عبداللطيف محمد الصريخ


فرحت في شهر رمضان المبارك هذا العام لسببين: الأول قدوم شهر البركات والأجر الوفير، والثاني لأن كبرى بُنَيّاتي قررت ارتداء الحجاب مع إطلالة شهر رمضان المبارك لهذا العام، وكان قرارها ذاتياً، والفال لكل بنات المسلمين، وقد قررت من جهتي أن أحتفل مع جميع الأهل بهذه المناسبة تشجيعاً لها ولغيرها.
وقد جلست معها ومع أخواتها الصغار نتناقش عن أهمية الحجاب وفلسفته في الإسلام، فسألتهن ما الحجاب ابتداء؟ فأجبن: بأنه ستر لجميع الجسد وليس شعر الرأس فقط، وأردفن بأنه لا يجوز أن يظهر مع الحجاب غير وجه المرأة وكفيها، جميل.
سؤالي الثاني لهن كان عن سبب تشريع الحجاب على المرأة، فأجبن دون تردد: حتى لا يراها الرجال في زينتها، فتكون عرضة لنظرات العيون المسعورة، ففرحت لإجابتهن، وتوجهت للسؤال الثالث فقلت لهن: وما رأيكن بمن تلبس الحجاب وهو نفسه زينة؟
فقلن لي باستغراب: ماذا تقصد يا أبي؟
فأجبتهن: أعني ما رأيكن بمن يكون حجابها زينة في نفسه أصلاً، فيكون ذا ألوان زاهية ومزركشة ومخططة، وبعضهن تنفخ في حجابها من الخلف وكأنها تشد منطاداً من الخلف، وبعضهن تخرج جزءا من شعرها من الأمام عن عمد، وتشاغبه أحياناً بإدخاله وكأنها لا تعلم أنه سيخرج، وبعضهن يظهر نحرها من تحت الحجاب، وبعضهن تضع ماكياجاً فاقعاً يسر الناظرين، وكأنها تقول لعيون الرجال، بل وحتى عيون النساء، هيت لك.
قلن لي وقد اعتلاهن الاستغراب: هذا ليس حجاباً يا أبي! أهااا.
وما رأيكن بمن تلبس الضيق من الملابس، كمن تلبس (البدي) و(السترتش) و(الجينز) الضيق جداً، وتنحشر فيه حتى يكاد يُظهر جميع أجزاء جسدها بشكل مثير! وتدعي أنها متحجبة بحجة أنها غطت شعر الرأس، حالها حال بنات جيلها!
قلن لي: الحجاب يا أبتي كما قلنا لك سابقاً يشمل جميع الجسد، من قمة الرأس إلى أخمص القدمين، وجسد المرأة كله عورة إلا الوجه والكفين، لا يجوز لمن تقرر الحجاب أن تظهره بأساليب تجذب الانتباه، ونضيف لك يا أبتي أنه أيضاً لا يجوز لبس الشفاف حتى لو غطى الجسد، فما معنى الحجاب إذا لبسنا ملابس ضيقة أو شفافة تظهر أكثر مما تستر!
عندها حمدت ربي على هذا الفهم السليم للحجاب، وأيقنت بأهمية وضرورة حملات التوعية للحجاب التي قامت بها وزارة الأوقاف مشكورة، وغيرها من الجهود التطوعية.