عاصم حمدان

** لم يكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليعلم أنه بعد تصريحه في حفل الإفطار السنوي للجالية المسلمة (بأنه بداية كمواطن، وثانيًا كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية يرى بأن المسلمين الأمريكيين لهم الحق في ممارسة شعائرهم الدينية، وأن ذلك يتضمن أيضًا حقهم في بناء المكان المخصَّص للعبادة، والمركز الاجتماعي والثقافي الخاص بهم في الموقع المعتمد في منهاتن Manahatten بأن مثل هذا التصريح الذي أسرع الرئيس في اليوم التالي لإدخال تعديلات عليه، سوف يرفع من معدل الأمريكيين الذين يميلون إلى أن الرئيس أوباما يتبع تعاليم الدين الإسلامي، حيث وصلت النسبة إلى 24% -واحد من بين كل أربعة أشخاص- بينما كانت النسبة حول إسلامه عند تنصيبه لمنصب الرئاسة 11% كما يذكر الكاتب toby Haranden في العدد الأسبوعي من صحيفة الديلي تلغراف البريطانية (25-31 اغسطس 2010م). ** وأضاف الكاتب -نفسه- بأن 30% من الشعب الأمريكي يرون عدم السماح لشخصية مسلمة من الوصول إلى منصب رئاسة الولايات المتحدة. ** أمّا نسبة المواطنين الأمريكيين الذين يعتقدون بأن أوباما شخصية مسيحية فهم حوالى 34%، ويرى المراقبون أن اسم والده (حسين) زاد من تكهنات الأمريكيين حول حقيقة ديانته، وخصوصا أنه اختار أن يمارس شعائره الدينية -بعيدًا عن الكنيسة- مفضلاً أداءها في منتجع كامب ديفيد ووجهة نظره أنه لا يريد إرباك المواطن العادي المسيحي، ولعل عزوفه عن الذهاب إلى الكنيسة، وما صاحبها من شكوك هو ما دفع المتحدث باسم البيت الأبيض للخروج والتصريح بأن الرئيس يتبع تعاليم الديانة المسيحية، وأنه يصليّ كل يوم، ولعل هذا الضجيج حول ديانة (أوباما) هو ما يمكن فهم دواعيه من المقالة المثيرة في نفس الصحيفة والموسومة (المعركة حول غراوند زيرو Ground Zera في إشارة إلى المسجد والمركز الثقافي الذي سوف يقام في أرض مجاورة للموقع الذي جرت فيه أحداث 11 سبتمبر، مع أن المشروع يحظى بدعم 40 جمعية في نيويورك، ويبدو أن طرح موضوع ديانة (أوباما) وموقفه الإيجابي من الجالية المسلمة في أمريكا سوف يشكل مادة دسمة ومثيرة لأنصار اليمين المتشدد قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.