرة. أحرص الآن على اختيار الأدوار المهمة والصعبة والتي تشكّل نقلة نوعية في مسيرتي الفنية.

كيف رُشّحت لدورك في فيلم {بنتين من مصر}؟

عرض المخرج محمد أمين عليّ السيناريو، فقرأته في ليلة واحدة إذ بقيت مستيقظة حتى ساعات الصباح الأولى، ومن شدّة تأثري به اتصلت بأمين وأنا أبكي وأبلغته بموافقتي على تقديم الدور.

لكن الفيلم ليس من الأعمال المتوقّع لها تحقيق إيرادات مرضية لمنتجها؟

عندما يُعرض عليّ فيلم مثل {بنتين من مصر} لا يجب عليّ التفكير في إيراداته بل في تقديم عمل مهم، لذا لم أرفضه لأنه فرصة عمري التي قد لا تتحقّق ثانيةً.

ماذا عن فيلم {الكبار}؟

تحمّست كثيراً لدوري فيه، خصوصاً أنه مختلف ومميز، بالإضافة الى أنني تعاونت من خلاله مع فريق عمل مميز: العدلية، خالد الصاوي، عمرو سعد، والسيناريست بشير الديك الذي يعود الى السينما بعد طول غياب.

ما الذي جعلك توافقين على تقديم أدوار جريئة ومهمّة؟

شعرتُ بأن العمر قصير وعلى الإنسان أن يقدّم خلاله أعمالاً تبقى خالدة في الذاكرة، وإن كنت لا أقلل من قيمة الأعمال التي قدمتها سابقاً لأنها صنعت حالة من البهجة لدى الجمهور، لكن على الفنان أن ينوّع في اختياراته.

هل كان لوفاة والدك أثر في هذا التغيير؟

بالتأكيد، إذ شعرت بمرارة الأيام وبأنني وحيدة وقد بكيت بحرقة أثناء تصوير {بنتين من مصر} نتيجة تأثري بموت أبي، خصوصاً أن حالة الفيلم العامة توافقت مع حالتي النفسية التي كنت أمرّ بها، لذا جاء أدائي موفقاً.

هل يحتاج الممثّل دائماً الى حالة تسيطر عليه كي يؤدي دوره ببراعة؟

قد يكون للحالة التي يمر بها الممثل أثر على أدائه، لكن عليه أن يستفيد منها في تطوير أدواته.

كيف تطوِّرين أداءك من فيلم الى آخر؟

أحرص على مشاهدة الأفلام الأجنبية والعربية ومتابعة كلّ جديد في عالم السينما، فبرأيي على الفنان أن يكون دائماً مطلّعاً على كلّ الأعمال القديمة منها والحديثة، لأن ذلك يساعده في تطوير أدائه.

ظهرت حنان في {بنتين من مصر} وكأنّها متفرّغة للبحث عن العريس, ألا ترين أن ذلك معيب في السيناريو؟

بالعكس، لدى حنان اهتمامات كثيرة في الحياة لكن رغبتها في البحث عن عريس كانت طاغية على أحداث الفيلم، خصوصاً أنها قضية الفيلم الأساسية. وللمرة الأولى تأكدت من أن الفيلم السينمائي يمكنه أن يغيّر شيئاً وأن للسينما رسالة فنية عظيمة، إذ بعد عرض الفيلم شاهدت بنفسي أثره في نفوس الكثيرات، لذا علينا أن نسعى كممثلين وراء تحقيق هذه الرسالة.

ألا ترين أن الفيلم ركّز على جوانب الحياة السلبية فحسب؟

بالعكس، فقد تناول الفيلم جوانب الحياة الإيجابية لكنّه مرّ عليها مرور الكرام، لأن السلبيات في مجتمعنا أكثر بكثير من الإيجابيات، لدرجة أن الخلاص الوحيد من البلد أصبح في السفر منه والهجرة، وهي الفكرة التي طرحها الفيلم.

أليس غريباً هذا الكلام من ممثّلة يتخيّل كثر أنها بعيدة عن آلام الناس وتعيش حياة مرفّهة؟

لست بمعزل عن الناس فأنا أعيش بينهم وأتعرّض لما يعانون منه نفسه، حتى الظلم طالني ولم يتركني في حالي، وكذلك النجوم، إذ ثمة تصوّر خاطئ عنهم بأنهم يعيشون حياة مرفهة طوال الوقت، لكنهم في الحقيقة يعانون آلاماً وقهراً مثل بقية الناس.