غانم النجار
مقياس الدول الفاشلة هو مقياس يعتمد على الخيال والإبداع، مثله مثل كل المقاييس. وهو مقياس يخضع للتطوير الدائم ولا يستهدف إدانةَ دولة بعينها وإعلاءَ شأن دولة أخرى، فالهدف منه كما أسلفنا تعزيز السلام العالمي، ولكل من يريد الاطلاع على تفاصيل المقياس أن يشغّل 'غوغل' ويضع فيه 'FAILED STATES INDEX'، فيحصل على مُبتغاه من معلومات وتفاصيل أكثر حداثةً، إذ إن المعروض الآن هو مقياس 2010.
ولكن أين تقع الكويت وترتيبها في ذلك المقياس؟ ترتيب الكويت هو 125، علماً أن الترتيب معكوس، أي أن الدولة رقم 1 في المقياس وهي الصومال، يتم تصنيفها على أنها أكثر الدول فشلاً، وهي مرتبة مُستحَقة بحكم اطّلاعي اللصيق على الصومال، وإن كنت أظن أن دولة مثل الكونغو تنافس الصومال على المرتبة الأولى لكنها ليست كذلك، وهو خلل أكيد في منهجية المقياس ذاتها.
يتضمن المقياس لسنة 2010، 177 دولة، والدول الخمس الأكثر فشلاً حسب المقياس هي الصومال وتشاد والسودان وزيمبابوي والكونغو، بمعدل نقاط من 109.9 الى 114.3، أما الدول الأقل فشلاً -إن جاز التعبير- وهي في قاع المقياس، فترتيبها كالتالي: النرويج (8.7 نقاط) وفنلندا (19.3 نقطة) والسويد (20.9 نقطة) وسويسرا (21.8 نقطة) ثم إيرلندا (22.4 نقطة).
وحسب المقياس، فوضع الكويت بترتيبها الـ125 ونقاطها الـ61.5، هو ترتيب أفضل مثلاً من العديد من الدول العربية، وفي المقابل فإن دولاً عربية أخرى وبالذات دول خليجية أخرى تأتي في مرتبة أفضل من الكويت.
وربما كان من المثير للاستغراب مثلاً وضع إسرائيل في الترتيب الـ54 بـ84.6 نقطة، والصين في المرتبة الـ62 بـ83 نقطة، أي أنهما في مقياس الفشل أسوأ من الكويت بكثير، فهل هذا صحيح؟
إن كنّا نريد تطبيق شعورنا الواقعي على الأوضاع السائدة والتدهور الحاصل في الكويت مثلاً، فسنقول إنه لا بد لنا أن نكون دولة فاشلة، لكن المؤكد أن مقياس الدول الفاشلة أكثر تعقيداً ممّا نظن، ويتم فيه وضمنه إدخال العديد من الاعتبارات.
المسألة إذاً لها علاقة بالمنهج المتّبع، والذي لدينا عليه العديد من الملاحظات، فكيف تُصنَّف الدولة بمقياس الفشل؟ للحديث بقية.
التعليقات