صبحي زعيتر

لم يستطع حتى الإسرائيليون ابتلاع ثقل ظل وزير خارجيتهم أفيجدور ليبرمان، بالرغم من الشعبوية التي يمثلها حزبه quot;إسرائيل بيتناquot; من طموح صهيوني، يذكرهم بمؤسسي الصهيونية الأوائل.
فالرجل، وإن كان يدعي ما يفعل فعلا، ويضمر للعرب ما ضمره تيودور هيرتزل، وديفيد بن جوريون، وجولدا مائير، وحاليا أرييل شارون قبل أن يدخل في كوما دماغية طويلة، وبنيامين نتنياهو، إلا أنه يبقى في نظر بعض اليهود، وخاصة الغربيين، ذاك القادم من الشرق الأوروبي الذي كان بنظرهم إلى حين متخلفا، غير مواكب للحضارة الإنسانية.
ظهر الكره اليهودي لليبرمان في معرض فني أقيم أول من أمس في تل أبيب، حيث تحولت صورته إلى خنزير ثم إلى شيطان. ولم تنفع تدخلات رسمية لإقفال المعرض وإلغائه quot;لأن أهداف المعرض ليست فنية بحتةquot; كما عبرت إحدى المنظمات.
حتى إن الأمر وصل بأحدى الفنانات المشاركات في المعرض إلى التأكيد أنها أرادت أن تمرر رسالة واضحة quot;إذا وضعناها في سياق المعرض فلن يكون هناك شك بأن ليبرمان خنزير، وإذا ما نظرنا إلى الأمر خارج هذا السياق فهذا مجرد خنزيرquot;.
إلا أن الحقيقة تبقى في نهاية المطاف أن تصرفات ليبرمان وأيديولوجيته هما في النهاية من جلبا له هذه الضربات، فأفكاره الفاشية والعنصرية تبعده أكثر فأكثر حتى عن جمهوره.