سلطان الحطاب
إذا كان المحور السعودي السوري قد استهدفت انقاذ لبنان في المهمة المميزة التي قام بها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز في زيارته للبلدين سوريا ولبنان واصطحابه الرئيس الأسد الى بيروت وذلك بالعمل على إطفاء التوتر الداخلي اللبناني وتبريد المناخ السياسي فيه حتى لا يحترق لبنان من داخله وحتى لا يؤتى من قبل الفرقاء فيه وهو ما جعل اسرائيل تبحث عن مقاولين سياسيين جاهزين للمطالبة بإستحقاقات المحكمة الدولية في دم الحريري ولذا قامت بإشتباك الحدود قبل أيام وفوجئت بقتل أحد ضباطها..وهي المحاولة التي أرادتها شرارة لإشعال القش اللبناني، فإن لم يف ذلك فإن حرب اسرائيل على لبنان واقفة بإنتظار لحظة الصفر التي يجري إعدادها..
اذا كان هذا المحور العربي قد تحرك ومن المأمول أن يفيد أو يفوت على اسرائيل مخططاتها، فإن التحرك الأردني المصري الفلسطيني الذي يأخذ زخمة الأن في قمة القاهرة بحضور جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس في ضيافة الرئيس المصري حسني مبارك سوف يعطي اسناداً اضافياً وعملياً من أجل تحريك عملية السلام بإتجاه أهدافها وليس جعلها تلف في الفراغ كحلقة مفرغة كما تريد اسرائيل حين اعتبرت أي هدف يمكن إنجازه من عملية السلام هو شروط فلسطينية ترفضها. ويبدو أن الاستمهال العربي بسبب الموقف الفلسطيني الذي بدأ صلباً حين رفض الرئيس أبو مازن استبدال غير المباشر من المفاوضات بالمباشر قد صب الى جانب الرئيس عباس الذي أخذ تفويضاً من الجامعة العربية وقمة سرت. وهو موقف استوقف الإدارة الأميريكية ومبعوثها جورج ميتشيل في حوار الساعات الثلاث مع (أبو مازن) في رام الله حيث سربت القيادة الفلسطينية عن نتائج الحوار أنه جاء بجديد مضمونه مفاوضات بسقف زمني مدتها سنتين وتفضي لإقامة دولة فلسطينية. فهل هذه النتيجة كافية ومقنعة للقيادة الفلسطينية وهل هناك ضمانات كافية لإنقاذ ذلك خاصة وأن التجربة مع اسرائيل ومع مواقف الولايات المتحدة من القضايا المتعلقة بإسرائيل لم تكن مقبوضة. فكل التعهدات التي جرى الحديث عنها لم تعط نتائج..
مرة أخرى الملك عبدالله الثاني مع أبو مازن والرئيس مبارك يفحصون الموقف الأميريكي الذي عبر عنه المبعوث ميتشيل وموقف السلطة الفلسطينية وقناعات الرئيس عباس شخصيا والتفويض العربي ورغبة هذه التيارات المعنية مباشرة بعملية السلام التي جمدتها اسرائيل وأرادت استبدالها بسياسات الأمر الواقع وبإدارة الأزمة بدل حلَها..
يدرك الملك عبدالله الثاني والرئيس مبارك الخطورة البالغة لجمود عملية السلام واندحارها والبحث عن بدائل ليست جاهزة عند العرب وهي بدائل معروفة عند الاسرائيليين الذين يعمدون بعد كل استعصاء في مخططاتهم الى الهروب للامام او تصدير ازماتهم التي تأتي على شكل حروب ومزيد من العدوان الذي يستهدف خلق وقائع جديدة تختبئ وراءها اسرائيل لمواصلة شراء الوقت وسياسة ادارة الازمة وهكذا...
عبدالله الثاني وحسني مبارك يسندان الرئيس محمود عباس ويوفران له شبكة امان عربية في الحدود التي تبرر ذهابه للمفاوضات المباشرة وتبقيه على صلة بقرارات قمة سرت واحالة هذه القرارات للقمة القادمة غير العادية في اكتوبر تشرين الاول القادم.
ضغوط عباس الممكنة وموقفه في رام الله ورفضه مفاوضات بلا مرجعيات وبلا سقف او نتائج اعطى نتائج اولية. فكيف لو كان مع الرجل دعما عربيا كافيا ما الذي يمكن ان يحدث؟؟...
المطلوب موقف سياسي عربي موضوعي وجاد وعميق وبسرعة يدعم الموقفين الاردني والمصري لتتشكل حزمة الامان الكافية لابي مازن حتى يستطيع ان يحمي المفاوضات القادمة المباشرة التي سيذهب اليها من العبث والتفريغ الاسرائيلي لاهدافها وحتى لا يترك عدم ذهابه فراغا تستفيد منه اسرائيل ويؤدي الى سقوط السلطة الفلسطينية وفقدها لمبررات وجودها...
التعليقات