لندن

يزعم هوشانك أسدي أنه الرجل الوحيد في العالم الذي رأى آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، عاريا، كونه أمضى معه ثلاثة أشهر كاملة في السجن حيث تقاسما زنزانة واحدة. وفي التفاصيل يكشف أسدي، في سياق مقابلة أجرتها معه صحيفة التايمز اللندنية، عن صداقته مع زميل السجن السابق الذي يقول عنه إنه أمسى فيما بعد laquo;آية الله الذي يقمع المعارضة في بلادهraquo;.
ويروي أسدي كيف أنه كان من الأشخاص القلائل الذين شهدوا كل مرحلة من مراحل التحول في شخصية وحياة خامنئي وتاريخه كشخص تحوَّل من laquo;إنسان لطيف المعشر ومتذوق للشعرraquo; إلى آية الله الذي يمسك بقبضته على إيران الآن.
ووصف صديقه القديم بقوله: laquo;كم من المحزن أن يكون لسجين سابق معذَّب المئات من المعذ.بين الذين يعملون لديه الآنraquo;.
يقول أسدي إنه لو قيّ.ض له الآن أن يلتقي بصديقه القديم خامنئي، فإنه سوف يذكّ.ره بذلك العناق الحار بينهما عندما انتهت فترة مشاركتهما لزنزانة واحدة قُبيل سنوات من اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.
ويردف أسدي قائلا إنه سوف يذكّ.ر أيضا زميله السابق في ذات الزنزانة بقوله له لحظة فراقهما لآخر مرة: laquo;في ظل حكومة إسلامية، لن تتذرف دمعة واحدة قط من قبل الأبرياءraquo;.
ويعود أسدي، وهو صحافي إيراني يبلغ من العمر 60 عاما ومنفي من بلاده إلى العاصمة الفرنسية باريس، القهقرى إلى اليوم الذي وجد نفسه فيه يتقاسم نفس الزنزانة مع الشخص الذي أصبح لاحقا المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، وصاحب الكلمة الفصل فيها.
يقول أسدي إن دخوله السجن كان بقرار من نظام الشاه السابق، وذلك بسبب صلاته بالشيوعيين عام 1974.
وفي كتاب جديد يصدره بعنوان laquo;رسائل إلى معذّ.بيraquo;، إذ يعود أسدي ليكتب بتأثر كبير عن زميله السابق في الزنزانة، laquo;ذلك الشاب النحيف الملتحي ذي الابتسامة الجميلة والضحكة الحلوةraquo;.
كما يذكر أسدي كيف كان يزرع وزميله خامنئي أرض الزنزانة جيئة وذهابا طوال اليوم، حيث كان رجل الدين الورع يتجاذب أطراف الحديث مع الشاب الملحد، فيجولان عالم القضايا العائلية، ويعرّ.جان على شجون الأدب لساعات وساعات.
لكن أسدي يقول إنه ينظر الآن إلى صديقه القديم بعين الحزن والأسى، إذ يقول: laquo;إنه ليحزنني حقا أن هنالك شخصا كان بالأساس مقاتلا من أجل الحرية، وأصبح الآن بشكل أساسي معذّ.باraquo;.