وليد بورباع

عقدة صدام والحدود مع الكويت ما زالت تسكن في نفس كل عراقي


اذا كان الغزو العراقي بقسوته بدأ في 8/2 واندحر في 26 فبراير على صخرة الوحدة الوطنية وصمودها وارادة التحرير وقصص من شموخ الشهداء حتى آخر قطرة دم نزفت من اجسادهم الطاهرة من ملحمة laquo;بيت القرينraquo; لابطال المقاومة الذين صمدوا باسلحتهم الخفيفة في وجه الحرس الجمهوري ودباباته ووصولاً إلى شهيدات الكويت من أسرار القبندي إلى سناء الفودري إلى سعاد الحسن حتى وفاء العامر التي سطرنا اسماءهن بحروف من نور في سجل الخلود رحمهم الله واسكنهم جنة الفردوس الأعلى.
والى ملف الاسرى والمفقودين الذي حمله في قلبه المغفور له باذن الله صاحب دمعة الأسير والأب الروحي لهذه القضية laquo;الشيخ سالم صباح السالمraquo; رحمه الله والى الجريمة الكبرى في حرق 639 من آبار النفط وهي كارثة بحق الانسان والبيئة والاقتصاد حتى ما قام به الجيش العراقي الغازي من نهب وسلب وكل هذا جسد ملحمة سبعة شهور من ارادة شعب وشموخ وطن وهاهي تحتاج الى laquo;عطشraquo; استيعاب الدروس والعبر في هذا التاريخ المريد.
واليوم ومع الاسف الشديد وبعد عقدين من الزمن (20 عاماً) على الغزو العراقي الغاشم وكنا نعتبرها مغامرة طائشة دفع ثمنها أبناء الشعبين الشقيقين. وبعد ان اصبحت الكويت اول مستثمر في كردستان وسعي الكويت الى مد جسور المحبة والتعاون نستمع الى السيد زيباري: بان غزو الكويت laquo;خطأ كارثيraquo; وموضوع الحدود متروك للحكومة المقبلة ولاتزال دون حل!! فضلاً عن ادعاء laquo;الدباغraquo; نعترف بالترسيم البري للحدود ولكننا لا نقبل ان نحرم من المنافذ المائية ونرفض الاعتراف بالحدود البحرية!! بالمقابل الامم المتحدة تعلن بان العراق غير مستعد لصيانة علامات الحدود مع الكويت ولا تقدم في مصير المحفوظات الوطنية ولا مزيد من رفات الكويتيين بالمقابل ردت وزارة الخارجية الكويتية على العراق: كفوا مسؤوليكم عن تصريحات الحدود! ونحن نقول كأننا امام حكومة صدام وبحزب البعث laquo;من زاخو إلى البحرraquo; ولكن من خلال حكومة تأسلم شيعية عراقية! فالظاهر مع مرور عشرين سنة على الغزو والغدر العراقي مازال هناك عقليات بنهج صدامي استطماعي وكأن المعارضة العراقية مختلفة من الداخل ومتفقة مع صدام على الاطماع بالكويت! إلا أن الأكثر استغراباً هو ان حكومات ما بعد صدام قد قامت بوجودها على الشرعية الدولية والفصل السابع في قرارات مجلس الامن وهي هويتها السياسية بالمقابل ها هي اليوم تعلن laquo;ردتهاraquo; لهذه الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن بشأن حرمة الحدود الكويتية العراقية!! ونحن في الحقيقة وإن كنا نعرف جيداً بان السياسة فن الممكن ولا خصومة دائمة في عالم السياسة بل الصداقة تصنعها المصالح المشتركة والموقف السياسي والاهم ان laquo;حقائق الجغرافياraquo; وثوابتها بالواقع وحكم الجوار والعلاقة بين الشعبين جميعها تحتم ان يتم زرع laquo;الثقة المتبادلةraquo; بين الدولتين بعيداً عن اتون السياسة وتجير الإعلام المدفوع ومصالح الانتخابات الداخلية في عراق ما بعد صدام ولكننا بالكويت ومع الاسف الشديد مازلنا نستشعر بيننا وبين العراق بوجود حاجز نفسي يتعلق بأزمة الثقة في علاقة الجوار مع العراق وحذر شديد بالتعامل لان الظاهر حتى مع سقوط تمثال صدام حسين من على قاعدته الفوقية إلا أن عقدة صدام والحدود مع الكويت مازالت تسكن في نفس كل عراقي ما قبل وما بعد صدام أيا كانت الحقبة التاريخية ما دامت التصريحات الرسمية هي التي أخذت تطفو على السطح لتبقى مهمة الأخ السفير العراقي laquo;بحر العلومraquo; شاقة جداً فرغم حقيقة جغرافية الجوار وان السياسة تقوم على المصالح المشتركة المتجددة إلا أن في العلاقة الكويتية العراقية أزمة الثقة هي السائدة.