الدوحة


تغيب الأعمال الدرامية المصرية عن شاشة التلفزيون الجزائري خلال شهر رمضان هذا العام للمرة الأولى. وذكر موقع أم بي سي أن مصادر من داخل الجزائر نفت أن يكون هذا الغياب جاء بأوامر رسمية.
وأضاف الموقع أن بعض المصادر أرجعت غياب الدراما والأعمال المصرية إلى أمور تتعلق بالبرمجة، فيما اعتبر البعض أن الغياب المصري سيكون فرصة لمتابعة الأعمال السورية والخليجية بالإضافة إلى التركية.
وبشأن هذا الغياب قال المخرج الجزائري مزاحم يحيى -في تصريح لمراسلةالموقع نفسه- laquo;بعد رشق لاعبي المنتخب الجزائري في القاهرة تم منع أي مسلسل مصري، وخلال شهر رمضان لا وجود لمصر دراميا، وستكون الأعمال الجزائرية والسورية والخليجية حاضرة بقوةraquo;.
كما أوضح يحيى -الذي يقوم بإخراج مسلسل بالتلفزيون الجزائري سيعرض في رمضان- أن الدراما التركية سيكون لها نصيب في برامج رمضان، خاصة بعد الإقبال الكبير عليها من جانب الجزائريين بعد الاعتداء الإسرائيلي على قافلة الحرية لفك حصار غزة. ونفى المخرج الجزائري بشكل قاطع أن يكون غياب الدراما المصرية بقرار رسمي لكنه وصفه بـ laquo;دبلوماسية تحت الطاولةraquo; أي ليس قرارا رسميا.
وأضاف مزاحم يحيى laquo;حتى لو قررت الحكومة السماح ببث أعمال مصرية فالشعب الجزائري لن يقبل، وأرجع ذلك إلى الحملات الإعلامية المصرية تجاه الجزائر وهو ما أدى إلى استياء عامraquo;.
وتجمع آراء عديدة للعاملين في مؤسستي الإذاعة والتلفزيون بالجزائر على أن غياب الإنتاج الفني المصري ليس إلا مبادرة شخصية وليس له علاقة بقرار حكومي.
وقالت بن رزاق صحافية بالإذاعة الجزائرية laquo;رب ضارة نافعة، فالأزمة مع مصر بسبب الكرة جعلتنا نتعرف على الفن الخليجي، وأصبحت الإذاعة تبث أغاني خليجية تلقى رواجا كبيرا مثل أغاني الفنانين نبيل شعيل وعبد المجيد عبدالله ومحمد عبده والمطربة أحلامraquo;.
وأضافت بن رزاق laquo;الحقيقة أننا وجدنا بالخليج فنّا جميلا لم نكن نعرفه من قبل، وأصبحت اللهجة الخليجية مألوفة عند الجزائريين، وأن الإنتاج الخليجي الأقرب للعادات الجزائريةraquo;.

تباين بالشارع الجزائري
وفي الشارع الجزائري تباينت الآراء حول غياب الأعمال المصرية عن قنوات التلفزيون الجزائري ما بين مؤيد ورافض. وبينما تؤيد نصيرة (38 عاما، وتعمل خياطة) منع الأعمال المصرية بدعوى أنهم سبّوا الشهداء، وتقول laquo;أنا مع منع المسلسلات المصرية ليس خلال رمضان فقط بل منعها على دائما، لا نريد مشاهدتها.. أنا أفضل المسلسلات السورية خاصة باب الحارةraquo;.
في المقابل قالت سامية -31 عاما، موظفة- laquo;إذا قاطع التلفزيون الجزائري المسلسلات المصرية فهي متوفرة في قنوات عربية أخرى يمكن مشاهدتها، أنا شخصيا أشاهد أعمالا مصرية ولكني أشاهد بعض المسلسلات السورية والخليجية، أنا أحب الفنانة سعاد العبد الله والفنان عبدالرضا الحسينraquo;.
من جانبه اعتبر رشيد -35 عاما، بائع ملابس جاهزة- أن من يتحدث عن مقاطعة الدراما المصرية يحول الأمر إلى سياسة، وأضاف laquo;نحن والشعب المصري لا علاقة لنا بالسياسة ونظل أخوة يجمعنا الاحترامraquo;. فيما اعتبر البعض أن مباراة وتداعياتها ومنع المسلسلات إلهاء للشعبين بدلا من الانشغال بمشاكلهم الحياتية، كما قال رياض؛ 23 سنة، طالب جامعي بكلية الحقوق.
وهناك من اعتبرها عاصفة وتمر، وسوف تعود المياه لمجاريها فالاستعمال السياسي للكرة انتهى، وكل مونديال وأنتم بخير، كما قال بوعلام. جدير بالذكر أن الأعمال المصرية توقفت في الإذاعة والتلفزيون الجزائري بكل محطاتهما المحلية والوطنية والدولية والقنوات التلفزيونية منذ نوفمبر 2009 في أعقاب مباراة كرة القدم بين منتخبي البلدين في تصفيات التأهل لمونديال 2010 في جنوب إفريقيا.
وكانت من تداعيات هذه الأزمة ردة فعل laquo;بالمقاطعة من الجانب الجزائريraquo; لكل ما هو مصري. وتنوعت ردة الفعل حسب المجالات، فلم تشارك الجزائر في معرض الكتاب الدولي بالقاهرة، كما لم تدعُ الجزائر فنانين مصريين إلى مهرجان المسرح المحترف كما جرت العادة كل عام، ولم تدع مطربين إلى مهرجان تيمقاد الدولي، كما غابت الأغاني المصرية من الإذاعة الجزائرية ومحطاتها المحلية.